32 عاما على رحيله.. الشيخ عبدالباسط عبدالصمد "صوت مكة الذهبي"

كتب: سعيد حجازي

32 عاما على رحيله.. الشيخ عبدالباسط عبدالصمد "صوت مكة الذهبي"

32 عاما على رحيله.. الشيخ عبدالباسط عبدالصمد "صوت مكة الذهبي"

تمر اليوم 32 عاما على رحيل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد صاحب الحنجرة الذهبية، وأحد أبرز قراء القرآن الكريم في العصر الحديث، ويحظى الراحل بحضور طاغ على مستوى العالم، حيث يستمع لصوته ملايين حول العالم، بحنجرته الذهبية وصوته الملائكي، لتبقى ذكراه محفوظة عبر التاريخ.

يحكي محمد الساعاتي المتحدث باسم نقابة قراء القرآن الكريم، تفاصيل حياة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، لـ"الوطن"، قائلا: "يحتل المرتبة الأولى عالميا في قراء القرآن الكريم، وهذا يعد كرامة من الله للشيخ عبدالباسط، فرغم رحيله منذ 32 عاما إلا أنّه يبقى في ذاكرة المسلمين في شتي بقاع العالم، بل يستمع له غير المسلمين لحلاوة صوته، فهو صاحب الحنجرة الذهبية والصوت الملائكي، ولقبه بين المسلمين في الخليج هو صوت مكة، فأوتي مزمار من مزامير دواد عليه السلام".

وأضاف: "ولد الشيخ عبدالباسط عام 1927م بقرية المراعزة بمحافظة قنا، ونشأ في بيئة تهتم بالقرآن الكريم حفظا وتجويدا، فالجد كان من الحفظة المشهود لهم بقراءة القرآن في الصعيد، والوالد هو الشيخ محمد عبدالصمد، وكان أحد المجوّدين المجيدين للقرآن حفظًا وتجويدًا، وله شقيقان من حفظة القرآن، هما محمود عبدالصمد، وعبدالحميد عبدالصمد".

ويروي الساعاتي ما قاله الشيخ عبدالباسط في مذكراته، نصا: "كانت سنّي عشر سنوات، أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري، وكان والدي موظفًا بوزارة المواصلات، وكان جدي من العلماء، فطلبت منهما أن أتعلم القراءات، فأشارا عليَّ أن أذهب إلى الشيخ محمد سليم، فذهبت إليهِ وراجعت عليه القرآن كله، ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع".

ودخل الشيخ عبدالباسط الإذاعة المصرية لأول مرة عام 1951، ليكون أحد قرائه، حيث بدأت رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم، وكان للشيخ عبدالباسط حضور طاغ في المحافل الدولية، فكان هناك استقبال شعبي ورسمي من الدول له ومنهم الرئيس الباكستاني الذي استقبله في أرض المطار.

وعن السر في تسميه بلقب صوت مكة، قال الساعاتي: كان الشيخ يؤدي فريضة الحج في السعودية، وطلب منه تسجيل القرآن الكريم للمملكة، فلم يتردد بل قدم عدة تسجيلات منها ما تم تسجيله بالحرم المكي، لذلك سمي بصوت مكة".

ويعتبر الشيخ عبدالباسط القارئ الوحيد الذي نال من التكريم حظا لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة، التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لنحو نصف قرن من الزمان، نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين، بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حيا ولا ميتا".

توفي الراحل يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988 م، وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي، فحضر تشييع الجنازة جمع غفير من الناس يتضمنهم سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديرا لدورهِ في مجال الدعوة بأشكالها.


مواضيع متعلقة