رحلة عمل انتهت باختطاف مصريين على يد قراصنة نيجيريين.. القصة الكاملة

12:28 ص | الخميس 03 ديسمبر 2020

خرجوا بحثا عن الرزق لم يعلموا يوما ما أن رحلة عملهم المحفوفة بالمخاطر ستكون سببا في اختطافهم على يد قراصنة 10 من جنسيات مختلفة جمعهم السعي للرزق والاختطاف على يد قراصنة من دولة نيجيريا قاموا باختطاف أبرياء لا حول لهم ولا قوة، طمعا في المال.

من بين الـ 10 المختطفين، كان اثنان من مصر خرجا بحثا عن العمل بعد تخرجهما من الأكاديمية البحرية بمحافظة الإسكندرية، لم يعلما أنهما على موعد مع الاختطاف على يد قراصنة من نيجيريا خلال رحلتهما المتجهة من نيجيريا إلى الكاميرون، أحدهما تخرج قبل عام فقط ليبدأ رحلة العمل والثاني لازال عريسا جديد، كلاهما خرجا سعيا وراء رزقهما لكن كانت يد القراصنة أقرب إليهما هما وزملائهم الثمانية من بلدان العالم المختلفة كلبنان والكاميرون.

"الوطن"، تحدثت إلى أسر المصريين واللبنانيين المحتجزين في نيجيريا كما تحدثت مع مالك المركب اللبناني المحتجز عدنان الكت، نستعرض في التقرير التالي الأزمة من بدايتها حتى نهايتها:

- شقيقة الضابط البحري المختطف: لسه عريس جديد وقلقنا عليه لما مر يومين بدون أن يتصل بنا

"عايزين ولادنا بأقصي سرعة إحنا بنموت من الرعب عليهم.. قراصنة من نيجيريا قاموا بمهاجمة ذوينا على متن مركب أثناء توجهها برحلة من نيجيريا إلى الكاميرون قاموا بخطف 10 من بينهم 2 مصريين والاستيلاء على ما كان على متن المركب من بضائع"، بتلك الكلمات لخصت شقيقة سعد شوقي ضابط بحري ثاني على متن المركب اللبنانية التي تم خطف طاقمها في نيجيريا.

وتروى شروق شوقي شقيقة سعد شوقي سعد 28 عاما ضابط بحري ثاني على متن المركب التفاصيل لـ"الوطن" قائلة: "شقيقي وزميله كيرلس سمير مهندس بحري مقيم بمحافظة الإسكندرية كانا يعملان على متن المركب "ميلان" اللبنانية المملوكة لعدنان الكت، حيث يعمل سعد على متن المركب منذ عامين ونصف العام، حيث خرج شقيقي الذي لازال عريسا جديدا ساعيا على رزقه في رحلة من نيجيريا للكاميرون وكان الاتصال الأخير بيننا يوم الأربعاء الماضي بعد وصوله لميناء كوكو بنيجيريا حيث قال لنا إنهم في طريقهم إلى الكاميرون حيث كان يطمئنا عليه نظرا لسوء حالة الشبكة في الكاميرون، فقال لنا لما هوصل هناك مش هعرف أكلمكم بسبب الشبكة".

وتابعت شروق: "حينما جاء يوم السبت ولم يتواصل معنا قلقنا جدا عليه لأن الطريق من نيجيريا للكاميرون يومين فقط فتواصلنا مع عدنان مالك المركب الذي قام بإبلاغنا باختطاف قراصنة من نيجيريا طاقم المركب المكون من 10 أفراد ما بين ضباط ومهندسين وطهاة حيث قام القراصنة باختطاف العشرة وتركوا شخصا واحدا ليبلغ عدنان بخبر الاختطاف".

- أسرة المهندس البحري المختطف: كان لسه أسبوع ويرجع لكن القراصنة خطفوه

وفي سياق متصل، قال أحد أفراد أسرة المصري كيرلس سمير، المختطف في نيجيريا من ضمن طاقم المركب، لـ"الوطن"، إنه يبلغ من العمر 24 عاما، وتخرج في هندسة بحرية بالأكاديمية البحرية بمحافظة الإسكندرية منذ عام، وبدأ العمل بإحدى الشركات قبل 6 أشهر وهو يعمل على متن المركب المختطف منذ 3 أشهر.

ووفقا لذوي "كيرلس"، فالرحلة بدأت من يوم 24 نوفمبر من الكاميرون لنيجيريا وكان الاتصال الأخير له مع أفراد أسرته يوم 23 نوفمبر وكان في طريقه من نيجيريا إلى الكاميرون، وعلموا باختطافه ولا يريدون سوى عودته سليما، حيث إنهم تواصلوا مع القنصلية والخارجية كما أرسلوا فاكس سفارة مصر في لبنان، مشيرا إلى أن كيرلس كان أمامه أسبوعا ويعود لمصر.

- والدة الضابط المختطف: فوجئت باختطاف ضنايا ومبلغ الفدية كبير

وتقول السيدة أمل مصطفى والدة سعد شوقي ضابط بحري ثاني على متن مركب ميلان التابعة لشركة لبنانية، "خط سير المركب من نيجيريا للكاميرون، وكان التواصل الأخير مع ابني يوم الأربعاء الساعة 2:30 قبل العصر وفي كل سفرية متعودة على سؤاله مدة الرحلة وأول ما يوصل البلد بيطمني برسالة أنا وصلت يا أمي حتى لو كان واقف على المخطاف ولما بيدخل الميناء بيكلمني وظللت انتظر منه مكالمة فلم يهاتفني كعادته حتى أول أمس الأحد وشعرت بالقلق عليه لذا تواصلت مع الشركة اللبنانية فرد على أحد مسؤوليها ليبلغني بخبر اختطاف طاقمها يوم الخميس الساعة 2:30 مساء حيث تم اختطاف 10 من طاقم المركب بينهم سعد شوقي ابني ضابط ثاني وكيرلس سمير مهندس بحري وجنسيات أخري.

