حكاية مقتل طالبة داخل مصحة.. دخلت للتعافي من الإدمان فخرجت جثة هامدة

حكاية مقتل طالبة داخل مصحة.. دخلت للتعافي من الإدمان فخرجت جثة هامدة
ساءت حالة "حنان" صاحبة الـ 21 عاما بعدما انساقت وراء رغباتها فى تعاطي المواد المخدرة، فأضحت مدمنة لا تقدر على بدء يومها أو مزاولة أي أنشطة دون تجرع المواد المخدرة، فاضطرت أسرتها لإيداعها مصحة، أملا في التعافي، لكنها وأسرتها لم يعلموا أن نهايتها هناك.
مطلع نوفمبر الماضي، توجهت أسرة "حنان" بها إلى مصحة فى منطقة شبرامنت.. يرتادها الراغبون فى التعافي من الإدمان، والعاملون فيها من المتعافين الذين التحقوا بها مرضى، وكُتب لهم الشفاء قبل أن يصبحوا عاملين فيها.
المصحة مكونة من طابقين، كانت "حنان" مودعة فى الطابق الثاني.. غادرت أسرتها المكان بعد توريد المصاريف الخاصة بها، بينما تعهد لهم المسؤولون برعايتها.
أولى خطوات تعافي المريض كانت عزله عن العالم الخارجي، وعدم السماح له بالاتصال بأحد من رفقائه خاصة هولاء الذين تسببوا فى وضعه الحالي، وهو ما يفسر سحب الهاتف المحمول من "حنان" ومنعها من التواصل مع أحد.
حاولت "حنان" التعايش مع الموقف وأدركت أنها في مكان للتعافي مما بُليت به وعجّ به جسدها النحيل، إلا أن قوة التحمل لديها لم تسعفها أكثر من ذلك ففكرت فى الانتحار للتخلص من هذا الوضع.
مساء أمس الأول، بدأت "حنان" تبحث عن وسيلة للانتحار.. الغرفة خالية من أي آلات حادة والمراقبة مشددة داخل المصحة، نظرت إلى السقف.. "لمبة نيون" تضيء الغرفة.. قررت استخدامها فى إظلام الغرفة وحياتها أيضا.
تمكنت من جلب "اللمبة" وكسرها، ثم شرعت فى قطع شرايين يدها، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، وهرع طبيب المصحة إليها وتداركها بالعلاج، حتى تأكد من استقرار حالتها، وبدأت فى تناول عصائر لتعويض الدماء التى نزفتها، حتى عادت لوعيها مجددا.
"حالة هياج" انتابت "حنان" بعدما عادت لوعيها، أعلنت التمرد على وضعها وعلا صوتها وزادت حدته، حتى صعد عاملان من المصحة إلى غرفتها، وحاولا السيطرة عليها، إلا أن أحدهما كتم أنفاسها، وفارقت الحياة.
نقلها العاملون فى المصحة إلى مستشفى الهرم، وأخبرهم الأطباء بوفاتها، وانتقل المقدم محمد داوود، رئيس مباحث أبو النمرس، إلى هناك، وحرر محضرا بالواقعة، وأخطر العقيد أحمد نجم، مفتش مباحث جنوب الجيزة، والذي أخطر النيابة العامة.
فريق النيابة العامة انتقل إلى مستشفى الهرم، وناظر جثة الفتاة المجني عليها، وأمرت بتشريح جثتها لبيان سبب وكيفية الوفاة، كما باشرت التحقيق مع المشرفين في المصحة، وأمرت بفحص أوراق المصحة وتراخيصها.
وتحفظت النيابة على المشرفين اللذين تسبب أحدهما فى وفاة المجني عليها، كما استمعت لأقوال 9 آخرين من شهود الواقعة، وصرحت بدفن الجثة بعد التشريح.