في ذكرى ميلاد السادات.. مواقف بحياة بطل الحرب والسلام

كتب: محمود طولان

في ذكرى ميلاد السادات.. مواقف بحياة بطل الحرب والسلام

في ذكرى ميلاد السادات.. مواقف بحياة بطل الحرب والسلام

يحل اليوم الجمعة 25 ديسمبر ذكرى ميلاد الزعيم الراحل محمد أنور السادات الذي ولد عام 1918 بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، لأب مصري وأم من أصول سودانية، وكان والده أول من حصل على الشهادة الابتدائية في القرية وكان هذا أمرا صعبا فالاحتلال البريطاني كان في أولى مراحله وجميع المواد كانت تدرس باللغة الإنجليزية.

وفي السطور القادمة نرصد بعض المراحل المؤثرة في حياة الرئيس أنور السادات والتي سطرها بقلمه في كتابه «البحث عن الذات»، والذي ذكر فيه تفاصيل حياته البسيطة التي بدأت من قريته ميت أبوالكوم وصولا إلى حكم مصر.

بدأ الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالحديث عن جمال قريته الصغيرة التي كانت هي كل عالمه في ذلك الوقت، ولكن كان هناك شخص آخر يمثل جزءا كبيرا في هذا العالم وهي جدته التي يصفها قائلا: «كم كنت أحب هذه السيدة.. كانت شخصية في غاية القوة بالإضافة إلى الحكمة.. حكمة الفطرة، والتجربة، والحياة.. وطوال فترة نشأتي في القرية كانت هي رأس العائلة، فقد كان والدي يعمل مع الجيش في السودان.. وكانت هي ترعانا وتخرج وراء الأنفار كأي رجل تتعهد الفدانين اللذين اشتراهما والدي».

السادات وقصص جدته الوطنية

كانت القصص التي تروى على السادات لها أثر بالغ في تكوين شخصيته الوطنية وكان مصدر هذه القصص جدته؛ حيث قال في ذلك: «لم تكن القصص حواديت الشاطر أو بطولات أبو زيد الهلالي.. بل كانت أقرب إلينا وألصق بحياتنا من تلك الأساطير البعيدة، بل كانت قصة دس الإنجليز السم لمصطفى كامل حتى لا يكمل كفاحه ضدهم.. لم أكن أعرف قبل ذلك الوقت من هو مصطفى كامل، وأنه مات في ريعان شبابه ولكني عرفت لأول مرة أن هناك قوما اسمهم الإنجليز، وأنهم ليسوا منا.. وأنهم أشرار لأنهم يضعون السم للناس».

ولم تكن قصة مصطفى كامل هي الوحيدة التي تركت في نفس الرئيس السادات أثرا عميقا بل كان هناك أيضا موال زهران بطل حادثة دنشواي، والتي قال عنها: «كان هذا الموال يستهويني في كل مرة استمع إليه.. فدنشواي قرية لاتبعد عن قريتنا بأكثر من خمسة كيلو مترات.. والموال يحكي كيف أن عساكر الإنجليز عندما شاهدوا أبراج الحمام في دنشواي أطلقوا عليها الرصاص».

ويستكمل: «وطاشت طلقة أحرقت جرنا من أجران القمح.. وتجمع الفلاحون فأطلق عليهم الرصاص احد عساكر الإنجليز وجرى.. وفي الحال قبضوا على الأهالي، وشكلت محكمة عسكرية في القرية وعلقت المشانق، وكان زهران بطل المعركة وكان أول من حكم عليه بالإعدام، ويحكي الموال شجاعة زهران وصموده وكيف أنه تقدم إلى المشنقة مرفوع الرأس فخورا بنفسه لأنه تصدى للمعتدين».

ويتابع الرئيس قائلا: «هكذا ادركت من فوق سطح الفرن في دارنا بالقرية أن هناك خطأ ما في حياتنا.. وقبل أن أرى الإنجليز.. وأنا ما زلت داخل قريتي.. تعلمت أن أكره المعتدين الذين قتلوا وجلدوا أهلنا».


مواضيع متعلقة