مأساة شاب وفتاة معاقين ذهنيا قيدهما أهلهما بالسلاسل في سوهاج

كتب: خالد الغويط

مأساة شاب وفتاة معاقين ذهنيا قيدهما أهلهما بالسلاسل في سوهاج

مأساة شاب وفتاة معاقين ذهنيا قيدهما أهلهما بالسلاسل في سوهاج

شاب في الـ20 من عمره، وفتاة لم تتجاوز 16 سنة، شاء القدر أن يكونا من أصحاب الإعاقات الذهنية، ينتميان لأسرتين تعيشان في نفس القرية، التي شهدت فاصلاً من المأساة التي يعيشها الاثنان، بعد قيام أهلهما بحبسهما وتقييدهما بالسلاسل الحديدية والحبال، داخل منزليهما في قرية الطوايل، التابعة لمركز ساقلته بمحافظة سوهاج.

أسرة الشاب "أحمد محمد عبد اللاه"، والفتاة التي يُطلق عليها اسم "صابرين"، وجدا أن الحل الأمثل لتجنب أي مشاكل من جانبهما، بعد ورود شكاوى إلى الأسرتين بخطورتهما على أطفال القرية، يتمثل في تقييدهما بالحبال والسلاسل، خاصةً بعدما أنفق الأهل الكثير من الأموال على علاجهما، ولكن دون جدوى.

والد الشاب "أحمد"، عامل بسيط باليومية، أكد لـ"الوطن" أن ابنه ولد باعاقة ذهنية، وذهب به إلى عدد كبير من الأطباء والمستشفيات لعلاجه، إلا أنه لم يصل لنتيجة، لافتاً إلى أن والدته انفصلت عنه، وتزوجت بآخر.

وأشار والد الشاب إلى أنه يعيش في منزله البسيط بصحبه ابنه الشاب، بالإضافة إلى والدته المسنة، التي تبلغ من العمر 80 عاماً، موضحاً ان رعايته صعبة للغاية، فهو دائماً في حالة هياج، وأن الحل الوحيد له هو ربطه بالحبال، مؤكداً أن جدته أصبحت لا تقوى على رعايته، كما أنه لا يتواجد كثيراً بالمنزل، نظراً لعمله باليومية، ويخاف من حدوث مكروه أثناء غيابه، بسبب حالة الهياج التي تنتاب ابنه.

وطالب والد الشاب بأن تتبنى وزارة الصحة حالة ابنه، وأن يتم علاجه في إحدى المصحات وحجزه بها، لأنه لن يتمكن من رعايته بسبب حالته، موضحاً أنه أنفق كل ما يملك من مال لعلاجه لكن دون جدوى.

وفي نفس القرية، وفي منزل آخر، تعيش "صابرين"، البالغة من العمر 16 سنة، والتي ولدت هي الأخرى بإعاقه ذهنية، وتضطر والدتها إلى تقييدها بالسلاسل، عندما تنتابها حالة هياج.

وقالت والدتها إن ابنتها تتصرف تصرفات عدوانية، وخاصةً تجاه الأطفال، وأنها تخشى على حياة أطفالها الأصغر منها، لافتةً إلى أن ابنتها المريضة تزداد عدوانيتها بمرور الأيام، وأنها لا تملك نفقات علاجها.

وقال والد الطفلة إنه يعمل عاملاً بمجلس مدينة ساقلته، وأنه لا يقوى على نفقات علاج ابنته، وذهب بها إلى عدد كبير من الأطباء، لكنه في النهاية توقف لأنه لا يوجد تقدم في حالتها، بل أن الأمر يزداد سوءاً مع مرورو الوقت عليها.

وأكد والد الطفلة أنه يلجأ إلى تقييد ابنته بالسلاسل، نظراً لوجود خطورة منها، معرباً عن أمله في أن يتم حجز ابنته في أحد المستشفيات، وتقديم الرعاية الطبية لها، حتى تهدأ حالتها ولا تكون عدوانية بهذا الشكل.

من جانبه، أكد شريف السيد، رئيس مدينة ساقلته، أنه زار الحالتين، ووجه بتقديم كل المساعدات الممكنة لهما، كما تم استدعاء فريق من التضامن الاجتماعي لعمل بحث اجتماعي وتقديم إعانات مادية للأسرتين، كما تمت مخاطبة مديرية الصحة بشأن الحالتين لاتخاذ اللازم، بشأن إمكانية علاجهما.


مواضيع متعلقة