من مخلفات البلاستيك.. حصير أشكال وألوان زينة منازل الفلاحين بالفيوم

كتب: أسماء أبو السعود

من مخلفات البلاستيك.. حصير أشكال وألوان زينة منازل الفلاحين بالفيوم

من مخلفات البلاستيك.. حصير أشكال وألوان زينة منازل الفلاحين بالفيوم

زجاجات.. أكواب.. عُلب.. مواد بلاستيكية تتحول لأطنان من القمامة، إلا أنّها أصبحت مواد يُعاد تدويرها لتدخل في صناعة الحصير البلاستيك الذي يُزين منازل الفلاحين البسيطة بألوانه الزاهية وأشكاله المختلفة.

وعلى مسافة قريبة من مدينة الفيوم، في قرية الكعابي الجديدة التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، أقام أحد الشباب مصنعًا صغيرًا داخل غرفتين مظلمتين ليستخدم بودرة "البلاستيك" المُعاد تدويره إلى حصير بلاستيك.

وتتراص مئات الأجولة من بودرة البروبيبلين "البلاستيك" بألوان متعددة، بينما يحمل أحد العُمّال الأجولة ويفرغها في ماكينة حديدية ضخمة لتقوم بخلطها بالمياه، لتخرج خيوط بلاستيكية طويلة تخرج وتسير وسط أشطوانة حديدية بها مياه لتبردها، فيأتي آخر ويحمل خيوط البلاستيك ثم يقوم بربطها معًا ويعلقها على الحائط.

دقائق قليلة ويأتي أحد الشباب يأخذ الخيوط ويذهب بها إلى جانب آخر أكثر إضاءة ليضعها في ماكينة ضخمة تقوم بنسج الخيوط الملونة معًا وتُخرجها حصير بأشكال وألوان مختلفة، ليأتي آخر ويأخذ الحصير ويدخله إلى غرفة أخرى لتقوم الفتيات بإزالة الزوائد منه وتغليفه تمهيدًا لبيعه في الأسواق أو تصديره للخارج.

ويقول خالد محمود صاحب المصنع، في تصريحات خاصة لـ"الوطن" أنّه عندما أنهى دراسته لم يجد فرصة عمل فقرر إنشاء مصنع للحصير خصوصًا أنّه لا يوجد بالمحافظة بالكامل أي مصنع للحصير رغم انتشار منازل الفلاحين اللذين يعتمدون بشكل أساسي على تغطية أرضية منازلهم بالحصير.

وأضاف أنّ الحصير يتم صناعته من البلاستيك المُعاد تدويره، ثم تمر بعدة مراحل لتصبح حصير، حيث يتم تحويل البودرة إلى "أعواد"، ثم تدخل على ماكينات لتنسج الخيوط معًا حتى يُصنع الحصير، وأخيرًا تدخل في مرحلة التشطيب وهي إزالة الخيوط الزائدة منه وسرفلة الأحرف وأخيرًا لف الحصير في شكل أسطوانة وربطها تمهيدًا لعملية البيع أو التصدير.

وأوضح أنّ "الحصيرة تستغرق من ربع ساعة إلى ساعة إلا ربع لتصنيعها كاملةً حسب الحجم والشكل المطلوب، موضحًا أنّ أسعار الحصير يتراوح بين 50 إلى 250 جنيهًا حسب الحجم والخامة والشكل.

وأشار إلى أنّه يقوم بتصدير الحصير للخارج بالإضافة إلى التوزيع داخليًا، حيث أنّه يُصدر بشكل دائم إلى السودان والجزائر وتونس وليبيا والتشاد، موضحًا أنّ أكثر المحافظات التي تأخذ منه بشكل مستمر هي مطروح والإسكندرية، ولكنه توقف عن التصدير منذ بداية أزمة "فيروس كورونا" بسبب توقف التصدير، كما أنّ البيع تأثر كثيرًا منذ انتشار الفيروس.

ولفت إلى أنّه كان يعمل لديه بالمصنع 65 عامل، و8 فتيات ولكنه اضطر إلى تسريح عدد كبير منهم خلال الآونة الأخيرة بسبب تأثر حركة البيع والشراء والتصدير إثر الإجراءات الاحترازية لفيروس "كورونا"، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات حيث ارتفعت أسعار طن البودرة للضعف.

وبيّن أنّه رغم أزمة الـ"كورونا" إلا أنّ صناعة الحصير هي تجارة الربح ولا يخسر منها أبدًا، لأنّه لا يفسد حتى يتم بيعه كاملًا، كما أنّ المخلفات الناتجة عن صناعته يتم إعادة تدويرها مرة أخرى وصناعة الحصير منه وتوفر له مبالغ مالية كبيرة لأنّ الطن الواحد منه تلك المخلفات يتجاوز الـ 15 ألف جنيهًا.


مواضيع متعلقة