أحد جيران ضحايا «قارب الموت» يروي معاناة شباب قرية الغرق مع الهجرة

كتب: أسماء أبو السعود

أحد جيران ضحايا «قارب الموت» يروي معاناة شباب قرية الغرق مع الهجرة

أحد جيران ضحايا «قارب الموت» يروي معاناة شباب قرية الغرق مع الهجرة

قال كريم محمد أحد جيران الشابين بقرية الغرق بمحافظة الفيوم واللذان لقيا حتفهم غرقا في أحد قوارب الهجرة غير الشرعية بليبيا فيما عرف بقارب الموت إنّ حلم السفر إلى ليبيا انتهى ولم يعد مثل الماضي، حيث أنّ حالها تغيّر تمامًا بعد الثورة ولم تعد مثلما كانت بعد عام 2011، وأنّ من يسعى إلى السفر لها الآن فهو يضحي بنفسه ويحمل روحه على يديه.

وأشار لـ"الوطن" إلى أنّ ليبيا الآن ينتشر بها مليشيات مسلحة كثيرة كما أنّ المهربين لا يحرصون على حياة المسافرين فهم أصبحوا عصابات إتجار بالبشر ومن يختلف معهم يقتلوه ويلقوه في الطريق إذا كان يسافر بريًا، وإذا كان يسافر عبر البحر فهم يحملون عددا كبيرا من المهاجرين على قوارب صغيرة لا تتحمل تلك الأعداد فتنقلب وتحدث كارثة مثلما حدث ونتج عنه وفاة شخص من قريته وآخر لا يعلمون هل هو حي أم ميت.

وأوضح كريم أنّه عاش في ليبيا 6 أعوام متتالية منذ عام 2007 وحتى عام 2013، وكان يعمل بشكل جيد حتى عام 2011 ويحصل على مقابل مالي جيد ولكنه بعد قيام الثورة كانت الحياة غير آمنة وكان مهددًا بالخطر ولكنه لم يتمكن من العودة إلى مصر بسبب غلق المطارات وانتشار الإرهابيين والمليشيات المسلحة، وعندما تمكن من العودة إلى مصر قرر عدم السفر مرة أخرى مهما حدث.

وكشف أنّه منذ عام 2013 حتى الآن يرى قصص شديدة البشاعة بسبب الهجرة غير الشرعية، فهناك الكثير من شباب القرية يموت غرقًا أو من خلال طريقه البري ولا تستطيع أسرته الوصول إلى جثمانه حيث لا يتم العثور عليهم وتُعاني أسرهم من مرارة الفراق ومرارة عدم استلام جثامينهم ودفنهم في مقابرهم ليتمكنوا من زيارتهم، بالإضافة إلى أشخاص كثيرون ماتوا غرقًا وجاءت جثامينهم دون رأس أو دون ذراع بعدما التهمتها الأسماك.

ونصح «كريم» شباب الفيوم، بعدم السفر إلى أي دولة في الوقت الحالي بسبب انتشار الإرهاب والمليشيات المسلحة، ويظل في مصر لأنّ مصر هي بلد الأمن والأمان، خصوصًا أنّه الآن أصبحت تتوافر الكثير من فرص العمل في العاصمة الإدارية الجديدة بالإضافة إلى أماكن أخرى، ويجب أن يعمل الجميع بقول الله سبحانه وتعالى «ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة».

ولفت إلى أنّه منذ حوالي شهر سافر جاره ويدعى «محمد عطية» خلال هجرة غير شرعية أيضًا وتوفى واستلمت أسرته جثته منذ حوالي 20 يومًا، بالإضافة إلى اثنين لقيا مصرعهما منذ 4 أيام في حادث غرق «قارب الموت» بمنطقة صبراته بليبيا الأول عُثر على جثته ويدعى سعيد عبد الحميد محمد (31 عامًا) ولم تتسلم أسرته جثمانه حتى الآن بسبب عدم انتهاء الإجراءات، وآخر يدعى حسين أحمد عبد الحميد وشهرته حسين سكر (21 عامًا) ولم يتم العثور على جثته ولا يعرف أحد عما إذا كان حيا أم ميتا.

وبيّن أنّ هوس السفر إلى ليبيا كان بسبب تعوّد أهالي القرية على السفر منذ مدة طويلة وكانت لهم معاملة خاصة في ليبيا وحتى قبل الثورة، كان هناك رزق كثير لأهالي القرية بليبيا وتعودوا على ذلك وعلى أهل ليبيا الطيبين، والأطفال نشأت على تلك القصص التي استمعوا إليها من آبائهم وأقاربهم وكل حلمهم السفر، لذلك عندما يصبحون شبابًا يصرون على الهجرة إلى هناك، موضحًا أنّ الأمر اختلف بعد الثورة وتغيّر كل شئ وأصبح هناك خطف وقتل، ويجب أن يقدر الجميع المخاطر الموجودة قبل المخاطرة بالسفر إلى هناك. 

 


مواضيع متعلقة