العدوان الإسرائيلي على غزة: مبارك يغلق المعابر.. ومرسي يرسل رئيس وزرائه للقطاع.. والسيسي يكتفي باتصال هاتفي

كتب: محمود عباس

العدوان الإسرائيلي على غزة: مبارك يغلق المعابر.. ومرسي يرسل رئيس وزرائه للقطاع.. والسيسي يكتفي باتصال هاتفي

العدوان الإسرائيلي على غزة: مبارك يغلق المعابر.. ومرسي يرسل رئيس وزرائه للقطاع.. والسيسي يكتفي باتصال هاتفي

لم يكتفِ المصريون، حكومة وشعب، على مدار تاريخ اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بمشاهدة الموقف وتتبع التطورات التي يشهدها الموقف، بل كانت هناك العديد من المبادرات الشعبية التي استهدفت الوصول إلى قطاع غزة وإمداد المقاومة بالمساعدات الطبية والغذائية وكسر كل حصار للجانب الإسرائيلي على القطاع. عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك شهد العديد من المواقف الشهيرة خلال اعتداء الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في أعوام 2008 و2010، متمثلًا في رفضه فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين، رغم المطالبات الكثيرة بالتراجع عن ذلك القرار من الداخل والخارج، مبررًا ذلك بأن مصر لن تسمح لأحد بمحاولة تحقيق مصالحه أو بسط نفوذه على حسابها بالمزايدة عليها والمتاجرة بدماء الفلسطينيين، إلى جانب تحرك العديد من المظاهرات الشعبية المنددة بالعدوان في عام 2008، وتم فيها حرق العلم الإسرائيلي، ومطالبة عدد من نواب مجلس الشعب بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، فضلًا عن توجه قافلة الحرية الشعبية إلى قطاع غزة، أثناء عدوان 2010، للمساهمة في كسر الحصار عن الفلسطينيين وتقديم المساعدات لهم. أما الرئيس المعزول محمد مرسي فقد تعامل مع الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة بصورة مختلفة، حيث قرر إرسال رئيس وزرائه هشام قنديل، أثناء عملية عامود السحب الإسرائيلية، إلى غزة على رأس وفد رفيع المستوى يضم عددًا من الوزراء والقيادات المصرية الدبلوماسية، وخرج مرسي في خطاب شعبي، يؤكد أن الثمن سيكون باهظًا حيال استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وأن "مصر الثورة تستطيع اقتلاع جذور العدوان كما فعلت مع جذور الظلم"، إلى جانب دخول مصر طرفًا في مفاوضات انتهت بوقف العدوان وإبرام هدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. في المقابل، لم يشهد اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي وقع فجر أمس، على قطاع غزة أي تحرك فعلي للحكومة المصرية، حيث اقتصر الوجود المصري على تلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالًا من الرئيس الفلسطيني وتعهده له بالعمل على وقف العدوان بأسرع وقت ممكن، دون أي تصريحات من جانب السيسي تجاه العدوان الإسرائيلي إلى غزة، إلى جانب مؤتمر صحفي مشترك بين وزيري الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأردني، أمس، أعربا فيه عن قلقهما إزاء التصعيدات الإسرائيلية بقطاع غزة، إلى جانب عدم وجود ردود أفعال من قبل الأحزاب والقوى السياسية على الاعتداء، سوى حزب الكرامة الذي أعلن إدانته الكاملة للعدوان الصهيوني، وطالب الحكومة المصرية بالتدخل الفوري حفاظا على دورها بين ربوع الأمة العربية. من جانبه، يؤكد الدكتور وحيد عبدالمجيد، أستاذ العلوم السياسية، أن الموقف المصري تجاه اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة يعاني من كثير من القصور، مشددًا على أنه كان يجب التعامل مع الموقف من زاوية الاعتراف بما يحدث على أنه عدوان إسرائيلي مرفوض شكلًا وموضوعًا، وعدم الاكتفاء بالوساطة بين الطرفين ونقل الرسائل بينهما. ويضيف عبدالمجيد أن غياب المواقف المصرية تجاه اعتداءات الاحتلال عما كانت عليه يعكس جانبًا آخر من قصور السياسة الخارجية المصرية، يتمثل في زيادة مساحة الانشغال بما يحدث بالداخل والصراع مع الإخوان عن دورها خارجيًا، مؤكدًا أن الدور الإقليمي المصري يحتاج إلى رسم رؤية واضحة وإعادة بلورتها وتحديد أدوارها تجاه كل المواقف المحيطة. فيما يؤكد القيادي اليساري أبوالعز الحريري أن المصريين سيظلون داعمين للقضية الفلسطينية، ولن يتخلوا عنها بغض النظر عن حماقات حماس وتدخلاتها المرفوضة، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية المصرية تتحرَّك بشكل مُرضٍ، وأن الأمر ليس شيئًا منظمًا يحتاج لتدخل عسكري من جانبها، وإنما يتطلب التوسط لحل المشكلة ووقف العدوان.