هنا يصنع اللقاح المصري ضد كورونا.. "الوطن" في جولة داخل "فاكسين فالي"

كتب: أحمد أبوضيف

هنا يصنع اللقاح المصري ضد كورونا.. "الوطن" في جولة داخل "فاكسين فالي"

هنا يصنع اللقاح المصري ضد كورونا.. "الوطن" في جولة داخل "فاكسين فالي"

"المصنع به عدد من المباني للإدارات الهندسية والإنتاجية والمعامل والأبحاث والتطوير وتأكيد الجودة، ملحقة ببعض، يعلوها خطوط الإنتاج جميعا لمختلف أنواع الفاكسينات"، بتلك الكلمات بدأ الدكتور علي عمارة، أستاذ بخطة الإنتاج بمصنع Vaccine Valley أو وادي اللقاحات، التابع للشركة المصرية للصناعات البيولوجية والدوائية، التي تعمل على إنتاج وتصنيع اللقاح المصرى "كوفيد فاك 1"، وصف عدد من منشآت المصنع ومراحل خطوط الإنتاج للقاحات والتي ستكون منها خطوط لإنتاج اللقاح المصري المزمع إنتاجه لبدء التجارب الإكلينيكة التأكيدية الفترة المقبلة، موضحاَ أن المصنع يحتوي على معدات ضخمة لضخ الهواء النقي في غرف العزل للهواء وكذلك غرف التعبئة والتصنيع، وكذلك مضخات المياه والفلاتر المزودة بأحدث وسائل تكنولوجيا التعقيم، وقتل البكتيريا.

وأضاف عمارة أن هناك مبنى كبيرا ومعامل مخصصة لحيوانات التجارب، موضحا أن أبرز الحيوانات التي تجرى عليها الاختبارات السريرية، تتمثل في الطيور بمختلف أنواعها والأرانب وعدد من أنواع الفئران المستخدمة في التجارب، مشيرا إلى أنه يمنع نهائيًا دخول أي شخص لوحدات الأبحاث والتصنيع والتعبئة دون المرور بعدد من وحدات التعقيم والتطهير الشامل.

لم يتبق أمامهم إلا تجربة واحدة لتحقيق الإنجاز، وتكتمل خطوات ومراحل تجهيز وتحضير أول لقاح عربي ضد كورونا، يقدمه علماء المركز القومي للبحوث التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيث يجري حاليا الانتهاء من جميع التجهيزات المتعلقة باستعدادات المصنع المخصص لتصنيع اللقاح، خلال الأسابيع القليلة المقبلة والتي ستبدأ بإنتاج 15 ألف عبوة من "الفاكسين" المصري لبدء التجارب الإكلينيكة التأكيدية على الحيوانات ومن ثم على المتبرعين.

خطوات متسارعة يخطوها الأساتذة والباحثون والفنون بمصنع "وادي اللقاحات" الكائن بـ6 أكتوبر، للانتهاء من جميع الإجراءات المتعلقة ببدء التجارب الإكلينيكة على الحيوان للتأكد من بعض النتائج الخاصة باللقاح وإدراجها بالملف وتقديمها للجهات المختصة لبدء التجارب.

عمارة: منع دخول أي شخص لوحدات الأبحاث والتصنيع والتعبئة دون التعقيم والتطهير الشامل

وقال الدكتور محمد محمود طه، الاستشاري العلمي بشركة وادي اللقاحات، وأحد الأساتذة المكلفين بمراجعة ملف اللقاح وتجهيزه لإعداده للجهات المختصة، أن للفاكسين عدد من المواصفات لتداوله والتعامل به، تتمثل في درجة الأمان، وقلة الأعراض الناتجة عنه، وسهولةتنقله واستخدامه، لافتًا إلى أن اللقاح سيتم أخذه على جرعتين كل 28 يومًا.

السعر سيكون أقل بكثير من المستورد.. وبدء التجارب الإكلينيكية على المتبرعين خلال الأسابيع المقبلة

وأوضح طه أن الفاكسين تكمن أهميته في الحماية من الأعراض الخطيرة وتقليل فرص انتشار المرض والعدوى: "اللقاح سيسهم في تقليل فرص سرعة انتشار المرض، وذلك لأن سرعة إفراز الفيروس في جسم الإنسان تقل، وبالتالي يسبب عدوى لعدد أقل"، مضيفا أن تصنيعه عامة يحتاج للعنصر البشري الماهر والبحث المتميز والاستعدادت للتصنيع، مشيرا إلى أن تحضير اللقاح والتصنيع والتجارب التي ستتم على المصريين، ستكون أول مرة يتم عملها في مصر، مضيفا أن علماء المركز انتهوا من جميع الإجراءات المتعلقة بالتجارب والأبحاث المعملية للقاح.

وأضاف، أن هيئة الدواء المصرية أشارت إلى بعض الملاحظات لبدء التجارب الإكلينيكة للقاح المصري لبدء التصنيع، والمتمثلة في إجراء عدد من الاختبارات والتجارب التأكيدية، منه تأكيد خلو اللقاح من مرض السل، منوها بأنه سيجرى في الاختبارات التأكيدية للقاح خلال أيام، مشيرًا إلى أنه سيتم تطبيق نفس الإجراءات التي اتخذها المركز القومي في التجارب على الحيوانات، ولكن بصورة متسارعة للتأكد من النتائج.

