بريد الوطن.. الوجه الآخر (قصة قصيرة جداً)

بريد الوطن.. الوجه الآخر (قصة قصيرة جداً)
عندما كانت شمس النهار تستعد للرحيل، كنت أجلس وحيداً على شاطئ البحر، أتأمل مشهد الغروب الملهم فى هدوء، أغوص فى فكر عميق، أرحل فى عالم سحرى بلا حدود، لم يأخذنى منه سوى رنين تليفونى المحمول، كان المتحدث صديقاً لى، لم أستطع أن أفهم منه كلمة واحدة، فقد كان منهاراً، حاولت أن أهدّئه، ولكنه كان يريد أن يرانى، أنهيت الحديث، وذهبت إليه، فى منزله، دار بيننا هذا الحوار: «ماذا حدث؟!، ما الذى أصابك؟!»، «كنت أظن أننى أعرفه جيداً! فهو صديق عمرى»، «وماذا اكتشفت؟»، «كان يرتدى قناعاً، فطوال فترة صداقتى له، كان يخفى عنى وجهه الحقيقى، والآن عندما وجد نفسه بين اختيارين، إما صداقتى، أو مصلحته، لم يتردد، وفضَّل أن يختار مصلحته الشخصية»، «ربما تكون قد خدعت فى إنسان كنت تظن أنه صديقك، فنحن عندما نحب، نثق فيمن نحب، ونخفى عن عيوننا بأيدينا عيوب الحبيب»، «لا أصدق نفسى، يكاد عقلى يطير، كيف استطاع أن يخدعنى طوال هذه الفترة!»، «لأنك وثقت فيه، وأعطيته الأمان، لم تستطع أن تكتشف حقيقته، ولكن عندما جاء اختبار حقيقى لمعنى صداقتكما، سقط القناع الذى كان يرتديه، وظهر لك وجهه الحقيقى أو وجهه الآخر، لم يكن اختيارك لصديقك خطأك، لأنه عرف كيف يتقن تمثيل دوره، ولكن يجب عليك أن تدقق دائماً فى اختيارك لأصدقائك».
نجيب محفوظ نجيب
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com