الموجة الأولى لكورونا علمتنا الكثير.. أخطاء يجب تجنبها بالموجة الثانية

الموجة الأولى لكورونا علمتنا الكثير.. أخطاء يجب تجنبها بالموجة الثانية
الموجة الأولى من فيروس كورونا علّمت المنظومة الصحية والأطقم الطبية الكثير، هكذا وصفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، الموجة الأولى لفيروس كورونا، مؤكدة أنّ الجميع أصبح أكثر استعدادًا للموجة الثانية من الفيروس، وأكثر جاهزية.
حديث زايد لم يكن مقتصرا على جاهزية واستعداد المنظومة الصحية، بل حذّرت وزيرة الصحة، خلال كلمتها في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في بورسعيد، احتفالا بمرور عام على تدشين منظومة التأمين الصحي الشامل في المحافظة، المواطنين من البقاء كثيرا في أماكن مغلقة، نظرا لطبيعة فصل الشتاء، كما طالبت بالحرص على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وغسل اليدين تجنبا للموجة الثانية من الفيروس.
الدكتورة أماني مختار، أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي بجامعة عين شمس، تعليقًا على تصريحات الدكتورة بشأن الاستفادة من الموجة الأولى لفيروس كورونا، قالت إن عدم الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية في صور مختلفة للتعاملات اليومية، كانت من أبرز الأخطاء التي وقع فيها الكثير، خلال الموجة الأولى ويجب تجنبها تماما.
وأضافت الدكتورة أماني مختار، في تصريحات خاصة لـ"الوطن" أن الكثير لم يلتزم بالتباعد الاجتماعي الكاف، في أماكن التجمعات كالأفراح والسينمات والنوادي والمواصلات العامة، إلى جانب إهمال البعض للتنظيف المستمر للأسطح في الأماكن المحيطة أولا بأول، وغسل الأيدي وتعقيمها باستمرار، ويجب الاهتمام بتحذيرات الأطباء ووزارة الصحة المصرية.
وأشارت أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي، إلى أن من الأخطاء الشائعة أيضا، لبس الكمامة بطريقة غير صحيحة، أو لمسها بالأيدي في أثناء ارتدائها، ما قد يتسبب في نقل العدوى بالفيروس إلى الشخص، نتيجة لمس سطح معدي، بحسب تعبيرها.
بدران: الكرة الآن في ملعب المواطن والتهاون وغياب الوعي وعدم الالتزام سيؤدي لارتفاع الإصابات
من جهته، قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية و المناعة، إنه عند تحليل إحصائيات أرقام فيروس كورونا في مصر، تبين وجود تصاعد في أعداد الإصابات، من مايو وحتى نهاية يونيو، وهي الفترة التي شهدت قمة ذروة الإصابات في القاهرة؛ نتيجة تقاعس جماهيري، تمثل في غياب الكمامة في الأماكن العامة، وعدم تطبيق قواعد التباعد الاجتماعى كما ينبغي.
وأكد "بدران" أن الكرة الآن في ملعب المواطن، وأن التهاون وغياب الوعي وعدم الالتزام، رغم حملات الحكومة للتوعية بالإجراءات الاحترازية وطرق الوقاية من العدوى، هما السبب في ارتفاع أعداد الإصابات في الصيف الماضي، ما دفع الحكومة إلى تشديد قيود الحظر، ونجحت الدولة المصرية بعدها فى السيطرة على الفيروس، متابعا: "حان الوقت للاستفادة من الأخطاء السابقة في الموجة الأولى، وعدم تكرارها كي لا يتكرر السيناريو السابق؛ كي لا تتضرر عجلة الإنتاج مرة أخرى بسبب الغلق التام".
عيسى: فريق مكافحة العدوى بمستشفيات العزل هو المنوط به الحفاظ على الطاقم الطبي
وعن الطواقم الطبية، الموجودة في بؤرة الوباء، أكد الدكتور محمد عيسى، أخصائي مكافحة العدوى بمستشفى قها بالقليوبية، أن فريق مكافحة العدوى بمستشفيات العزل هو المنوط به الحفاظ على الطاقم الطبي فعليه متابعة التزام كل فرد بداية من الطبيب حتى عمال النظافة، باتباع الخطوات الوقائية جيدا، وبحسب وصفه لـ"الوطن" يجب متابعة ارتداء الأطباء والتمريض قبل دخولهم إلى غرفة المريض، الملابس الوقائية بداية من الكمامة وواقي الوجه "فيس شيلد" والقفازات والبدلات الطبية الواقية مع التأكد من إحكام غلقها جيدا بما يضمن ألا ينفذ منها العدوى إليهم.
الأمر لا يقتصر على الأطباء والممرضين فحسب، من قبلهم عمال النظافة، الأقل وعيًا، فقبل التعامل المباشر مع النفايات الطبية، يجب على فريق مكافحة العدوى التأكد من ارتداء كل عامل الواقيات الكاملة حتى لا يصبح عُرضة لالتقاط العدوى: "إحنا في حالة وباء، ومهم جدا نشرف على التزام كل فرد في المستشفى بالوقاية"، بحسب تعبير عيسى.