المشاهد الأخيرة في جنازة مارادونا الشعبية: صراخ وعنف وقمع من الشرطة

المشاهد الأخيرة في جنازة مارادونا الشعبية: صراخ وعنف وقمع من الشرطة
"مارادونا لم يمت، دييجو يعيش في الناس"، هتافات عالية أطلقتها الجماهير الغفيرة في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، خلال تشييع جنازة أسطورة كرة القدم دييجو آرماندو مارادونا، في أجواء مليئة بالحزن والأسى، حيث سار الآلاف خلف النعش قبل أن يوارى جثمانه الثرى في مراسم خاصة، واضطرت الشرطة إلى التدخل لضبط أمواج البشر الذين جاءوا لحضور الجنازة، أمس.
في منتصف النهار، كان طابور المشيعين على طول كيلومتر، واشتبكت الشرطة مع الكثير منهم عندما حاولت إغلاق محيط القصر الرئاسي في الساعة الرابعة مساء، لكن المتاعب بدأت عندما ورد أن الأشخاص الذين كانوا في قائمة الانتظار، بدأوا في إلقاء الزجاجات على الشرطة خارج القصر، وأفادت تقارير باستعمال الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية لتفريق الحشود الراغبة في إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان مارادونا، وفقا لما نشرته شبكة "CNN".
وأظهرت لقطات بثت عبر تليفزيون محلي، عبوات غاز مسيل للدموع على ما يبدو وأفرادا من شرطة مكافحة الشغب يحاولون إبعاد المتفرجين الذين حاولوا الوصول لجثمان مارادونا، كما تم اعتقال بعض الأشخاص أثناء مواجهتهم للشرطة.
واعتبر روبن هرنانديز، أحد المشيعين، أن الشرطة أفرطت في تعاملها مع الحشود، وقال في تصريح لوكالة "رويترز": "كنا نقف في الطابور بهدوء، فشرعت الشرطة في إطلاق الأعيرة المطاطية، إنه جنون.. كل ما أردته هو توديع دييجو".
وبعدها مددت الحكومة الفترة بساعتين، لكن ذلك لم يكن أيضا كافيا لوصول الكثير من المشيعين إلى التابوت.
وطغى الحشد على المنظمين وأدى العنف إلى وقوع إصابات واعتقالات، ما دفع أسرة مارادونا إلى إنهاء الزيارة العامة، وتم وضع النعش في سيارة كانت تحمل اسم لاعب كرة القدم السابق على لوح مقوى بجوار النافذة، وفي محاولة يائسة لتوديعه، تسلق مشجعو مارادونا أسوار القصر الرئاسي، كما لو كانوا في ملعب لكرة القدم.
وتجمع مشجعون يلوحون بأعلام الأرجنتين على طول الطرق، بينما مرت سيارة مارادونا الجنائزية تحت حراسة مشددة، حاول الكثيرون لمس السيارة كلما توقفت بسبب حركة المرور، وردد الناس هتافات "دييجو لم يمت، دييجو يعيش في الناس"، بينما نُقل التابوت إلى مقبرة خارج بوينس آيرس، بكى المشجعون وأطلقوا القبلات أثناء مرورهم بالتابوت الخشبي، وضرب بعضهم صدورهم بقبضات مغلقة وصرخوا: "لنذهب، دييجو".
وقال وزير الداخلية وادو دي بيدرو، إنه منزعج مما أسماه "جنون" تصرفات الشرطة ضد المشجعين، وقال: "هذه الجنازة الشعبية لا يمكن أن تنتهي بقمع أولئك الذين جاءوا لتوديع مارادونا".