رضا عبدالسلام.. 30 سنة خدمة في إذاعة القرآن الكريم دون ذراعين (صور وفيديو)

رضا عبدالسلام.. 30 سنة خدمة في إذاعة القرآن الكريم دون ذراعين (صور وفيديو)
- رضا عبدالسلام
- إذاعة القرآن الكريم
- القرآن الكريم
- رضا عبد السلام
- رضا عبدالسلام
- إذاعة القرآن الكريم
- القرآن الكريم
- رضا عبد السلام
لم يقع أسيرًا للمُحيطين به، ولم يُحبط يومًا رغم سنوات اليأس التي عاشها، فكان يتخذ من الصعاب والعراقيل، درجات يصعد عليها للوصول إلى حلمه وراء ميكروفون الإذاعة المصرية، ليطل على المُستمعين بابتسامة دافعها الأمل، ونبرة هادئة، ومخارج ألفاظ واضحة.
هو الإذاعي رضا عبد السلام، مُقدم برنامج "سيرة ومسيرة" عبر إذاعة القرآن الكريم، والذي يعمل داخل أروقتها منذ 30 عامًا تقريبًا، والذي تخرج في كلية الحقوق عام 1987، وكذلك كلية الدعوة الإسلامية من جامعة الأزهر.
حالة استثنائية
يقول رضا عبد السلام، في حديثه لـ"الوطن"، إنه لم يستسلم لإعاقته وأنه وُلد بدون ذراعين، فلم يشعر يومًا أنه ينقصه شيء، فتعايش مع إعاقته بأريحية شديدة، لاسيما وأنه ظل ساعيًا نحو تحقيق حلمه في دخول الإذاعة، مؤكدًا: "بحثت وتأكدت من عدم مُذيع راديو يُشبه حالتي في دول العالم كافة، حيث إن المهنة تتطلب إيقاعًا سريعًا وتحكمًا كاملًا في الميكروفون، لذلك ابتكرت جهازًا صغيرًا يُساعدني على هذا الأمر".
لجنة اختبارات المُذيعين
وأكدّ أنه التحق بالعمل الإذاعي، بعد صعوباتٍ بالغة، وصفها بـ"المعجزة"، قائلة: "يُنظر إلى ذوي الإعاقة الخاصة نظرة شك كبيرة، لذلك رُفضت رفضًا تاماً من أحد أعلام الإذاعة الكبار قبل 30 عامًا".
وكشف رضا عبد السلام، كواليس دخوله إذاعة القرآن الكريم، قائلًا: "ظللت أحارب لمُدة عامين، وعندما أتيحت لي الفرصة أمام رئيس لجنة المُذيعين حلمي البلك آنذاك، والذي طالبته فور دخولي عليه بعدم توجيه أي أسئلة لي".
وتابع: "كنت لابس جاكيت قلعته أدامه ولبسته تاني، وفتحت باب المكتب وقفلته تاني أدامه، ومسكت القلم بفمي وكتبت لها بضعة سطور، وقلت له طول عمري في الدراسة بطلع من الأوائل، ليه أنا بترفض في اختبارات المُذيعين كل مرة بدون سبب واضح، اعطيني فرصة واحدة".
وأكد أنه وقع الاختيار عليه من بين 40 مُتقدمًا، وذلك بناءً على قرار حلمي البلك، والذي وافق على دخولي الإذاعة، قائلًا آنذاك: "يُقبل مذيعًا للهواء في إذاعة القرآن الكريم".
صعوبات وعراقيل
وقال رضا عبد السلام، لـ"الوطن"، إنه واجه مشاكل عدّة، في بداية دخوله الإذاعة، لاسيما في ظل عدم استيعاب بعد زملاءه لحالته، واقتناعهم بعدم تجاوبه لمتطلبات العمل الإذاعي، قائلًا: "كانت هناك بعض الأشخاص تتعمد وضع عراقيل أمامي، لكي أفشل، لكن كنت مُصر على تجاوزها والانتصار عليها".
وأوضح أنه تجاوز أزمة التحكم في الميكروفون، من خلال ابتكار جهاز يُستخدم بواسطة الضغط بالقدم، مؤكدًا أنّ مُبتكر هذا الجهاز مسيحي الديانة، إذ قدّم له دعمًا لتذليل أبرز الصعوبات.
وأضاف: "أتحكلم في جميع مفردات الاستديو منذ 30 عامًا، وقدّمت برامج مختلفة، سواء مُسجلة أو على الهواء مباشرة،- وكذلك نقل مراسم الحج قبل 17 عامًا نقريبًا، ونقل المسابقة الدولية للقرآن في دبي قبل أكثر من 14 عامًا"، لافتًا إلى أنّ برنامجه "سيرة ومسيرة" من أبرز برامج إذاعة القرآن الكريم.
تحضير الحلقات
وأشار إلى كواليس تحضير الحلقات، إذ يحرص على كتابتها بنفسه بواسطة الكمبيوتر، الذي يُسهل له القيام بأغلب مهامه، قائلًا: "مش بحتاج مُساعدة من أحد إلا في أضيق الحدود".
وأضاف أنه أنجز بواسطة الكمبيوتر، كتابة مؤلّفين قبل فترة وتم طرحهما في المكتبات، يحملان أسماء: "نقوش على حجر" و"علماء ومواقف: ثوابت الدين وعواصف السياسة"، ومن المُقرر طرح كتاب جديد خلال شهر فبراير المُقبل.
وقال إن زوجته وأبناءه أبرز من يدعمونه ويُساندونه حال احتياجه القيام بأي شيء، واصفًا إياهم بقوله: "هم كل شيء في حياتي".
موقف قاسِ
ورصد رضا عبد السلام، أبرز المواقف المُحرجة التي قد يتعرض لها داخل أروقة الإذاعة، لعلها هو فضول البعض تجاه تعامله مع إعاقته، قائلًا: "هناك فضول يمر، وآخر لا يمر، إلا عندما أعطي صاحبه درسًا قاسيًا، لفضوله البارد الذي يُثير رغبتي في اتخاذ موقف حاد ضده".
وأكد أنه لم يستسلم لنظرات الناس إطلاقًا، إذ لديه القدرة على التعامل معها، موضحًا: "أنا لست ضعيفًا، وعمري ما كنت كده ولا هكون ضعيف إطلاقًا، إذ أنني أعتز بنفسي وكرامتي وإنسانيتي ونجاحاتي".
العمل التليفزيوني
وأكد مُذيع إذاعة القرآن الكريم، أنه يطمح لتقديم برنامج تليفزيوني عبر شاشة التليفزيون المصري، موجهة إلى ذوي القدرات الخاصة، حيث إن عددهم في مصر يتجاوز الـ15 مليون فردًا.
وقال: "قادر على تقديم برنامج جماهيري، حيث إنني مُلم بقضايا هذه الفئة، ومن بينهم نماذج مُبهرة يجب تسليط الضوء عليهم وتقديمهم للجمهور".