«حسام» غاوي ورق قديم: بلف كل الأسواق علشان أشتريه لأنه بيعرفني الأسرار

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

«حسام» غاوي ورق قديم: بلف كل الأسواق علشان أشتريه لأنه بيعرفني الأسرار

«حسام» غاوي ورق قديم: بلف كل الأسواق علشان أشتريه لأنه بيعرفني الأسرار

كل شخص لديه هواية معينة تميزه عن غيره، البعض يهوي تربية الكلاب وآخرون يهتمون بالقطط، ولكن هناك هوايات غريبة تجذب انتباه البعض، وتدفع من حوله إلى استغراب فعلته تلك، من بين هؤلاء الأشخاص ذو الهوايات الغريبة حسام علوان، منتج سينمائي، يهوى جمع الأوراق القديمة التي لا قيمة لها على الإطلاق ولا تشكل أهمية كبيرة للتاجر الذي يقوم ببيعها فقط هي هامة لـ«حسام».

تلك الهواية الغريبة جذبت «علوان» منذ أن كان طالبا، حيث كان يشعر بلذة غريبة عندما كان يجد أوراقا قديمة أكل عليها الدهر وشرب، إلى أن تطور الأمر معه وأصبح يجول الأسواق من أجل شراء تلك الأوراق: «بهتم بالحاجات دي من زمان، لأني بعتقد إنها بتعرفني أصول الحاجات اللي في مجتمعنا دلوقتي، بهتم بالأوراق الشخصية للناس العادية، مش الأوراق ذات القيمة».

تعود «علوان» أن يتجول في سوق الجمعة ويقوم بشراء الأوراق القديمة البالية، والتي يعرف أنه لا أحد يهتم بجمعها غيره، حتى أنه يدرك حقيقة صادمة للكثيرين وهي أن تلك الأوراق تعد حملا على التاجر يسعى جاهدا للتخلص منها بأي ثمن، ولكنه يجد في تجارتها نفعا لأنها غالبا ما تكون داخل ظرف يحمل طابع بريد ذات قيمة تاريخية: «الطابع نفسه له قيمة، لكن اللي جوه الظرف هو اللي ملوش قيمة كنت ممكن أشتري الورق من غير الظرف نفسه، وأفضل أقرأ الجوابات دي بالتفصيل وأرجع لها كل فترة وأقرأ تاني بنفس الشغف».

لا يفضل «علوان» الاجتماعيات فهو دوما يعيش بين أوراقه القديمة المتناثرة في غرفة مكتبه، لا يحب الذهاب إلى المطاعم أو قاعات الأفراح، لا يجد لذة له سوى شراء تلك الأوراق التي تحكي قصص حب بين مواطنين عاديين ليسوا مشهورين أو ذوي مناصب: «مش بفرح بالخروج، بفرح أكتر وأنا بقلب في الحاجات القديمة دي، اللي بيبقي كلها تراب وأسمنت، أنا بشتري شيكارة الورق كاملة، بترابها بكل ما فيها، بنزل أسواق كتير زي سوق الجمعة وسوق السيدة زينب وعزبة بلال».

يهتم «علوان» بالأوراق العادية المكتوبة بخط اليد، وهي ليست نادرة على الإطلاق، وكثيرا ما يحصل عليها من أحد أصدقائه المهتمين أيضا بجمع طوابع البريد: «كنت بروح له كان يديني، الورق وياخد هو الظرف لأن الظرف عليه طوابع ودي قميتها كبيرة، أنا بحب كل ما قديم بدون أهميته بقي، لأنه بيديني فكرة عن الحياة في المجتمع في العصور اللي فاتت، كان ليا صديق اسمه بشير السباعي بيترجم كتاب عن هوية فرنسا والمؤلف كان بيستخدم وثائق عادية زي الفواتير والورق العادي، ومن هنا الفكرة نورت معايا إن فعلا الورق ده رغم عدم أهميته إلا أنه مرجع في حد ذاته».


مواضيع متعلقة