جريمة كاملة الأركان.. فيديو يوثق قتل "الحاجة سامية" حرقاً بالإسكندرية

04:30 م | الخميس 26 نوفمبر 2020

حصلت "الوطن" على لقطات من الفيديو الذي سجل واقعة سرقة كانت سببًا في جريمة بشعة بمنطقة "العصافرة بحري"، شرق الإسكندرية، أسفرت عن مقتل سيدة عمداً، لإبلاغها عن السارق، الذي أقدم على الانتقام منها بإشعال النار فيها.

وظهر المتهم بإحراق "الحاجة سامية حجازي"، البالغة من العمر 60 سنة، في الفيديو الذي وثق لحظة قيامه بسرقة مقتنيات إحدى الشقق في الدور الأول من العمارة التي تقيم بها المجني عليها، حيث بدت الشقة الكائنة بالعقار رقم 12 بشارع "أحمد تيسير"، خالية من السكان.

وعندما شاهدت السيدة، التي كانت تقيم في شقتها بمفردها وعدم تواجد أبنائها، اللص أثناء قيامه بسرقة الشقة في الدور الأول، قامت بإبلاغ الأجهزة الأمنية بالواقعة، فما كان من الجاني، بعد الإفراج عنه، إلا أن توجه إلى شقة "الحاجة سامية"، في الدور الأرضي بنفس العقار، بعد معرفته أنها تقيم بمفردها، وأضرم النار في جسدها.

وخيم الحزن على منطقة العصافرة، بعد انتشار نبأ مقتل "الحاجة سامية" حرقاً داخل شقتها، حيث أقدم المتهم على سكب مادة حارقة "بنزين" على جسدها، ثم قام بإشعال النار فيها، ما أسفر عن إصابتها بحروق بالغة، أودت بحياتها.

وتلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء سامي غنيم، بلاغاً من قسم شرطة المنتزه ثاني، يفيد بقيام "بلطجي" يُدعى "إبراهيم أ."، مسجل خطر وله سوابق جنائية، بإحراق سيدة داخل منزلها بمنطقة العصافرة بحري انتقاماً منها، وجرى تحرير المحضر اللازم، ونقل المصابة إلى المستشفى الأميري الجامعي، حيث لفظت أنفاسها بعد أيام من الواقعة.

وجاء في تقرير المستشفى أن المجني عليها أُصيبت بحروق من الدرجة الثانية والثالثة، وصلت نسبتها إلى 75%، تسببت في وفاتها، ولم تفلح جهود الأطباء في إنقاذها.

بداية الواقعة يوم السبت الماضي، حينما فوجئت المجني عليها بكسر باب شقة في الطابق الأول، مهجورة من أصحابها منذ عامين، فاستغاثت بقسم الشرطة، وجرى القبض على المتهم واثنين آخرين، وبعدها خرج من الحبس، حيث قرر الانتقام منها.

"رامي مبروك"، أحد أبناء المجني عليها، قال لـ"الوطن"، إن والدته علمت من أحد السكان بأن هناك سرقة تتم في الطابق الأول من العقار، وعندما خرجت كان باب شقة الطابق الأول مكسوراً، و"عفش" الشقة محملاً في سيارة، فصرخت مستغيثة بالمارة، وأبلغت قسم الشرطة.

وأضاف "رامي" أن والدته أنقذت الشقة من السرقة، خاصةً وأن السكان جميعهم على علم بأن أصحابها لا يترددون عليها منذ عامين، مشيراً إلى أن الواقعة انتهت بالقبض على ساكن الطابق الثاني، لأنه كان ينقل "عفش" شقته على نفس السيارة، التي يقودها "البلطجي" وشخص آخر، وخرجوا جمعياً من القسم، وتحرر المحضر ضد السائق القاتل فقط، ولكن ليس سرقة.

ولفت إلى أنه عندما خرج انتقم من والدته، وجاء إلى المنزل وسكب البنزين على جسدها، وهو يردد "علشان بلغتي عليا".

وأكد أن والدته كانت تربي ولديه، توأم ولد وبنت عمرهما 6 سنوات، لافتاً إلى أن المتهم حينما دخل الشقة لم يكن موجوداً، ولم يكن فيها سوى والدته وطفلاه الصغيران، حيث ألقى الولد في الخارج، والذي خرج مسرعاً إلى الشارع، يستغيث من خوفه، أما ابنته الصغيرة فقد دفعها الخوف إلى دخول دورة المياه وأغلقت الباب عليها.

وأشار "رامي" إلى أن شقيقه كان نائماً في شقة أخرى بنفس العقار فنزل مسرعاً، ولكن بعدما نفذ "البلطجي" جريمته، حيث حاول إطفاء والدته، فأصيب بحروق في ساقه ويده.

وأمرت النيابة العامة في الإسكندرية بحبس المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وذلك بعد توجيه له تهمة القتل العمد، فيما تسلمت أسرة المجني عليها جثمانها من مشرحة "كوم الدكة"، بعدما صرحت النيابة العامة بدفنها.