أخ يقتل شقيقه بمنشأة ناصر.. والجيران: مرضى نفسيًا

كتب: رؤى ممدوح

أخ يقتل شقيقه بمنشأة ناصر.. والجيران: مرضى نفسيًا

أخ يقتل شقيقه بمنشأة ناصر.. والجيران: مرضى نفسيًا

لم يكن شريف محمد، صاحب، 33 عاما، يتوقع أن تكون نهايته على يد شقيقه الأكبر أشرف، 36 عاما، فدائما ما تشهد علاقتهما مشاجرات ومشاحنات، وفق ما أكده جيرانهم بعزبة بخيت بمنشأة ناصر بالقاهرة، حيث قدموا إلى المنطقة منذ 3 سنوات، بعد استئجارهم غرفة صغيرة بالطابق الأرضي بإحدى البنايات، ليسكن فيها الشقيقان برفقة والدتهما، العائل الوحيد لهما بعد وفاة والدهما.

داخل أزقة ضيقة تملؤها القمامة وتفوح منها روائح نتنة نفاذة، بينما يغطي الضباب المنطقة بالكامل نتيجة حرق الأهالي تلال القمامة المتراكمة على جانبي الطريق؛ يقع شارع القبائن العشوائي، الذي تطل بناياته، ذات الأربعة طوابق، على جبل الدويقة الذي يفصله عنهم سور صغير، بينما يقع المنزل الذي شهد جريمة القتل في الجهة المقابلة، حيث يتكون العقار من ثلاثة طوابق بالإضافة إلى الطابق الأرضي وغرفة جانبية حيث يقيم الشقيقان.

روايات الجيران وسكان المنطقة عن الحادث كانت متطابقة تقريبا، حيث أجمعوا على أنّ الشقيقين كانا يعانيان من مرض نفسي يدفعهما إلى القيام بتصرفات غير طبيعية وخارجة عن المألوف، كالانفعالات المبالغ فيها على أبسط الأشياء، كما تنتابهما حالة من التشنجات، التي تشبه إلى حد كبير نوبات الصرع، الأمر الذي جعلهما من نزلاء مصحة العباسية للصحة النفسية لما يزيد على خمس سنوات.

مختار عرفة، 66 عاما، شاهد على الجريمة، فقد اعتاد الجلوس فوق كرسي خشبي يتابع المارًة، إلا أن يوم السبت الماضي كان مختلفا، فقد كان الخلاف محتدما بين أشرف وشريف.

يقول عرفة، "أشرف الكبير كان متزن شوية بس مشكلته إنه كان بيتعاطى، وده بيخليه مش فايق أغلب الوقت، وكان السبب إنه قتل أخوه الصغير على حاجة تافهة".

الخلافات الدائمة التي كانت تصل إلى مرحلة التراشق بالحجارة كانت أمرا اعتياديا بعدما تكرر المشهد كثيرا بين الشقيقين، حيث يضيف عرفة، "في الأول الجيران كانوا بيدخلوا يحوشوا وأمهم تدخل واحد البيت وتخلي التاني يمشي من المنطقة لحد ما يهدوا، بس بعد كده بقينا متعودين ومش بنشغل بالنا بخناقتهم اللي بتبدأ من أول النهار لحد بالليل، واللي كان سببها إن أشرف دايما بيطلب من شريف حاجات كتير طول النهار وممكن يصحيه من النوم عشان ينزل يجيبله سجاير".

ويتابع "مختار" حديثه عن الجريمة التي وقعت السبت الماضي عقب صلاة المغرب، "سمعنا صوت حدف طوب فطلعت بره الدكان أشوف ايه اللي بيحصل لقيت أشرف وشريف بيضربوا بعض بالطوب، حاولنا نسلك قام أشرف جر شريف جوه مدخل البيت وقفل الباب الحديد، طبعا إحنا قلنا خلاص الخناقة هتخلص والموضوع هيتلم زي كل مرة، وبعد 10 دقايق سمعنا صوت صويت وحد بيتألم وأشرف بيفتح الباب وهدومه كلها دم وماسك سكينة وبيقول لأمه اللي كانت لسه جايه أنا قتلت ابنك عشان يبطل يشتمك تاني".

ويشير الرجل الستيني إلى أن "شريف" كان دائم الشجار والتطاول بالضرب وتوجيه السباب إلى والدته، "كانت على طول بتشتكي لابنها الكبير منه لما تغلب وابنها الصغير يبهدلها عشان بيكون عايز فلوس".

ويؤكد شاهد العيان أن "السبب في الخناقة هو أن أشرف قال لشريف روح ودي هدوم لأمك شغلها في المستشفى وهو مارضيش، بس عشان هما مرضى كان التصرف إن واحد منهم يقتل التاني".

أما علي بخيت، 30 عاما، أحد سكان المنطقة، يعمل في إعادة تدوير مخلفات الألومنيوم، شاهد على الجريمة فيقول، "كل مرًة بيتخانقوا فيها كنا بنتوقع إن واحد فيهم هيخلص على التاني، لأنهم مش عاقلين وتصرفاتهم كلها مش طبيعية، حتى العيال الصغيرة في الشارع كانوا بيخافوا منهم لإنهم ممكن يأذوا أي حد"، وفيما يخص تفاصيل الجريمة فيقول، "لما الدنيا سخنت بينهم وقعدوا يشتموا بعض، الواد الكبير دخل الأوضة اللي قاعدين فيها وجاب سكينة من المطبخ وطلع عند مدخل البيت من جوه وطعن أخوه في فخده، وقطعله شريان رئيسي، وسابه مرمي على الأرض سايح في دمه لحد ما اتصفى، وفتح الباب وقعد يقول أنا خلاص موته عشان نخلص من مشاكله".

مشهد برك الدماء الذي غطى المكان، دفع الجيران إلى الاتصال بشرطة قسم الدويقة والذي يبعد مسافة صغيرة عن مكان الحادث، "الشرطة والإسعاف جات ولما حللوا للمتهم لقوه بيشرب مخدرات وده اللي خلاهم يحبسوه وما يعملوش حساب إنه مريض نفسي، ومنذ وقوع الجريمة لم تطأ قدم الأم المنطقة وعلمنا أنها تعاني من حالة انهيار كامل، الست بقت تلطم وتعيط وفقدت وعيها وبعد كده راحت قعدت عند بنتها بعيد عن هنا".


مواضيع متعلقة