"امرأة من زمن الحب".. الحنان والمصادقة أساس التربية السليمة

"امرأة من زمن الحب".. الحنان والمصادقة أساس التربية السليمة
منذ فترة طويلة، ارتبط شهر رمضان بالأعمال الدرامية، ويعد مسلسل "امرأة من زمن الحب" من الأعمال التي تعرض الكثير من المشكلات الاجتماعية، ويقترح في الوقت ذاته، العديد من الحلول لها، ويحوي عقدة لا يمل المتلقي منها بل يتفاعل كأنه جزء منها، ثم يأتي الحل الذي يثلج الصدور في النهاية.
العديد من الرسائل الأخلاقية أراد السيناريست أسامة أنور عكاشة توصيلها من المسلسل، أبرزها أن غرس المبادئ والتربية لا تأتي بالضرورة عن طريق التعنيف، هذا يتضح من خلال "وفية القرشي" أو النجمة سميرة أحمد، والتي نزحت من صعيد مصر لتواجه مشكلات أولاد أخيها بصلابة، وتبث المبادئ في نفوسهم عن طريق الحنان والمصادقة، وتكون النتيجة هي تحول البيت إلى حالة جارفة من الترابط الأسري.
المسلسل الذي عرض في 1998، يتعرَّض للعديد من المشكلات الخطرة التي عانى منها شباب المجتمع المصري خلال هذه الفترة، أبرزها مشكلة الإدمان وظاهرة "عبدة الشيطان" التي تم عرضهما من خلال شخصية "هاني"، الفنان كريم عبدالعزيز، ومشكلة البطالة ولجوء الشباب للسفر بعد فشله لسنوات في إيجاد وظيفة مناسبة في بلده من خلال شخصية "أدهم"، إلى جانب تناوله بعض القضايا السياسية الهامة، التي لم تخلُ منها أعمال أسامة أنور عكاشة، متمثلة في عملية اختطاف الإسرائيليين للصحفيين المعنيين بتغطية الأحداث الخاصة بهم وقتلهم أحيانًا ومحاولة تجنيس الأطفال في إسرائيل، وهذا ما قدَّمته حكاية "أشرف"، هشام سليم، علاوة على إطلالته، من خلال شخصية "إلهامي" على حقبة السبعينيات في تاريخ مصر، وما كان يحدث من كبت لحريات الطلاب، وكيف تسبب سجن طالب نابغ كان الأول على كليته في تحويله إلى شخص يعيش في ضياع كامل.
المخرج إسماعيل عبدالحافظ برع خلال "امرأة من زمن الحب،" في تقديم شخصية "لبيبة"، عبلة كامل، التي أسند لها الطابع الكوميدي الذي يخفف من سخونة الأحداث، كما وضع لمسته في إهداء الدراما المصرية نجمين جديدين كان العمل هو الأول لهما، الأول كان النجم كريم عبدالعزيز، الذي أدى دور هاني، إلى جانب الظهور الأول للفتاة ياسمين عبدالعزيز، في دور هايدي.
الموسيقى التصويرية للعمل لم تقل أهمية عن أحداثه، حيث لجأ الموسيقار عمار الشريعي إلى استخدام أسلوب الموسيقى المنفردة في تتريّ المقدمة والنهاية، وكانت الموسيقى المصاحبة للأداء الدرامي بالداخل مزيجًا واضحًا بين الشجن والرومانسية والبهجة والشر أحيانًا.