"أبوالغيط": لدى إيران وتركيا أطماع إمبراطورية في المنطقة العربية

"أبوالغيط": لدى إيران وتركيا أطماع إمبراطورية في المنطقة العربية
قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الحروب السيبرانية والأسلحة ذاتية التوجيه، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، تُمثل تحدياتٍ جديدة غير مسبوقة على أمن المجتمعات، خاصة أنها مجالات ما زالت بعيدة عن أي إطار قانوني ناظم.
وذكر «أبوالغيط» أن العالم العربي يواجه أوضاعًا صعبة مع الجيران في الإقليم، مشيرا بالتحديد إلى أن لدى كل من إيران وتركيا أطماعًا إمبراطورية في المنطقة العربية تعود إلى عصور سابقة، وأن كلتيهما تقتحمان الفضاء العربي، ويؤسسان لمناطق نفوذ وهيمنة، مشيرًا إلى أن هذا التنمر الإقليمي سوف يستمر للأسف في الفترة القادمة، بسبب المنطلقات الأيديولوجية التي تتأسس عليها سياسة البلدين، واعتناق النظم الحاكمة فيهما للإسلام السياسي كذريعة للتدخل في الدول العربية.
وشدد «أبوالغيط» على ضرورة التمسك بالدولة الوطنية، مؤكدًا أنه طوق النجاة للمنطقة ودولها، وأننا نحتاج إلى إقناع جيراننا بالتوقف عن استخدام الدين لتحقيق مصالحهم القومية.
وأوضح الأمين العام أن المنطقة العربية عانت كثيرًا خلال السنوات العشر الماضية، وأنها تحتاج إلى استعادة مكانتها وقدراتها، مؤكدًا أن المنطقة في حاجة إلى إحياء اقتصادي شامل، وأن هناك تفاوتًا في أداء الدول العربية والمطلوب هو تحقيق قدر من التكامل الاقتصادي يبدأ بإلغاء التعريفات الجمركية، وهو أمرٌ يُمكن التوصل إليه قريبًا.
وشدد «أبوالغيط» على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة يُعد أولوية رئيسية، وأن بقاء القضية الفلسطينية من دون حلٍ كان سببًَا في الكثير من المشكلات التي حلت بالإقليم والعالم، مشيرًا إلى ضرورة تسخير اتفاقات التطبيع لصالح القضية، خاصة أن الإدارة الأمريكية الجديدة تحمل منطلقاتٍ مختلفة عن إدارة ترامب التي ألحقت ضررًا بالغًا بالفلسطينيين عبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبشرعية المستوطنات وحجب الدعم عن الأونروا، وغيرها من الإجراءات شديدة السلبية، مشددًا على أن على العرب والفلسطينيين الاشتباك بسرعة مع الإدارة الجديدة لإطلاق التسوية.
وفي معرض رده على سؤالٍ من الحضور حول مكانة القيم في العلاقات الدولية، أكد «أبوالغيط» أن قيمًا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ليست مرفوضة من العرب، ولكن المرفوض هو أن يقوم الآخرون بالتدخل في شؤوننا لفرضها علينا بالصورة التي يرونها، مضيفًا أن لدينا أخطاء، ولكن من حقنا أن نختار وتيرة الإصلاح التي تلائمنا، وتناسب أوضاعنا.