شغال تحت كوبري الميرغني.. كافيهات على كيف الزبون وسعرها حنين

كتب: محمد أباظة

شغال تحت كوبري الميرغني.. كافيهات على كيف الزبون وسعرها حنين

شغال تحت كوبري الميرغني.. كافيهات على كيف الزبون وسعرها حنين

صرح كبير تألفه الأعين، والمعروف بـ«كوبري الميرغني» بمنطقة مصر الجديدة، ما إن تجده على مرمى البصر يظهر أمامك مشهد أشبه ما يكون بخلية نحل تسير على الأرض، فتيات وشباب يجوبون المكان يمينا ويسارا ليتابعوا حركة العمل داخل تلك الكافيهات الجديدة المشيدة تحت الكوبري، طاولات مصطفة مجهزة لجلوس عائلات بأكملها عليها، ليتحول ذلك الكوبري، الذي كان، بالأمس، مرتعا للقمامة، إلى مكان دقت فيه ساعة العمل ينتظر زبائنه.

أكشاك كبيرة بلونها الأزرق وتصميمها الموحد، يفصلها كراسي وترابيزات وأشجار ملونة وأحواض ورد، قدمتها الدولة كمشروعات للشباب، بإيجارات بسيطة، لعمل كافيهات ومطاعم ومحلات «سوبر ماركت» وصيدليات، لتحقيق الاستفادة من تلك الأماكن الخالية بمصر الجديدة، وتفوير فرص العمل للشباب، وزيادة حيوية المنطاق السكنية بالخدمات المختلفة، من بينها كوبري الميرغني.

كافيهات كوبري الميرغني الجديد.. ملاذ الشباب للعمل

شباب وفتيات بملابس موحدة، تعلو وجوههم ابتسامة استقبال وترحيب بالزبائن المختلفة أعمارهم، تحت سياسة القضاء على العادات القديمة والجمل التي توارثها الأجيال لفترة، «أنا شغال تحت الكوبري»، حسبما قال كمال محمد، مدير أحد الكافيهات والمطاعم الجديدة المنشأة أسفل كوبري الميرغني الجديد، مضيفًا أن تلك الفكرة وفرت فرص عمل جديدة للشباب، وأدخلت عائد مادي مستمر للدولة، وحافظت على الشكل العام للمكان.

فكرة استغلال المساحات أسفل الكباري لعمل مشروعات بها، موجودة في العديد من الدول الأخرى، وهى فكرة تفيد الشباب وتوفر العمل سواء للخريجين أو الطلاب من الشباب والفتيات، وتستغل المساحات أسفل الكباري بشكل أمثل، بحسب ما ذكره «كمال»، كما أنها تخدم المناطق السكنية والطرقات بما يحتاجه المارون بها، وتقضي على الأساليب غير المشروعة التي كان يلجأ إلى تقديمها أصحاب الكافيهات سابقًَا لبعض الموظفين في الأحياء لمسايرة أعمالهم.

«كمال»: الدولة دعمتنا.. ونحافظ على الإجراءات الاحترازية في مصر الجديدة

يرصد مدير الكافيه ما قدمته الدولة من دعم لهم عن استيلام الأماكن، الأكشاك تكون مشطبة بلونها الأزرق المميز من الخارج، ومنحهم المهلة للتشطيب وبدأ العمل دون تحصيل الإيجارات، حتى يقللون الأعباء المالية عليهم، ويساعدونهم في بداية انطلاق مشروعاتهم، وهو ما جعلهم يبدأون في العمل سريعًا، وتقديم الخدمة لجميع الفئات العمرية، والمستويات الاجتماعية المختلفة.

يسارا ويمينا أسفل الكوبري تراص العمال، ينهون ما بدأوه من أعمال تشجير وتركيب الأرصفة، وداخل الكافيهات والمطاعم يتأكد العاملون من التعقيم المستمر، والتباعد المكاني  بين الكراسي والترابيزات وتعقيمها كل 20 دقيقة، لضمان القضاء على أي فيروس قد يكون ملاصقًا للأسطح، وبكماماتهم وقفازاتهم الطبية، فتيات وشبان يقدمون الخدمة بأسعار مناسبة، ولفئات مختلفة.

الضوضاء وصوت السيارات.. مشكلات تواجه مشروعات كوبري الميرغني الجديد

عدة مشكلات تواجه الكافيهات والمطاعم أسفل كوبري الميرغني الجديد بمصر الجديدة، من بينها الضوضاء وصوت السيارات المارة على جانبي وأعلى الكوبري، حسبما قال شادي جاد، مسؤول العاملين بأحد الكافيهات، مضيفًا أن بعض الزبائن يفضلون الأماكن الهادئة بعيدًا عن الضوضاء وصوت السيارات المزعج بالنسبة لهم، كما أن رواتب العاملين في تلك الأماكن الجديدة أقل من مثيلاتها في الأماكن العادية، نظرًا لأنها تجربة جديدة وفي بداية تقييمها، وقلة عدد لطاولات واستقبال الزبائن بأعداد قليلة بسبب المساحة، وهو ما يجعل ملاكها يقللون أجور العاملين مقارنة بالأماكن الأخرى.

العمل على مدار اليوم والأسعار.. مميزات «الميرغني» أمام الكافيهات الأخرى

منافسة قوية تواجهها الكافيهات والمطاعم بالمنطقة أمام الجديدة أسفل «الميرغني»، نظرًا لجودة المنتجات المقدمة، وقلة أسعارها، وعملهم طوال اليوم على 3 ورديات، بعكس الكافيهات والمطاعم بالخارج الملتزمين بموعد غلق محدد، وعلى الرغم من تلك الميزات تفتقد أكشاك «الميرغني» إلى الزبائن الدائمة كما في مثيلاتها بالمناطق الأخرى، ويعتمدون بشكل أكبر على الزبون الـ«طياري».

يحرص«جاد»، على التأكيد على العاملين بتطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل مستمر، من تباعد مكاني بين الطاولات والكراسي، والتعقيم المستمر للمكان، وارتداء الكمامات الطبية، ويرى أن تلك الفكرة إذا تم تعميمها في جميع الكباري ستخدم الشباب بتوفير فرص العمل لهم، وستجمل شكل المناطق، وستنافس الكافيهات التي كانت ترفع أسعارها على الزبائن بشكل كبير.


مواضيع متعلقة