مسلسل رأفت الهجان.. قصة بطل مصري "زلزل" كيان الصهاينة

كتب: محمود عباس

مسلسل رأفت الهجان.. قصة بطل مصري "زلزل" كيان الصهاينة

مسلسل رأفت الهجان.. قصة بطل مصري "زلزل" كيان الصهاينة

دشَّن لمدرسة من المسلسلات الدرامية التي تعرض أروع البطولات الوطنية المخابراتية التي ضحى صانعوها بكل ما لديهم فداءً للوطن، يعد المسلسل الوطني الأول الذي حظي بأكبر نسبة مشاهدة ونجاح منقطع النظير على مستوى كل ربوع الوطن العربي. "رأفت علي سليمان الهجان، العميل 313، ديفيد شارل سمحون"، كلها مسميات جسَّدها الفنان محمود عبدالعزيز لذلك الشاب الذي ترك حياة اللهو والاحتيال إلى عالم الأخطار، أعدته المخابرات المصرية للسفر إلى إسرائيل بعد ثورة 52، تحت اسم "ليفي كوهين" للاندساس في مجتمعهم كواحدٍ منهم ونقل أخبارهم للسلطات المصرية، ينجح في الوصول إلى أخطر المراكز في إسرائيل وصادق أخطر صناع القرار هناك، كان له دور كبير، بحسب المسلسل، في نقل تفاصيل التحصينات الدفاعية للجيش الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر التي قرر بعدها أن يعتزل ويقضي بقية حياته في ألمانيا. وأدى النجم محمود عبدالعزيز دور رأفت الهجان وأتقنه ببراعة، وهناك روايات كثيرة تتردد حول أن محمود عبدالعزيز لم يكن المرشح الأول لأدائه، وأن عادل إمام من كان سيؤدي الدور، وأخرى تفيد بأن عبدالعزيز استعد لأداء الدور واعتذر عن بطولة بعض المسلسلات الأخرى أبرزها ليالي الحلمية، ولكنه فوجئ بدخول عادل في الأمر وأدائه للدور، ما أثار غضبه، وأن المخابرات عرضت عليه دور "محسن ممتاز" ولكنه تمسك بالهجان، إلى أن اتصلت به المخابرات وطالبته بتوقيع العقد على مسلسل "رأفت الهجان". دور المخابرات لم يتوقف عند اختيار البطل، فها هي الفنانة "عفاف شعيب" تعترف، في أحد البرامج التليفزيونية، بأنها لم تقبل دور "شريفة"، شقيقة رأفت، عند عرضه عليها، ولكن المخابرات اتصلت بها وطلبت منها القيام بالدور، إلى جانب توفيق المخرج يحيى العلمي في إظهار بعض أبطال العمل وكأنهم شخصيات مخابراتية حقيقية مثل "السيد محسن ممتاز"، يوسف شعبان، الذي أهَّل رأفت للعيش وسط المجتمع اليهودي بمنتهى الحرفية لدرجة تعلق الإسرائيليين أنفسهم به، وعزيز الجبالي، الذي جسده محمد وفيق، وهو من يعطي توجيهاته في الظل لرأفت دون أي لقاء يجمعهما، فضلًا عن "السيد نديم" الذي دائمًا ما كان يحفِّزه ويواجه أهواله النفسية بقوله: "مصر محتاجة لك يا رأفت، مصر أمانة في إيديك". "بتعرف تعزف موسيقى رأفت الهجان"، لم يكن مجرد تتر لعمل درامي، بل كانت الموسيقى التصويرية التي استخدمها عمار الشريعي في المقدمة والنهاية والأحداث، تشبه الأغنيات المنفصلة التي يرددها المشاهدون داخل البيوت، ربما كانت، على بساطتها الشديدة، تعبيرًا جديًا عن ملامح الوطنية والغربة مخلوطة بالعاطفة والخطر، ولم يتأثر بها الكبار وحدهم، بل نالت حتى إعجاب الأطفال أنفسهم وانتشار محاولات تقليدها عزفًا للبادئين في تعلم الموسيقى، معبرين عن ذلك بكلمات. مسلسل رأفت الهجان، هو عمل درامي مستوحى من قصة البطل المصري رفعت الجمال، تم إنتاجه على 3 أجزاء بدءًا من عام 1987، تأليف صالح مرسي، وإخراج يحيى العلمي.