مصانع الكرتون.. مشروع يحول القمامة إلى علب هدايا وشنط براندات بالفيوم

مصانع الكرتون.. مشروع يحول القمامة إلى علب هدايا وشنط براندات بالفيوم
- الفيوم
- إعادة تدوير القمامة
- محافظ الفيوم
- كوم أوشيم
- صناعة الكرتون
- علب هدايا
- الفيوم
- إعادة تدوير القمامة
- محافظ الفيوم
- كوم أوشيم
- صناعة الكرتون
- علب هدايا
هنا من يرمي علب اللبن.. وهناك من يرمي أطباق البيض.. وآخر يتخلص من كراتين البسكويت والشيبسي.. وهناك عروس تتخلص من "كراتين" الأجهزة الكهربائية بإلقائها في القمامة.. وأخيرًا من يتخلص من علب الأدوية.. بينما أحمد فهيم ذلك الشاب الذي فشل في الحصول على وظيفة حكومية لفت نظره أكوام الكرتون المتراكمة وسط القمامة فلمعت في رأسه فكرة تجميع مخلفات الكرتون وإعادة تدويرها لتتحول إلى "شكائر للأسمنت" و"شنط ورقية لأغلى البراندات العالمية"، و"علب للأدوية" ومنتجات أخرى.
4 آلاف متر تلك هي المساحة التي تمكن أحمد فهيم من الحصول عليها من محافظة الفيوم بمنطقة كوم أوشيم لتطبيق فكرته على أرض الواقع، حيث حوّلته "القمامة" إلى أغنى الأشخاص بالمحافظة وأصبح مسؤولًا عن 800 أسرة هم عائلات العاملين معه، حيث ينتجون أكثر من 70 طنا من بكرات ورق "الفلوت" الضخمة التي تذهب إلى المصانع لتتحول إلى كراتين مواد غذائية وشنط براندات عالمية وشكائر أسمنت وعلب ألبان وغيرها من منتجات الكرتون.
تفوق "فهيم" وتحقيقه أرباحا طائلة مكّنه من الحصول على قطعة الأرض المقابلة لمصنعه والتي تبلغ مساحتها 10 آلاف متر، واستوعبت 1000 عامل بطاقة إنتاجية 150 طنا من "الفلوت" يوميًا والذي اضطر لإحضار خبراء صينيين من أجل تشييده.
وأشار فهيم في حديثه لـ"الوطن" إلى أنّ مصنعه كان مجرد حُلم وتحول إلى حقيقة بإصراره وبمساعدة شباب الخريجين الذين فشلوا في الحصول على فرصة عمل حكومية، موضحًا أنّ عمل المصنع بسيط جدًا يبدأ بشراء الكرتون القديم والمتهاك من جامعي القمامة بمقابل يبلغ 3 آلاف جنيه للطن الواحد.
ونوّه بأنّه يتم تجميعها في المخازن حتى تتكون كمية كبيرة ثم يتم فرزها ووضعها في "عجان" يخلطها بالمياه جيدًا ويحولها إلى مادة سائلة تشبه الطين، ثم يضاف لها "النشا"، بعد ذلك تدخل على "خط الإنتاج" لتخرج على "الواير" تليه مرحلة "العصر" للتخلص من المياه الزائدة ثم مرحلة "التجفيف" وأخيرًا يتم قصها حسب الحجم المطلوب من المشتري.
وكشف أنّه يتعامل مع عدد من بعض الشركات التي تشتري منه أطنان "الفلوت" يومًا ويقوم بإرسال الكميات المحددة مساء كل يوم فمنهم من يستخدمها في صناعة نتائج التقويم ومنهم من يصنع منها علب الأدوية، وآخر يحولها لشنط الماركات والبراندات العالمية، فيما يصنع آخر علب الهديا منها، بالإضافة لصناعة كراتين المواد اغذائية والأجهزة الكهربائية وشكائر الأسمنت.
ولفت إلى أنّ المصنع سبب في فتح بيوت العشرات من أهالي الفيوم، حيث إنّ أدنى راتب للعامل بالمصنع يبلغ 3 آلاف جنيه ويصل إلى 15 ألف جنيه للفنيين ومديري الإنتاج ومراقبي الجودة.
انقطاع المياه بصفة مستمرة تلك أبرز المشكلات التي يُعاني منها المصنع حيث إنّه يضطر إلى شراء مياه بمبلغ يتجاوز 3500 جنيه يوميًا، حيث أوضح "فهيم" أنهم اشتكوا إلى شركة المياه كثيرًا ولكن لم يستجب أحد لشكواهم ودائمًا يكون مبررهم وجود عُطل بمحطة جرزا الرئيسية التي لم تنتهِ منذ عدة سنوات.
وطالب "فهيم" الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، بتسهيل إجراءات الترخيص للشباب الخريجين من أجل توفير فرص عمل خصوصًا في ظل عدم وجود وظائف حكومية لهم، حيث إنّ الروتين لن يُفيد في شيء سوى تعطيل عجلة الإنتاج.