وتابع طه أن سعر اللقاح المصري سيكون أقل بكثير من المستورد، فضلاً عن أنه سيكون متوافرا للجميع، ويمكن نقله لأي مكان وتخزينه تحت أي درجة حرارة معينة، منوها بأن اللقاح المصري بعد التأكد من سلامته وقدرته المناعية يمكن استخدامه في أي منطقة أو دولة بعد إجراء التجارب الإكلينيكة له على المواطنين، لافتا إلى أن بدء التجارب الإكلينكية للقاح المصري سيكون خلال أسابيع، وذلك بعد الانتهاء من جميع التجارب التأكيدية، مضيفًا أن "فاكسين فالي"، له خبرة كبيرة في التعامل مع إنتاج اللقاحات عامة، مشيراً إلى أنه تم إنتاج لقاح إنفلونزا الطيور، وعدد من اللقاحات كالقاح "الحمي النسرية"، وهو الذي يصيب حيوان ثم الإنسان، مضيفاً أن هيئة الدواء تؤدى دور عظيم في السرعة من الاجراءات والتأكد من فعالية اللقاح، مؤكدا أنها ترغب في أن يكون الملف المتعلق باللقاح كاملاً دون أن يكون هناك أي علامات او نواقص.

السنوسي: اللقاحات المعلن عنها تعطي مناعة 4 أشهر.. والتحصين موسمي ما دام الوباء موجودا

وقال الدكتور أحمد السنوسي، أستاذ علم الفيروسات بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، إن اللقاح المصري covied vacc1، سيكون آمنا وذا فاعلية أكيدة على اللقاح، وذلك لأنه يعمل على تحفيز الجهاز المناعي لجسم الإنسان، مؤكدا أن أي لقاح في العالم لا يعطي مناعة أكثر من 4 شهور، موضحا أنه سيتم التحصين كل موسم، مشيرا إلى أنه طالما الوباء موجودا سيكون التحصين كل فترة، لافتا إلى أن التعامل سيكون مثل طبيعية التعامل مع الإنفلونزا العادية، مشيرا إلى أن سلالة كورونا تتسم بهذه الخصائص.

وأضاف السنوسي، أن هيئة الدواء المصرية تتابع لحظة بلحظة جميع متطلبات ملف اللقاح مع المصنع الذي سيقوم بالتصنيع، وذلك للتأكد من فعالية اللقاح وإيجابيته: "إحنا بنجهز الملف ليقدم ككل للجهات المعتمدة العالمية والمحلية"، منوها أن للقاح المصري أعراض مثل باقي اللقاحات تتمثل في السخونة، مشيرا إلى أن المادة المنشطة المستخدمة في اللقاح مخففة ولا توجد لها تأثيرات ضارة، وعندما يتم حقنها في 1000 شخص، فإن العدد المتوقع أن يكون به أثر لموقع الحقن يكون 3 أو 5 أشخاص، وذلك نتيجة الحساسية المفرطة لديهم.

طه: نعمل على قدم وساق للانتهاء من تجهيزات الملف.. وسيسهم في تقليل إفراز الفيروس بالجسم

وتابع، أن الفاكسين المصري للقاح، يعتبر أول لقاح يتم تحضيره وإجراء التجارب الإكلينيكة له على المتبرعين، لافتا إلى أنه بعد الانتهاء وأخذ الموافقة النهائية من قبل هيئة الدواء بشأن تجهيزات المصنع، سيتم تصنيع 15 ألف عبوة على 3 مجموعات كمرحلة أولى للتجارب الإكلينيكة على الحيوانات للتأكد من فعاليتها، ومن ثم بعد ذلك يتم اختيار "باتش" واحد منهم للتطبيق والتنفيذ على المتبرعين، مضيفا أن المصنع معد لتجهيز كميات كبيرة من اللقاح وطرحها في حال الموافقة وثبوت نجاحه، مشيرا إلى أن المكان الذي يجري تجهيزه لخطوط الانتاج المتعلقة بالفاكسينات لاستيعاب كافة المعدات التي تؤهلها لتصنيع الملايين من عبوات اللقاح.

وأضاف أستاذ علم الفيروسات، أن متطلبات الهيئة بشأن تلك التجهيزات ستمثل عبئا علي أصحاب مصنع وادي اللقاحات، وأنها ترغب في الحصول على الجرعة التجريبية من المكان المراد به التصنيع، وذلك للتأكد من أمان اللقاح، والتأكد من اختبارها أبرزها خلو الفيروس من السل، مؤكدًا أن هناك فرقا كبيرا بين الكفاءة والتجهيز بين المركز القومي والمصنع المخصص للتصنيع، من حيث الكفاءة والخطوات للأمان والتعبئة والتغلف، مشيرا إلى أن منطقة المصنع المتعلقة بإنتاج اللقاح مقسمة لجزأين، الأولى تتعلق بالخلايا والثانية تتعلق بالفيروس.

 

 


مواضيع متعلقة