عنف الإخوان ضد الأقباط: تحريض وتدمير وقتل وإرهاب

عنف الإخوان ضد الأقباط: تحريض وتدمير وقتل وإرهاب
تاريخ طويل تختزنه الذاكرة القبطية من عنف تنظيم الإخوان الإرهابي اتجاههم، بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي حينما سحلوهم وهدوا منازلهم وكنائسهم في السويس، وتواصل خلال العقود الذي تلته حتى وصل لقمته في عام حكم التنظيم الإرهابي لمصر وما بعده، والذي تنوع ما بين تحريض وتنكيل وتخريب واضطهاد وتمييز، وصولاً إلى القتل وإسالة الدماء والعنف والإرهاب.
فعقب أحداث 2011، حاول الإخوان الإيهام بتغيير فكرهم والانسلاخ من جلدهم وعملوا على تغيير الصورة النمطية التى كانت مأخوذه عنهم من الإرث الكبير فى الاعتداءات على الأقباط والكنائس، وذلك فى سبيل الوصول إلى الكرسي وحكم البلاد، فأطلقوا التصريحات الرنانة وزار رئيسهم الإخواني محمد مرسي قبل الوصول للحكم الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وحضروا قداسات العيد.
وفى ظل الانفلات الأمني صرح قادتهم بأنهم سيحمون الكنائس أثناء الاحتفالات، وحاول مرشح الإخوان لرئاسة البلاد فى ذلك الوقت إلقاء تهمة الاعتداء على الأقباط على النظام السابق والظهور بمظهر الحمل الوديع، وألقوا بطعمهم للأقباط بالإعلان عن تعيين مساعد قبطى لرئيس الجمهورية إذا وصلوا للحكم، ولكن الأقباط والكنائس لم تصدقهم، بل كانت تخشى منهم، فأيد غالبيتهم المرشح المنافس للإخوان فى هذا الوقت الفريق أحمد شفيق، ليقوم الإخوان بتهديدهم وإرعابهم ومنعوا العديد من الأقباط من الوصول للجان الانتخابات فى الصعيد، وهى القضايا المثبتة قضائياً.
وبعد وصولهم للحكم، عانى الأقباط أشد معاناة من الإخوان خلال عام حكمهم اليتيم لمصر، ومارسوا هواية التحريض عليهم، وحرموا تقديم التهنئة لهم بالعيد، وامتنع رئيسهم وقياداتهم عن الذهاب للكاتدرائية، وخرجت الفتاوى السلفية التى تحرم حتى على سائقى الميكروباصات توصيل القساوسة والأقباط للكنائس.
"الشاطر والبلتاجي" حملوا الأقباط أحداث الاتحادية
وحينما هب الشعب ثائراً على الإخوان ونظامهم لم تجد قيادات التنظيم الإرهابى إلا إلصاق حالة الغضب بالأقباط وأنهم هم من يحشدون الجماهير فى الشوارع ويحاصرون قصر الاتحادية حيث كان يجلس "مرسيهم"، فخرج نائب المرشد خيرت الشاطر، في مؤتمر صحفي، عقد بمقر الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح في 8 ديسمبر 2012، ليعلن أن 80% من المتظاهرين أمام قصر الاتحادية ضد قرارات "مرسي" من الأقباط، فيما قال القيادي الإخواني محمد البلتاجي أمام مسجد رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر بالقاهرة، إن "التقارير الرسمية تقول إن الحشد أمام الاتحادية 60% منه أقباط".
وتحول تحريض الإخوان وقتها إلى اعتداءات طائفية على الأقباط أمام مقر مكتب الإرشاد في المقطم وأمام قصر الاتحادية، وتوج بوقوع أول اعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث المقر البابوي أثناء جنازة بعض ضحايا الحادث الطائفي الذى وقع بمنطقة الخصوص في القليوبية.
وبعد زوال حكمهم، أظهر الإخوان وأنصارهم أشد ما لديهم من كراهية وبغضاء للأقباط والكنائس، فدمروا العشرات من الكنائس خلال يوم واحد هو يوم 14 أغسطس 2013 عقب فض اعتصاميهم في رابعة العدوية ونهضة مصر.