ممدوح عبدالعليم: «السيدة الأولى» رسالة إلى الرئيس.. والإعلانات تظلم المسلسلات

ممدوح عبدالعليم: «السيدة الأولى» رسالة إلى الرئيس.. والإعلانات تظلم المسلسلات
برر ممدوح عبدالعليم غيابه عن التمثيل منذ أكثر من ثلاث سنوات بإحساسه بالضياع، مؤكداً فى حواره مع «الوطن» أنه شعر بالضياع والقلق على أحوال البلد، حتى إنه لم يعد قادراً على العمل وكل ما يشغله كان حماية أسرته الصغيرة.
وأكد «ممدوح» أن مسلسله الجديد «السيدة الأولى» الذى تقوم ببطولته غادة عبدالرازق، ويقدم فيه دور رئيس مصر بعد الثورة، يحوى بالفعل رسالة إلى الرئيس، مشيراً إلى أن العمل لا يتحدث عن رئيس محدد، أو زوجة رئيس معينة.
وأشار إلى رفضه تحويل الأفلام السينمائية إلى أعمال درامية، إلا من خلال فكرة جديدة وتناول مختلف، كما رفض العودة إلى السينما فى ظل حالة الإسفاف التى تعانى منها حالياً.
■ لماذا ابتعدت عن التمثيل لأكثر من ثلاث سنوات تقريباً؟
- ابتعدت عن التمثيل كل هذه الفترة لإحساسى بالضياع، لأن البلد كان غير مستقر تماماً، وشعرت بالتشتت والقلق، فإحساس ضياع البلد صعب، ولم يكن عقلى مستعداً للتفكير بالعمل فى هذه الفترة، وكل ما كنت أفكر فيه هو كيف أحمى أسرتى الصغيرة، وأنا لا بد أن أشعر بالدور حتى أقدمه، ولكن طوال هذه الفترة لم تكن لدى رغبة فى العمل ولم أشعر بأى شىء حتى أقدمه.
■ وما الذى جعلك تعود للشاشة الصغيرة من خلال مسلسل «السيدة الأولى»؟
- فى البداية تحدث معى المخرج محمد بكير والفنانة غادة عبدالرازق طالبين منى أن أشترك فى المسلسل، وشعرت أن الفكرة جيدة ومختلفة، وأننا سوف نقدم شيئاً جديداً فى الدراما لم يتم تناوله من قبل، فرحبت بالفكرة وبالتعاون معهم، وجذبنى فى المسلسل فكرته فأنا أقدم دور رئيس مصر بعد الثورات التى اندلعت فيها، وهو الرئيس الذى اتفقت عليه كل القوى الثورية.
■ وما الرسالة التى تريد إيصالها من خلال تقديم هذا الدور؟
- قدمت فى دورى معظم الأشياء التى يتمنى أن يراها المشاهد فى الرئيس، وكأنه رسالة له، ومن خلال المسلسل سنجد أشياء كثيرة مشابهة لمواقف حدثت بالفعل، ولكنها ليست مشابهة لأشخاص، فنحن لا نقدم من خلال المسلسل أى شىء له صلة بأحد الرؤساء السابقين، أو بأشخاص معينين.
■ ومن «السيدة الأولى»؟
- السيدة الأولى فى المسلسل، هى زوجة رئيس الجمهورية، والتى تجسد شخصيتها غادة عبدالرازق ولا علاقة لها بأى زوجة رئيس سابق، ولكن من الممكن أن تتشابه المواقف فقط، مثل التدخل فى بعض القرارات، ولكن الشخصيات لا تشابه فيها.
■ هل المؤلف كتب هذه الأدوار من خياله ورؤيته المستقبلية أم شعرت وأنت تقدمها أنها أمور حدثت بالفعل؟
- من المؤكد أن المؤلف يأخذ من الواقع ويعمل عليه، فمن الممكن أن يأخذ حادثة أو موقفاً أو جملة لمجرد أن هذا الموقف وليد اللحظة، وبالتالى يعمل على هذه المواقف، ولكن من خلال رؤيته، نحن لا نقوم بعمل سيرة ذاتية لشخص معين، ولكننا نقدم شخصية رئيس افتراضى.
