الفراشيح والجبن بالزعتر.. مراسم استقبال الزوار في سانت كاترين

كتب: حماده الشوادفي

الفراشيح والجبن بالزعتر.. مراسم استقبال الزوار في سانت كاترين

الفراشيح والجبن بالزعتر.. مراسم استقبال الزوار في سانت كاترين

عادات وتقاليد أهالي سيناء تختلف في نوعيتها عن باقي المحافظات بالرغم من أن كل محافظة لها طبيعة وطريقة خاصة لاستقبال الزوار في الصباح أو المساء، كل وقت له طبيعة خاصة لدى بدو جنوب سيناء حيث يقدمون مأكولات ومخبوزات ورثوها عن الأجداد، البدو يقول "في الصحراء محتاج دقيق، وملح وشاي وسكر وسبني أعيش" لا يتعجب أحد من كلام أهل سيناء فهم أهل خبرة ودراية ويستطيعون التغلب على صعوبات الحياة.

البدو لا يعرفون المخابز سوى من فترات قليلة وحتى لو وجدت المخابز لا يعتمد عليها أهل سيناء في شراء الخبر، يفصلون صناعة خبزهم بأنفسهم فهو صحي وله مذاق خاص ويصلح لتناوله طوال اليوم.

"الفراشيح" هي الخبز الرسمي لأهل سيناء ولا يستغرق صناعتها سوى بضع دقائق، هي أسهل لسد جوع الشخص، وهي مغذية بالفعل وتصنع من دقيق القمح يضاف له المياه والقليل من الملح، تصنع الفراشيح على صاج حيث تجري تقطيعها يدويا إلى قطع منفصلة ثم يتم فرد القطع ووضعها على الصاج ويتم تسويتها في أقل من دقيقة، حيث يوضع الصاج على حفرة داخلها فحم من بقايا الأشجار وتسوى بسرعة.

الوفود والزوار الذين يأتون إلى سانت كاترين بالتحديد تكون الفراشيح والجبنة بالزعتر هي مراسم استقبالهم الرسمية للضيوف، وجبة خفيفة وصحية حيث يصنع الخبز ( الفراشيح ) أمام الزوار ويأكلونه مع جبنة وزعتر، ويجري إضافة زيت الزيتون إلى الجبن.

سليمان الجبالي من قبيلة الجبالية بسانت كاترين ويعمل في مجال السياحة قال إن من أهم الأشياء التي تميز سانت كاترين ورحلات السفاري والتخييم هي طهي الطعام على الحطب وكانت هذه العادة شيئا أساسيا في البادية قبل اختراع البوتجاز حيث كانت المرأة السيناوية تذهب كل صباح من أجل جلب الحطب التي تشعل به النار لطهي الطعام وعمل الشاي البدوي وعمل الفراشيح أو العيش البدوي.

وأوضح الجبالي أن الفراشيح تتكون من دقيق ومياه وملح وقليل من الزيت ويمكن إضافة بعض الأعشاب إليه مثل الزعتر ثم يخلط هذا الخليط جيدا في إناء ثم يوضع على النار ولا يستغرق إعداده سوى دقائق قليلة ويتم تقديمه في كافة المناسبات.

وقال محمد فتيح جبيلي من قبيلة الجبالية بمدينة سانت كاترين، إن الفراشيح من أهم مظاهر الاحتفالات بعيد الأضحى حيث يقوم الرجال في اليوم الأول للعيد بذبح الأضاحي في حضور الأطفال والشباب وسط فرحة كبيرة ويتم إعداد الطعام من اللحم الضأن وطهي الفراشيح وإعداد وليمة كبيرة لمعظم أهل القبيلة وضيوفهم.

وأكد أن "الفراشيح " من أهم المورثات البدوية وتعد أساس الوجبات الغذائية لبدو سيناء كما يقبل عليها السائحين من مختلف جنسيات العالم ونعطيها لهم كهدايا في رحلات السفاري.

وأوضح " الجبالي " هذا النوع من الخبز سريع التحضير وبمثابة وجبة غذائية متكاملة لاحتوائه على سعرات حرارية عالية ولا يستغرق إعداده سوى دقائق قليلة ويجرى تقديمه في كافة المناسبات، ويختلف خبز الفراشيح عن الخبز التقليدي في أنه يمكن حفظه لعدة أيام بعيدا عن الثلاجات دون أن يتعرض للتلف ويتم تناوله مع جميع الأطعمة ويفضله أهالي سيناء مع اللحم .


مواضيع متعلقة