مجلة إفريقية: "السيسي" أحدث تغييرا جذريا في قدرات الجيش المصري

02:07 م | الجمعة 04 ديسمبر 2020

أبرزت مجلة "أفريكا ريبورت"، المتخصص في شؤون قارة إفريقيا، في أحدث تقاريرها التغيرات التي وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسي فيما يتعلق بتطوير الجيش المصري، قائلة إن "السيسي" أحدث تغييرا جذريا في الجيش، مؤكدة أن مصر تعود لدورها كقوة عسكرية إقليمية، تزامنا مع إصلاحات اقتصادية واجتماعية.

وقالت المجلة، في تقريرها مساء أمس، إن الجيش المصري يخضع حاليا لتغيير جذري تحت قيادة "السيسي"، حيث يستجيب للديناميكيات المتغيرة في جميع أنحاء المنطقة، فضلا عن التهديدات الداخلية والخارجية.

التطور الذي طال الجيش المصري يرتبط بتداعيات "الربيع العربي"

ورأت المجلة أن التطور الذي طال الجيش المصري يرتبط في جزء كبير منه بأحداث ما سمي بـ"الربيع العربي" وصعود جماعة الإخوان، لافتة إلى هروب كثير من قادة وعناصر الجماعة بعد تصنيفها إرهابية إلى قطر وتركيا حيث وجدوا الملاذ الآمن في دولتين تميلان إلى الإخوان أيديولوجيا، ما كان مصدرا دوما للتوتر مع مصر.

وأشارت كذلك إلى حالة عدم الاستقرار والتهديدات الإرهابية التي واجهتها مصر بعد الإطاحة بالجماعة، حيث اشتد الإرهاب في سيناء، وقفزت واردات البلاد من الأسلحة بمعدل 215% في الفترة من 2013 وحتى 2017، لتكون مصر بهذه الزيادة ثالث أكبر مستورد للأسلحة والمعدات العسكرية.

"السيسي" يحرص على تنويع وتوسيع علاقات مصر الاستراتيجية الخارجية

وقالت المجلة إنه منذ وصول "السيسي" إلى السلطة حرص على تنويع وتوسيع علاقاته الاستراتيجية الخارجية، جزئيا لإثبات أن مصر لا تعتمد على الولايات المتحدة وحدها، وبشكل خاص لتعميق العلاقات مع الدول التي تشاطر مصر العداء تجاه تركيا.

وبينما كان الجيش المصري مجهزا لخوض المعارك البرية الكبرى، فإنه الآن يتكيف مع التحديات الجديدة من خلال العمليات الخاصة والتنقل الجوي والاستطلاع ومنصات المراقبة، وفقا لما نقلت المجلة عن روبرت سبرينجبورج المتخصص في شؤون الأمن القومي.

ولفتت المجلة إلى تنوع التدريبات والمناورات التي تنفذها مصر والعمليات المشتركة كالتدريبات مع بعض القوى في المنطقة مثل السعودية والإمارات والبحرين والأردن والسودان، أو قوى دولية وعالمية مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا واليونان وقبرص.

مصر تركز على القوات البحرية.. وأطماع تركيا قد تكون وراء تحالف بين "القاهرة" والاتحاد الأوروبي

وقالت المجلة إن استراتيجية مصر الحالية تركز على القوة البحرية أيضا ضمن جهود تأمين قناة السويس الاستراتيجية من خلال استضافة أكبر قاعدة عسكرية في البحر الأحمر في برنيس.

وقال أليكس عيسى الباحث في الشؤون الدولية، إن اهتمام مصر بالقوة البحرية في مصلحة دول الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى إجراء تدريبين مشتركين في البحر المتوسط منذ يوليو 2020، معتبرا أن التقارب المتزايد قد يؤدي إلى إنشاء حلف بين الاتحاد الأوروبي و"القاهرة"، لمواجهة ما ينظر إليه على أنه توسع عدواني لتركيا في البحر المتوسط.

مصر لديها مخاوف حيال إثيوبيا وحدودها مع ليبيا.. ولن تتراجع عن استعادة مكانتها العسكرية

ولفت التقرير كذلك إلى مخاوف مصر من حدودها المشتركة مع ليبيا، خصوصا وسط المخاوف من سيطرة قوات تدعمها تركيا على مناطق النفط في ليبيا، وسيطرتها على هذه الموارد الرئيسية، وأشار كذلك إلى التوترات بين مصر وإثيوبيا بشأن أزمة السد الإثيوبي.

واختتمت المجلة بالتأكيد أن القاهرة لن تتراجع عن استعادة مكانتها كقوة عسكرية إقليمية، فتحت قيادة "السيسي" يواصل الجيش المصري نموه ردا على التهديدات، بينما تمضي البلاد قدما في الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.