جيمى كارتر المصرى.. قبطى مسلم وشهرته «حمامة السلام»

كتب: أحمد الشمسى

جيمى كارتر المصرى.. قبطى مسلم وشهرته «حمامة السلام»

جيمى كارتر المصرى.. قبطى مسلم وشهرته «حمامة السلام»

يدخل مدرس حصة التاريخ الفصل، فينتفض الطلبة قياماً، ينخرط فى شرح تاريخ مصر، وما إن يصل إلى الرئيس السادات، حتى يُداعب أحد تلاميذه، قائلاً: «اسمك مكتوب فى كتب التاريخ يا ابن المحظوظة»، يتلفت الطالب ابن الـ11 سنة: «حضرتك تقصدنى أنا يا أستاذ»، يرد المدرس: «أيوه. أنت كنت رئيس أكبر دولة فى العالم أمريكا وكمان كان لك دور مُهم فى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، مش اسمك جيمى كارتر»، أكثر من 30 سنة مرت على معاهدة كامب ديفيد التى جرى توقيعها فى 17 سبتمبر 1978، ولا تزال الاتفاقية الوحيدة على طرف لسان كل مسئول مصرى يتم تنصيبه. فجر يوم 11 نوفمبر 1980، ولد جيمى كارتر «المصرى»، تسميته كانت وليدة الصدفة، فالوالد «نحمدو» قرر تسميته «جيمى» على اسم جاره «جمال» الذى كانوا ينادونه «جيمى»، وفى مكتب الصحة اقترح عليه الموظف: «طالما هاتسميه جيمى يبقى كملها وخليها «جيمى كارتر» على الأقل يبقى زى اسم الرئيس الأمريكى». الرجل الثلاثينى يعرف نفسه بأنه «مواطن مسيحى مسلم» عندما كان فى المرحلة الإعدادية، وجد فى فصله زميلين: أحدهما اسمه جمال عبدالناصر والثانى اسمه أنور السادات، لقينا الناظر داخل علينا وبيضحك، وقالنا إحنا لازم نفرقكم عن بعض ونوزعكم على باقى الفصول، الفصل ده مش هيستحمل 3 رؤساء». لم يحصل كارتر على أى ميزة بسبب اسمه، حيث عمل بعد حصوله على شهادة دبلوم التجارة فى إحدى المدارس المجاورة لمنزله بحى المرج، ومن الطرائف التى جلبها عليه اسمه، أن زملاءه كانوا يسمونه «حمامة السلام»؛ لأنه اعتاد التدخل للصلح بين أى متخاصمين، سواء كانوا مدرسين أو تلامذة. ظل جيمى المصرى صابراً فى انتظار التعيين فى المدرسة11 سنة، وعندما يئس تركها ليبحث عن باب رزق آخر، وبينما أخذنا نطالع صور المسيح والعذراء والبابا شنودة التى تُزين شقته البسيطة، انطلق فى الصلاة والسلام على النبى محمد، وهو يعلق على أزمة الفيلم المسىء للرسول، مؤكدا أن «أقباط المهجر لا يفعلون شيئاً سوى أنهم يضرون أقباط الداخل».