محمد عبدالمطلب.. مداح رمضان و"سلطان أهل المحبة"

كتب: محمد شنح

 محمد عبدالمطلب.. مداح رمضان و"سلطان أهل المحبة"

محمد عبدالمطلب.. مداح رمضان و"سلطان أهل المحبة"

"يوم رؤيتك لما تجينا زي العرسان.. نفرح وننصب لك زينة أشكال وألوان"، كلمات يتغنى بها محمد عبدالمطلب جالسًا على "التخت الشرقي" متربعًا، يطرب المستمعين على أنغام "الآلتية"، ومن خلفه يردد فريق المنشدين، ليزف البشرة، ويعلن النبأ السعيد، فأصبحنا لا نسمع بيان "المفتي" فقط لنعرف بقدوم شهر الصيام، بل أيضًا صوت "طِلب" يشدو، من راديو "المنزل" أو "الدكانة" أو المقهى في الشارع.. "رمضان جانا". أكثر من 6 عقود من الزمن، وما زالت غنوة محمد عبدالمطلب، الأشهر والأجمل، ففي أوائل الخمسينيات أنتجت الإذاعة "رمضان جانا"، التي يقول عنها الإذاعي الراحل وجدي الحكيم، صاحب خزينة الذكريات: "عبدالمطلب تقاضى مبلغ 6 جنيهات عن هذه الأغنية، وكان يحتاج هذا المبلغ وقتها ولذلك رحَّب بغنائها، وظل سعيدًا بها بعدما جعلت اسمه وصوته مرتبطًا بشهر رمضان". "أبونور" و"ملك الموال"، ألقاب حظي بها محمد عبدالمطلب عبدالعزيز الأحمر، ابن "شبراخيت" إحدى مراكز محافظة البحيرة، المولود في 13 أغسطس 1910، فتربى على القرآن، الذي حفظه في كتاب القرية، ومنذ نشأته كان يهوى سماع الأسطوانات الموسيقية على المقاهي البلدي، قبل أن يكون مطربًا، يستمع إليه الملايين، ويطربون بصوته. "أنا قعدت في الحارة، وفي القهوة البلدي، وقعدت مع الأفندي، ومع البيه، ومع الباشا، وعلشان كدة اخترت اللون اللي عشت فيه لحد دلوقت"، كلمات من إحدى التسجيلات النادرة لـ"عبدالمطلب"، تصف حال "المطرب الشعبي"، الذي غنى في مسرح "بديعة مصابني" عام 1932، وبعدها أبدع بمواويله في فرقة الموسيقار محمد عبدالوهاب، حتى لحن له محمود الشريف "بتسأليني بحبك ليه" ونجحت فسجلها على أسطوانة، بعدها اعتمدته الإذاعة مطربًا شعبيًا، ومن هنا ذاع صيت عبدالمطلب. 1000 أغنية، هو رصيد كبير لمطرب شعبي مخضرم، كره التقليد وبحث عن الجديد، فغنى الرومانسي في زي شعبي، فكان له: "ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين"، التي لحنها "محمد فوزي" لنفسه، وعندما سأل أبناءه عنها، قالوا له "مش لايقة عليك"، فكانت من نصيب "عبدالمطلب"، الذي واصل إبداعه في "يا أهل المحبة إدوني حبة"، و"ما بيسألش عليا أبدًا"، كما غنى الشعبي الخالص، ردًا على الحساد، فكانت رائعته "يا حاسدين الناس مالكم ومالي". وتظل "رمضان جانا" بمثابة تراث رمضاني نادر، يحفظه الكبار ويتغنى به الصغار، ويكرره الإعلام طوال الشهر الكريم، حتى كان لـ"عبدالمطلب" تعليق خفيف الظل عنها: "لو خدت جنيه واحد عن كل مرة تذاع فيها رمضان جانا، كان زماني بقيت مليونير"، ويرحل عبدالمطلب عن عالمنا في 21 أغسطس 1980.