■ هل تشعر بالقلق من أن يظلم «السيدة الأولى» بسبب ازدحام المسلسلات فى الموسم الرمضانى؟
- بالفعل يوجد العديد من المسلسلات التى تظلم فى رمضان، كما أن الإعلانات تظلم المسلسلات، وقد عشت فترة طويلة كان الإعلان لا يقترب فيها من توقيت عرض المسلسل، وكانت الإعلانات تعرض قبل وبعد المسلسل فقط، وبدأ الموضوع يأتى تدريجياً حتى أصبح المسلسل هو الإعلان، والإعلان هو المسلسل، فأصبح الذى يعرض هو الإعلانات يتخللها مسلسل، ومنذ أكثر من عشر سنوات تحدثت فى موضوع خلق موسم جديد بعيداً عن الموسم الرمضانى نعرض فيه المسلسلات على مدار العام، ومنذ سنوات كانت المسلسلات التى لها قيمة وثقل كانت تقدم فى الشتاء، ورمضان كان يعرض خلاله «الفوازير» و«ألف ليلة وليلة»، ومسلسل كوميدى واحد، وهذه كانت علاقة رمضان بالدراما، أما اليوم فالأمر مختلف تماماً، وأصبحت الدراما كلها مكدسة فى رمضان.
■ ما تفسيرك لغياب المسلسلات الدينية والتاريخية فى رمضان؟
- عن نفسى أحب هذه المسلسلات، وأرى أنه لا بد من وجودها من أجل توفر أنواع مختلفة من الدراما، والمقولة الدارجة حالياً على هذه النوعية من المسلسلات الدينية بأن «الناس لا تُقبل عليها» خاطئة، أما الأعمال التاريخية فتكاليفها الإنتاجية عالية جداً، ولكن فى النهاية هذه الأعمال يقبل عليها الكثير من المشاهدين، وإذا عُرض علىّ عمل مناسب سأرحب ولن أتردد.
■ هل أنت مع تحويل الأفلام إلى مسلسلات؟ ولماذا اعتذرت عن عدم تقديم ثلاثية نجيب محفوظ على طريقة الفيديو؟
- أنا ضد تحويل أى عمل سينمائى ناجح إلى مسلسل، إلا من خلال فكرة جديدة وتناول مختلف، كما فعلت فى فيلم «قلب الليل» من خلال تناول مختلف، وهذا هو الفرق بين الإفلاس الفكرى الذى يجعلنا نعيد تقديم الأفلام فى مسلسلات، أو تقديم تناول جديد لم يره المشاهدون فى السينما، لذا عندما عرض علىّ تقديم «الثلاثية» اعتذرت عن عدم تقديمها، وذلك للنجاح الساحق الذى حققته وما زالت تحققه حتى الآن، ولا يمكن على سبيل المثال أن أدخل فى مقارنة مع دور قدمه عبدالمنعم إبراهيم حتى لو كان فى تناول جديد، لأن «الثلاثية» عمل من الأعمال التى رسخت فى أذهان الناس ولا يجوز الاقتراب منها.
■ أخيراً.. أين أنت من السينما؟
- مؤخراً عرض علىّ فيلم، وكان من متطلبات الشخصية إنقاص وزنى والعزف على العود وعلى البيانو وأشياء كثيرة رحبت بها، وبدأت التحضير وبروفات الشخصية، ولكنى شعرت أن السينما بالنسبة لى مختلفة، وبالتالى اعتذرت على الفور، علماً بأننى لم أكن بعيداً عن السينما ولم تكن السينما بعيدة عنى، وحبى الشديد لها يجعلنى أفكر كثيراً فى الموضوع الجيد الذى يعيدنى إليها من جديد، وأعتقد من وجهة نظرى أنه لا توجد سينما منذ أكثر من ثلاث سنوات، وحتى الأفلام التى تحقق إيرادات تهبط إلى مستوى مبتذل جداً، وأعتقد أن «البضاعة بتنادى على صاحبها»، ورغم أن هناك حالات فردية جيدة إلا أنها تضيع وسط موج هائج من الإسفاف والابتذال، وعندما تعود السينما الحقيقية سنعود جميعاً معها.