"الوطن" شريك في البحث عن "عم أحمد" بائع المناديل.. القصة كاملة
"الوطن" شريك في البحث عن "عم أحمد" بائع المناديل.. القصة كاملة
- بني سويف
- محافظة بني سويف
- بائع المناديل
- عم احمد
- محافظ بني سويف
- بني سويف
- محافظة بني سويف
- بائع المناديل
- عم احمد
- محافظ بني سويف
صورة انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لخمسيني يبيع المناديل في بني سويف بصحبة ابنته، دون أن يكون لهما مأوى يحميهما من برد الشتاء، فيضطران للمبيت في نفق بمحطة قطارات، ليتم تداول القصة سريعا على أوسع نطاق، ليتلقفها المسؤولين بوزارة التضمن الاجتماعي في بني سويف، ويبدأون في البحث عن حل لها.
وفور انتشار القصة، بدأ الجميع في رحلة بحث عن "عم أحمد" بائع المناديل، عقب اختفائه فجأة وفشل الجميع في الوصول إليه، قبل أن تعلن مؤسسة الدكتورة نور عبد اللهـ عن توصلها لمكان المواطن وابنته.
"الوطن" شارك في رحلة البحث عن "عم أحمد" وابنته، بداية من موقع ظهوره في الصور الأولى، أثناء بيعه المناديل بميدان المديرية أمام شركة الكهرباء، دون أن نجده، قبل أن نطلب من إحدى السيدات الجالسات في المكان "بائعة مناديل"، توصلينا لصاحب الصورة عقب إظهار صورته لها، حيث قالت "أيوه عارفاه.. ده عم أحمد وبنته ملك، بييجوا هنا من وقت للتاني يبيعوا مناديل، لكن معرفش حاجة عنه غير إنه متزوج من قرية بني أحمد في مركز ببا، وعنده مشاكل مع زوجته، يا ريت تحلوها".
وعلى الفور، انتقلنا إلى قرية بني أحمد بمركز ببا، وحاولنا الاستفسار عن شخصية "عم أحمد" دون أن يتعرف أحد على الاسم، قبل أن نستخرج صورته مرة أخرى عبر الهاتف المحمول ونظهرها لمجموعة من الشباب والأهالي بالقرية، ليتعرفوا عليه فورا، "أيوه عارفينه دا أحمد زوج علا حسين قطب في الشارع اللي ورا، هو مش من القرية عندنا أساسا، من قرية بني موسى التابعة لمركز ببا، وتزوج من بنت حسين قطب، وكان عايش معاها في بيت أبوها، هو بيت صغير على أد الحال، بس بينهم مشاكل كل شوية".
ولم تمضِ سوى دقائق حتى أوصلونا إلى المنزل المقيمة فيه زوجته، حيث ظهرت إحدى السيدات وبجوارها عدد من الأطفال، قائلة "عايز إيه.. أحمد اللي بتسألوا عليه مش هنا، هو في بيت تاني في منطقة تحت الكوبري".
سالنا السيدة، هل أنت زوجته؟ فأجبت: لا طليقته، ونادت على طفلة قائلة "بنتي ملك هتوصلكم لمكانه"، وكانت المفاجأة فالطفلة كانت هي نفسها التي ظهرت معه في الصور.
وبالفعل رافقتنا الطفلة إلى مكان إقامة والدها، الذي يبعد عن مسكن والدتها 10 دقائق تقريبا سيرا على الأقدام، حيث سألنا الطفلة ملك: هل هذه والدتك، فأجبت بنعم، فسألناها مجددا: لماذا قالت إنها ليس زوجة والدك، فأجبت الطفلة: بينهم مشاكل وخناقات.
وبعد حديث قصير مع الطفلة، التي لم نرَ منها سوى براءة الأطفال، كل همها في الحياة اللعب بهاتفي المحمول، وحلمها كشك أو سوبر ماركت لوالدها، وبعد دقائق من المشي وصلنا لمكان إقامة "عم أحمد"، في مكان على حافة ترعة وسط الأرض الزراعية، مُشيد بالبلوك الأبيض غير مسقوف نهائيا، ومساحته لا تتعدى 40 مترا، من غرفتين خلف بعضهما، ولا يوجد مكان للنوم، فقط ستارة من القماش تغطي جزء من الغرفة الأولى.
وهنا ظهر "عم أحمد" ليتحدث للوطن قائلا، "لا أعلم ماذا يخبئ القدر لي، سنوات من الكفاح والعذاب دون جدوى، هنا حياتي، عشة صغيرة مُحرر لها محاضر بناء على أرض زراعية، وهي باسم زوجتي، رغم وجود خلافات بيني وبينها، وكل خناقة تطردني من المنزل بملابسي، حتى سأمت من تلك الحياة، فلا أملك من الدنيا شيئا لا معاش ولا غيره، ولدي منها 4 أبناء، منهم ملك التي ترافقني إلى كل مكان، وكل أملي في الحياة أن أجد لها كرامة في العيش، وأن تدخل مدرستها بملابس جديدة، وأدفع المصروفات وتاكل أكلة حلوة".
وبعد دقائق من لقائنا بالرجل، حتى فوجئنا بدخول إحسان أبو زيد، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي ببني سويف، وأحمد نعمان، مدير إدارة التضامن الإجتماعي بمركز ببا، وعمدة القرية، بالإضافة إلى الدكتورة نور عبد الله، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الدكتورة نور عبد الله، حيث قدموا لاصطحاب "عم أحمد" إلى مركز الاستضافة، التابع لمديرية التضامن الإجتماعي، ومنها إلى توفير شقة ابتداء من غد.
من جانبها، أكدت احسان وكيل وزارة التضامن، أنه تم إحضار المواطن واستضافته بمركز الضيافة التابع لوزارة التضامن، لحين الانتهاء من إجراءات تجهيز الشقة التي وفرت قيمة إيجارها "جمعية وطني أولا" ضمن لجنة توحيد جهود المجتمع المدني، بجانب توفير معاش شهري قيمته 2000 جنيه، فضلا عن قيام التضامن بصرف مساعدة عاجلة للمواطن لحين الانتهاء من إجراءات صرف معاش "تكافل وكرامة".
وأضافت، أنه جاري التواصل مع زوجته للم شمل الأسرة التي تتكون من 5 أطفال والزوج والزوجة، حيث يوجد بينهم خلافات أسرية، بجانب أن التضامن سيقوم بتوفير زى مدرسي وأدوات مدرسية للطفلة ملك بالصف الثالث الابتدائي.
وكان الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، قد كلف الجهات المختصة من فريق التدخل السريع بمديرية التضامن والوحدة المحلية لمركز ومدينة بني سويف، للتوصل والتواصل مع "عم أحمد" لبحث حالته وتوفير ما يلزم لإعاشته وتقديم الرعاية والدعم المطلوب له وابنته، وذلك عقب تداول صورته على موقع التواصل الاجتماعي وما تضمنته من الظروف الإنسانية التي يمر بها، حيث لا يوجد مكان يبيت فيه مع ابنته التلميذة بالمرحلة الابتدائية، التي يحرص على تعليمها وينفق عليها من بيع المناديل.