سياسة السادات الخارجية: «مصر أولا» ثم العرب

سياسة السادات الخارجية: «مصر أولا» ثم العرب
- السادات
- محمد انور السادات
- ذكرى ميلاد السادات
- انور السادات
- السادات
- محمد انور السادات
- ذكرى ميلاد السادات
- انور السادات
كثيرا ما أثارت السياسة الخارجية للرئيس الراحل محمد أنور السادات، جدلا واسعا عربيا وداخليا، فتعرضت مصر للمقاطعة العربية، بسبب السلام مع إسرائيل، لكن رؤيته كانت تحمل كثيرا من المنطق بحسابات السياسة بعيدا عن المشاعر الشعبية.
الانتقال من الاتحاد السوفيتى إلى الولايات المتحدة، ثم توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، دفع البعض إلى اتهامه بأن تحركاته كانت على حساب القضايا العربية، رغم عدم وجود تعريف أو رؤية واضحة لمفهوم القضايا العربية، خاصة إذا وضع في الاعتبار التحولات الجارية.
تحل اليوم ذكرى ميلاد السادات الذي ولد فى الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1918، و الذي وصفه مدير مركز دراسات المناطق الدولية، الدكتور محمد كمال، بأنه «يملك رؤية واضحة حول مستقبل النظام الدولي»، هكذا علق على تحركات الرئيس الراحل الخارجية، التي لم تنل رضا بعض الدول العربية، موضحا أن «رؤية الرئيس الراحل تلخصت في أن النظام العالمي يشهد صعودا لدور الولايات المتحدة الأمريكية، بينما الاتحاد السوفيتي في حالة تراجع، إضافة لقناعته أن واشنطن هي اللاعب الدولي الرئيسي فى الشرق الأوسط، وفقا لتعبيراته تملك 99% من أوراق اللعب في المنطقة».
وأضاف: «كان السادات يستهدف بشكل كبير الانتقال من التحالف مع الاتحاد السوفيتي إلى التحالف مع الولايات المتحدة، والطريق إلى واشنطن يمر بـ(تل أبيب)، فكان لا بد من السلام مع إسرائيل»، موضحا أن «عملية السلام كانت جزءا فقط من الرؤية، وليست الكل، وهي جزء من رؤيته للعالم ككل وليس للإقليم فقط، حتى عندما اتبع الليبرالية في الاقتصاد، كان الهدف من ذلك التقرب من الغرب».
كمال: تحركات السادات الخارجية لم تكن مرتبطة بالسلام مع إسرائيل وإنما كانت نابعة من رؤية تقوم على مصالح مصر
وحول ما أحدثته سياسة الراحل من تأثير على العلاقات المصرية - العربية، قال «كمال»: «الرئيس السادات لم يكن يتخيل أو يعتقد أن اقترابه من الولايات المتحدة والغرب سيؤثر على علاقات القاهرة بالدول العربية لهذه الدرجة، بسبب أن كثيرا منها، خاصة الخليج كانت ولا تزال لها علاقات بالولايات المتحدة، فلم يكن تحركه على حساب العلاقات العربية، وإنما يمكن القول إنه كان على حساب القضايا العربية».
وأوضح أن «السادات كان مؤمنا بمبدأ مصر أولاً، والمصالح الوطنية المصرية يجب أن تأتي في المقدمة، ويجب أن تكون لها الأولوية لو تعارضت مع القضايا العربية»، مضيفا أن «الدول التي اعترضت على خطوة التصالح مع إسرائيل، والتي شكلت ما يعرف بجبهة التصدي والصمود كانت في معظمها قريبة من الاتحاد السوفيتي، وردها مثل جزءا من التنافس الدولي، الذي كان حادثا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في المنطقة، ودول مثل دول الخليج قطعت العلاقة مع مصر بسبب الضغوط عليها، لكن لم تنضم لتلك الجبهة».
واختتم «كمال» تحليله لـ«الوطن»، بقوله: «علينا أن نضع في اعتبارنا أن تحركات السادات الخارجية لم تكن مرتبطة بالسلام مع إسرائيل، وإنما كانت نابعة من رؤية تقوم على مصالح مصر أولا، وهذا نهج تتبناه كل الدول، على سبيل المثال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يقول: أمريكا أولا».
«الحرب الباردة» فرضت على «السادات» أن يكون حليفا للولايات المتحدة على حساب «الاتحاد السوفيتي»
«الحرب الباردة» فرضت على «السادات» أن يكون حليفا للولايات المتحدة على حساب «الاتحاد السوفيتي»، هكذا بدأ رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، الدكتور محمد صادق إسماعيل، طرح رأيه في سياسات الرئيس الراحل أنور السادات، وقال لـ«الوطن» إن هذا سببه أن الرئيس السادات كان يفكر في الحرب، بعد أن خرجنا من هزيمة 67، لا يفكر في شىء آخر غير ذلك، وفي هذا الوقت كانت قوة الولايات المتحدة تزيد، وهي الحليف الأقوى لإسرائيل بعد انسحاب بريطانيا من دعم تل أبيب عقب الحرب العالمية الثانية.
وأضاف «إسماعيل» أن «أمريكا كانت تقدم دعما مطلقا لإسرائيل، وتقارب مصر منها، يجعلها تلعب دور الوسيط، وهذا ما حدث بعد حرب 1973 عندما ذهب السادات إلى إسرائيل»، مؤكدا أن هذه الزيارة كانت صدمة لأكثر من دولة عربية، فقطعت علاقتها بمصر، وكان هذا «موقفا غريبا»، لأن المصريين هم الذين حاربوا وقدموا التضحيات.
وأوضح أن زيارة السادات فتحت أبواب السلام لمصر، وبعدها تم تدشين اتفاقية كامب ديفيد، وحصلت مصر على سيناء، ولولا ذلك لما حصلنا على أرضنا، مضيفا أنه بعد وفاة الرئيس السادات، أدرك العرب قيمته وأنه كان على حق، وهناك من يتحدث مثلا داخل حركة فتح الفلسطينية، بأنه لو ذهب الرئيس الراحل ياسر عرفات وجلس إلى جانب الرئيس السادات في كامب ديفيد، لكان وضع القضية أصبح أفضل من الحالي، فالسادات سبق عصره فيما ذهب إليه.