حقيقة ادعاءات لقاحات كورونا: لا تحتوي على جينات أجنة بشرية ولا روبوتات

كتب: سيد خميس

حقيقة ادعاءات لقاحات كورونا: لا تحتوي على جينات أجنة بشرية ولا روبوتات

حقيقة ادعاءات لقاحات كورونا: لا تحتوي على جينات أجنة بشرية ولا روبوتات

في الوقت الذي تتسابق فيه الدول لبدء حملات التلقيح ضدّ فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءات مضللة جاء أبرزها فيديو يدّعي أنّ لقاح أسترازينيكا/أوكسفورد يحتوي على خلايا "أم آر سي-5" المستخرجة من الأجنة البشريّة المجهضة، وادعاء آخر بأن اللقاحات المطورة ضدّ فيروس كورونا القاتل، تحتوي على جسيمات نانوية هي روبوتات أو أجهزة كمبيوتر صغيرة يمكن أن تسجل بيانات الإنسان الحيوية، وبالنسبة للادعاء الأول فتقول المجموعة التي تعمل على تصنيع لقاح استرازينيكا/ أوكسفورد أنه مضلّل، وتؤكد أن اللقاح لا يحتوي على خلايا من الأجنة البشرية، أما الادعاء الثاني فأكد خبراء أنه لا وجود لتكنولوجيا تتيح إدخال برمجيات مشابهة إلى جسم الإنسان من خلال اللقاح .

ادعاء أن لقاح أوكسفورد يحتوي على خلايا أجنة بشرية

انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو  مدته خمس دقائق يُسمع خلالها تعليق امرأة على غلاف ما يبدو أنه لقاح أسترازينكا/أوكسفورد المضاد لكورونا، وتقوم بالبحث باستخدام محرّك جوجل عن المصطلحات المدونة عليه ومن بينها "ChAdOx1-S"، وفجأة تظهر صفحة تبدو وكأنها ورقة بحثية باللغة الإنجليزية تسلّط من خلالها المعلّقة الضوء على جزء يشير إلى "ChAdOx1 nCoV-19 genome in MRC-5 and A549 cell lines" أو (جينوم ChAdOx1 nCoV-19 في سلالات إم آر سي - 5 و إيه 549 الخلوية).

من ثم تنتقل المعلّقة إلى صفحة ويكيبيديا تعرض معلومات عن السلالة الجينية المعروفة باسم "إم آر سي-5" وتنطلق منها لتقول إن "لقاح كوفيد-19 يحتوي بالتأكيد على نسيج من رئة جنين مجهض عمره 14 أسبوعاً، وهو صبيّ قوقازيّ".

انتشر هذا الفيديو بلغات عديدة غير العربية منها التشيكية والروسية مرفقًا بالادعاء نفسه حاصداً آلاف المشاهدات عبر موقع فيسبوك. إلاّ أن لقاح أسترازينيكا/أوكسفورد لا يحتوي على خلايا "أم آر سي-5"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

ما هي  خلايا "أم آر سي-5"؟

صحيح أنّ خلايا "أم سي آر - 5" استُخرجت من نسيج رئة جنين قوقازي أجهض في أسبوعه الرابع عشر في ستينات القرن الماضي. واستخدم باحثون هذه السلالة الخلوية لزرع مكونات "فيروس موهن" (فيروس ضعيف) لإنتاج لقاحات ضدّ أمراض مثل الجدري والحصبة والنكاف والحميراء، وتقول مجموعة أوكسفورد للقاحات أن عمليّة الإجهاض كانت شرعيّة وافقت عليها الأمّ ولم تكن غايتها البتّة خدمة إنتاج لقاحات.

هل استخدمت "أم آر سي-5" في لقاح أسترازينيكا/أوكسفورد؟

في رسالة إلكترونية لوكالة "فرانس برس"، قال متحدّث باسم مجموعة أكسفورد المنتجة للقاحات أن السلالة المستخدمة في إنتاج اللقاح هي HEK-293 وليست "أم آر سي-5". واستُخرجت هذه السلالة من خلايا جنين أُجهض في هولندا عام 1973. وقد استنسخت مرارًا في المختبرات بهدف زرع الفيروس الموهن، ليكون هو المادة النشطة فيها خلال تجارب اللقاحات، وأضاف أن الخلايا مجرّد "استنساخ عن الأصلية وليست هي نفسها خلايا الجنين المُجهض".

