فيديو.. كفيف بدرجة فني صيانة حاسب آلي: أتقن برمجة وصيانة الكمبيوتر
فيديو.. كفيف بدرجة فني صيانة حاسب آلي: أتقن برمجة وصيانة الكمبيوتر
فقد نعمة البصر، لكنه لم يفقد البصيرة، تمسك بشعاع نور وسط الظلام، حلم بأن يكون مدرب حاسب آلي للمكفوفين، ورغم صعوبة تحقيق الحلم إلا أن إصراره مكنه من الوصول إلى ما يصبوا إليه إلى أن بات يُتقن صيانة الإلكترونيات وبخاصة الحاسب الآلي.
"حمادة ياسين" كفيف عشريني من محافظة بني سويف، يشغل وظيفة إخصائي حاسب آلي بالمكتبة "السمع بصرية" بكلية الآداب بجامعة بني سويف، فضلا عن تدريب طلاب الكلية من ذوي الاحتياجات الخاصة "فاقدي البصر" على الحاسب الآلي.
بداخل مكتبة الكلية يقف "حمادة" أمام عدد من الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة يدربهم على استخدام الحاسب الآلي ويشرح لهم مكوناته، وللوهلة الأولى تعتقد أن المدرب ليس فاقدا للبصر، يتعامل بأنامل وأصابع تعرف موضع كل شيء داخل المكتبة.
يقول حمادة: "قبل كل شيء لابد لي من شكر كل من ساندني، أولهم الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بني سويف، الذي لم يدخر جهدا لمساعدتي، منذ أن كنت طالبا في كلية الآداب بالجامعة وحتى تخرجي، فقد كان أول المشجعين لي أثناء دراستي وشجعني على مساعدة زملائي وخاصة المكفوفين، حتى بعد تخرجي استعانت بي الجامعة للعمل كاخصائي حاسب آلي وتشغيل وصيانة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بقاعة السمع بصرية للمكفوفين، كذلك الدكتور جودة مبروك عميد كلية الآداب والذي أعتبره أخ كبير لي".
وأضاف: " وُلدت كفيفًا، ومارست منذ صغري أكثر من عمل لكي اعتمد على نفسي، وكانت بداية تعلقي بالإلكترونيات حيث كنت امتلك جهاز حاسب آلى في منزلي، وكلما تعطل أذهب به إلى محل بسيط للصيانة، فكانت التكلفة آنذاك كبيرة وشعرت باستغلال البعض، فبدأت في تعلم صيانة الأجهزة الإلكترونية والحاسب الآلي، بسماع محاضرات في علم الصيانة والبرمجة عبر الانترنت، بعد أن اتقنت كيفية التعامل مع الانترنت ذاته، و استطعت أن اصل إلى مستوى يسمح لي بتحميل البرامج وفك الجهاز وتنظيفه وصيانته وإعادة تركيبه مرة أخرى".
وتابع: "بفضل الله الآن، أنا قادر على فك وتركيب أي جهاز حاسب آلي، وتنزيل نسخة له وتسطيب البرامج وغيرها، الناس مش بتصدق اللي بعمله غير لما يشوفوا بنفسهم، نفسي في حاجات كثيرة، أولها أقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي وأشكره لأنه بيبني مصر ووقفته مع ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمه المستمر لهم، كمان نفسي أشوف بني سويف أحسن وأفضل محافظة، ونفسي اتثبت في شغلي واحس بالاستقرار.