بـ«الكروشيه» وحده تحيا «أمامة»

كتب: أحمد الليثى

بـ«الكروشيه» وحده تحيا «أمامة»

بـ«الكروشيه» وحده تحيا «أمامة»

حاولت أن تقلد والدتها، فأمسكت الإبرة الحديدية المدببة، وتحسست قطعة القماش الخشنة، فى البداية تعثرت يداها، قبل أن تحكم قبضتها عليها، فراحت تحيك أول ما صنعته أناملها، حينها لم تكن تخطت الثامنة من العمر، غير أن حلما ظل يراودها منذ نعومة أظفارها بأن تلك الأدوات البسيطة ستكون غايتها. تجلس «أمامة» يوميا على أريكتها فى ذلك الركن المحبب إلى قلبها، تصنع لعبة تمحو من خلالها دموع طفل، أو حُلياً تزين بها البنات صدورهن، أو عِقدا يهادى به رجل زوجته، كلها مصنوعة من «الكروشيه» حب الشابة العشرينية الأول. الدراسة والقراءة وحتى مشاهدة الأفلام جميعها يصب فى خانة تطور «الكروشيه»، هكذا تتعامل «أمامة» -على اسم حفيدة الرسول- فدراستها للفلسفة لم تمنعها من مواصلة هوايتها المفضلة وكذلك «الكورسات» التى حصلت عليها بعد التخرج كانت من أجلها، «خدت دبلومة فى الموارد البشرية من الجامعة الأمريكية مخصوص عشان أعرف أتعامل مع الناس اللى بتشترى منى وبجهز لدبلومة تانية فى الإدارة حتى كورس الإنجليزى بقوى بيه نفسى عشان الأفلام الأجنبية عن الكروشيه». فى البداية كانت الطفلة تقلد الأم منبهرة مما تفعله بتلك القطعة التى تحول القماش إلى أشكال تتهلل لها أسارير الصغيرة، بمرور الوقت تبدلت الأدوار فلم تصدق الأم ما تصنعه يد الابنة «المدرسة كانت دايما فى الفصل تقول لى إنتى بتعرفى أكتر من اللى فى سنك»، تتذكر أُمامة حصص التدبير المنزلى التى نمت من خلالها قدراتها فى صناعة الكروشيه. الإبرة التى أمسكتها أول مرة فى الثامنة من عمرها لا تزال نفسها تشارك «أمامة» أعمالها الحالية.. الخيوط النسيجية ليست صماء بل لها حديث تفهمه «أمامة» التى تحكى بوجه بشوش عن «لغة الكروشيه» حلمها الذى يراودها من خلال تعليم أكبر عدد ممكن من المتدربين بالمشاهدة. «سلحفاة لعبة مصنوعة من الكروشيه» هى أول ما حاكته يداها، لا تزال تحتفظ بها كقطعة من روحها ضمن ركن خصصته فى منزلها لإبداعاتها. أول معرض أقامته قبل 3 سنوات لاقى فشلا دفعها إلى الإحباط قبل أن تواصل هوايتها، ويحمل شقيقها إبداعاتها كهدايا لأصدقائه فى لندن «ساعتها انبهروا بالهدايا وبقوا زبائن لى بيطلبوا منى حاجات ببعتها لهم لحد دلوقتى».. الصناعة تحتاج إلى «مزاج رايق» حسب وصف الشابة العشرينية، لذا فهى مرهقة للغاية غير أن ذلك الإرهاق يتبدد على صخرة الإرادة فى سبيل تحقيق أمنيتها بأن تكون حسب وصف صديقتها المقربة: «كوكو شانيل هذا العصر».