وتقول مجموعة أوكسفود أَن من المضلّل "حسم" وجود مادة بشرية في اللقاحات التي تستخدم سلالات جينية. "فبعد زرع الفيروس الموهن (في الخلايا) تجري تنقية الفيروس مرات عديدة ما يجعل من احتمال احتواء المنتج النهائي على مادة بشرية بعيداً جداً"، أي أن اللقاح يحتوي الفيروس الموهن نفسه لا الخلية المستنسخة التي استخدمت في حقل التجارب ليس إلا.

حقيقة الدراسة في الفيديو المضلّل

بالبحث عن جزء الفيديو المضلل الذي تشير فيه المعلّقة إلى استخدام سلالة "إم آر سي-5" في لقاح أسترازينكا/أوكيفورد، وأرشد البحث إلى دراسة أولية نشرتها جامعة بريستول على موقعها جرى خلالها اختبار فعالية لقاح أسترازينيكا/أكسفورد الذي كان معروفاً في السابق باسم " ChAdOx1 nCoV-19" باستخدام نسخة عن سلالة "أم آر سي - 5" الخلوية. قد يكون التبس على المعلّقة في الفيديو المضلل استخدام هذه السلالة في دراسة جامعة بريستول والمواد التي يتكوّن منها لقاح "أسترازينيكا/أوكسفورد" الحقيقية، بحسب "فرانس برس".

ادعاء أن لقاح كورونا يحتوي على روبوتات تسجل بيانات الإنسان

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاء بأنّ اللقاحات المطوّرة ضد  كورونا المستجد، تحتوي على جسيمات نانوية هي روبوتات أو أجهزة كمبيوتر صغيرة يمكن أن تسجّل بيانات الإنسان الحيويّة، إلا أن خبراء أكدوا لـ"فرانس برس" أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحّة، ولا وجود لتكنولوجيا تتيح إدخال برمجيات مشابهة إلى جسم الإنسان من خلال اللقاح.

وظهر منشور فيديو يظهر طبيبة تحذّر من أخذ اللقاحات ضدّ كوفيد-19 لأنّها "تغيّر الحمض النووي للإنسان بشكل جذري وتحتوي على جسيمات نانوية هي في الواقع روبوتات صغيرة تسجّل البيانات الحيوية للإنسان وترسلها شبكات تخزين المعلومات وأنّ مؤسسة بيل غيتس ستأخذ هذه البيانات". 

لكنّ هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحّة، فقد أصدرت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة "فرانس برس" تقارير مفصّلة عن بعضها، ومنها "أنّ اللقاحات لا تغيّر الحمض النووي للإنسان" وأن "لا صحة للأخبار عن خطة بيل جيتس لزرع شرائح تجمع معلومات عن الذين يتلقون اللقاح".  

ما هي الجسيمات النانويّة؟

الجسيمات النانوية هي جسيمات مجهريّة قياسها أقلّ من 100 نانومتر. ويقاس النانو بأجزاء من المليار من المتر. ويدّعي المنشور أنّ اللقاح ضدّ كوفيد-19 يحتوي أجساما نانويّة هي روبوتات أو أجهزة كمبيوتر متناهية الصغر تسجّل البيانات. لكن "لا وجود حتى الآن لتقنيّة من هذا النوع يمكن من خلالها إدخال روبوتات إلى الجزيئات النانوية في اللقاح" كما أكّد أستاذ الأمراض المعدية في جامعة جريفيث نيجل ماكميلان، لوكالة "فرانس برس". 

كيف تعمل لقاحات كورونا؟ 

يقوم عمل اللقاحات كافّة وفق مبدأ واحد، وهو تعليم الجسم أن يتعرّف على مسبّب المرض لإنتاج استجابة مناعيّة.  ويحتوي لقاح بيونتك/فايزر على جزء من الحمض النووي للفيروس RNAm يولّد استجابة مناعيّة تعلّم الجسم الدفاع عن نفسه عندما يصاب بالفيروس الحقيقي.

ويوضح أستاذ الأمراض المعدية ماكميلان أنّ جزيئات النانو الدهنيّة الموجودة في اللقاح والمصنوعة من مواد دهنيّة كالكوليسترول الموجود في جسمنا أو المستخرجة من النبات تؤدي دور الحماية لـRNAm عند دخوله الخليّة.

 


مواضيع متعلقة