عماد حمدى (مش بتاع مساء الخير يا نينة) مسحراتى أخرس بينادى على ناس صاحية
عماد حمدى (مش بتاع مساء الخير يا نينة) مسحراتى أخرس بينادى على ناس صاحية
«اصحى يا نايم.. وحّد الدايم».. عبارة شهيرة تتردد على ألسنة كل المسحراتية وهم يمارسون عملهم فى تنبيه الناس لفترة السحور، إلا هو، يسير هائماً فى شوارع الهرم، معلقاً على صدره طبلة كبيرة يدق على جانبيها بين حين وآخر وزمارة فى فمه ينفخ فيها دون أن يتكلم لأنه أخرس، ربما يعتبر البعض أن عمل رجل أخرس فى مهنة تعتمد على المناداة نكتة، لكنها الحقيقة التى يعيشها المسحراتى عماد حمدى. معظم سكان الشوارع الجانبية فى حى الهرم يعرفونه، هو الرجل الصامت الذى يسير إلى جوار ابنه، هو يطرق عدة طرقات على الطبلة بينما يترك لابنه مناداة الناس بأسمائهم. وحسب ابنه، الذى يعمل مساعداً له، فإن «مسحراتى الهرم» فقد النطق منذ كان صغيراً، حيث أصيب بفتق فى السرة ودخل المستشفى لإجراء جراحة عاجلة، وبسبب خطأ طبى فى التخدير فقد الأب النطق تماماً، يقول ابنه: «أبويا وهو صغير كان بيحب يقعد مع واحد مسحراتى اسمه «عم أحمد» وكان يصر على النزول معه أثناء جولاته حتى أحب المهنة، وأصبح يقلده فيها». بعد أن فقد «عم عماد» القدرة على الكلام، لم ييأس ولم يترك مهنته، بل أصر على الاستمرار بمساعدة ابنه متحدياً جميع من سخروا منه وطالبوه بأن يعمل فى مهنة أخرى تناسبه.
ورث الابن المهنة من والده وتميز فيها أكثر بحكم ظرف والده المرضى الذى يمنعه من الكلام، وخلال سنوات قليلة طور من أدائه وأصبح هو ووالده الثنائى الذى ينتظره سكان الهرم من العام للعام، حيث بمجرد ظهورهما فى الشارع يضفيان عليه جواً من المرح والبهجة يتعاطى معها سكان المنطقة.. «الناس بتستنانا كل سنة فى رمضان، بنلف من 11 بالليل لحد الساعة اتنين الصبح، بنطبل والعيال والناس اللى سهرانة تطبل معانا، والكل بيبقى فرحان».