«فاطمة» من رحاب سيدنا الحسين: نفسى أروح الحجاز

كتب: أمينة مجدى

«فاطمة» من رحاب سيدنا الحسين: نفسى أروح الحجاز

«فاطمة» من رحاب سيدنا الحسين: نفسى أروح الحجاز

على موعد لم تخلفه منذ حوالى ثلاثين عاماً، هى بداية رحلة كفاحها مع زوجها العامل الزراعى البسيط، لم تتوانَ ابنة محافظة البحيرة، فاطمة جمعة هنداوى -55 عاماً- عن مشاركته المسئولية، وكل أملها أن تؤدى رسالتها فى الحياة وتزوج أبناءها وترى أحفادها وتزور بيت الله الحرام بصحبة رفيق دربها. ففى رحاب الحسين، جلست «فاطمة» بصحبة أبنائها وزوجها حول الإفطار الذى أعدته فى منزلها وجاءت به إلى الحسين قائلة: «نفسى أزور الكعبة ومش قادرة أروح للرسول فبنيجى هنا فى رمضان نفطر ونصلى ونحضر حضرة ذكر ومدح أنا وولادى وجوزى، والسنة دى جبت مرات ابنى معايا، خايفين نموت.. لا نروح هنا ولا هنا». بعينين زائغتين تتجولان بين جنبات المكان أخذت فاطمة تنظر إلى ساحة المسجد وزواره الذين اعتادت رؤيتهم كل عام قائلة: «جرى العرف كل رمضان نيجى نفطر هنا يوم فى العشرة الأوائل وأجهز لليوم ده زى ما اكون رايحة الحجاز». يقترب أذان المغرب، تنهض «فاطمة» لتوزع الطعام فى سعادة على كل من يمر بجلسة أسرتها وتدعوه للانضمام إليهم. يؤازرها صوت زوجها العجوز «جمال فرج» الذى جلس إلى جوار ابنه مبتهلاً إلى الله يسأله الرضا والستر فى الدنيا والآخرة. يعلو الأذان فينطلق لسان الفلاحة العجوز بالدعاء لمصر بالأمان ولأولادها بالصلاح. ينقضى اليوم الذى طالما أعدت له «فاطمة» العدة وكأنه حج أصغر بصلاة التراويح وانتهاء الحضرة لتودع ساحة الحسين عائدة إلى قريتها الصغيرة بصحبة أسرتها وعشرات الأسر التى جاءت معها من البحيرة.