وتردف الأم قائلة "حينما علمت بخبر اختطاف المركب صدمت حيث طلب القراصنة فدية مليون ونصف مليون دولار وهذا المبلغ كبير جدا حيث أبلغنا صاحب الشركة بالتفاوض معهم، مناشدة الجهات المسؤولة من وزارتي الهجرة و الخارجية بالتعاون معنا وطمأنتنا على ابني وكل طاقم المركب المختطف عايزين حد يحس بقلوبنا كأمهات نخشى على أولادنا ولا نعلم مصيرهم هل سيتم سداد المبلغ أم لا".

- أسرة القبطان اللبناني المختطف بنيجيريا تستغيث بـ"الميشال عون"

في سياق متصل طالبت زينب ريداني، ابنة شقيق "بلال ريداني" قبطان المركب اللبناني المختطف في نيجيريا على يد القراصنة، بتدخل الجهات المعنية لإطلاق سراحه ورفاقه، لافتة إلى أن الاتصال الأخير مع "عمها" كان يوم الأربعاء الماضي عقب وصوله إلى نيجيريا، مشيرة إلى انقطاع الاتصالات معه، ما سبب لهم حالة من القلق والتوتر حتى علموا بخبر اختطافه وطاقم المركب .

وطالبت أسرة القبطان الجهات المعنية بسرعة التدخل للإفراج عن طاقم المركب المختطف وعلى رأسهم القبطان مشيرة إلى تواصلهم مع صاحب المركب الذي أبلغهم بطلب الخاطفين فدية قدرها مليون ونصف المليون دولار للإفراج عن طاقم المركب المختطف.

واستغاثت أسرة "ريداني" برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ووزير الخارجية للتدخل فورا للإفراج عن اللبنانيين المخطوفين على سواحل نيجيريا ومن بينهم القبطان بلال ريداني على متن سفينة"ميلان".

- مالك المركب اللبناني المختطف في نيجيريا لـ"الوطن": خفضنا مبلغ الفديةالكت: خفضنا المبلغ لمليون دولار والمفاوضات مستمرة

بدوره قال عدنان الكت مالك المركب اللبناني المختطف في نيجيريا، أجريت مفاوضات اليوم، بين مستأجر المركب والقراصنة مختطفي الطاقم، أسفرت عن خفض مبلغ الفدية من مليون ونصف الدولار، إلى مليون دولار.

وأكد في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن المفاوضات لا زالت جارية، من أجل الإفراج عن طاقم المركب المختطف.

وأوضح الكت في تصريحات سابقة، أن "قراصنة من دولة نيجيريا اختطفوا 10 من طاقم المركب مقابل فدية مليون ونصف الدولار للمقايضة على أشخاص حيث يتفاوض شاحن المركب و هي شركة من دولة الكاميرون، مع الخاطفين متابعا المركب مؤجرة لصالح تافو لورانس كاميروني الجنسية.

وأضاف الكت، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن من بين المخطوفين 2 من مصر وجنسيات المخطوفين كالتالي "2 من مصر - 3 لبنان - 4 الهند وواحد من دولة الكاميرون" متابعا المختطفين حاليا بولاية باليسيا بنيجيريا.

- الخارجية المصرية: نتابع تأمين المواطنين المصريين المختطفين مع الجانب النيجيري

ووفقا لما أعلنته الخارجية المصرية في بيان صادر عنها فقد تواصلت وزارة الخارجية على الفور مع سفارتنا في أبوجا للوقوف على الملابسات وآخر تطورات الموقف، وتم إصدار التعليمات لسفارتنا هناك بإجراء الاتصالات مع كل المسؤولين على أعلى مستوى، وذلك لمتابعة تأمين سلامة المواطنين المصريين المختطَفين، والتنسيق مع السلطات النيجيرية بهدف العمل على بذل كل الجهود وطرق كل السبل بغية الإفراج الفوري عنهما.

هذا، وتواصل وزارة الخارجية، ومن خلال سفارتنا في أبوجا، الاتصالات والمتابعة على مدار الساعة مع كل الجهات المعنية النيجيرية لضمان سلامة المواطنين المصريين والعمل على تأمين الإفراج عنهما.

تجدر الإشارة إلى أنه قد علمت السفارة أن الحادث وقع على بعد 15 ميل بحري تقريبا قبالة سواحل ولاية بايلسا جنوب نيجيريا، حيث أن مثل هذه الحوادث تكررت بمنطقة خليج غينيا.

وتواصل الدولة المصرية بكل أجهزتها المعنية ووزارة الخارجية متابعتها مع السلطات النيجيرية لبذل كل الجهود حرصا على أمن وسلامة المواطنيّن المصريين المختطَفين والعمل على سرعة الإفراج عنهما.

هذا وصرح السفير عمرو محمود عباس، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج، بأنه فور تلقي الوزارة نبأ حادث القرصنة على سفينة الشحن قبالة السواحل النيجيرية، وعلى متنها - ضمن جنسيات أخرى - مواطنيّن مصريين هما ضابط ثان سعد شوقي ومهندس كيرلس سمير ومطالبة الخاطفين الشركة المالكة بفدية لإطلاق سراح المختطَفين.