في ذكراه.. قصة البابا زخارياس و"الجرة" التي تسببت في رسامته بطريركا

كتب: مصطفى رحومة:

في ذكراه.. قصة البابا زخارياس و"الجرة" التي تسببت في رسامته بطريركا

في ذكراه.. قصة البابا زخارياس و"الجرة" التي تسببت في رسامته بطريركا

يُحيي الأقباط في صلواتهم بالكنائس، اليوم الأحد، بحسب "السنكسار الكنسي"، ذكرى وفاة البابا زكريا أو البابا زخارياس البابا الرابع والستين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

و"السنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.

فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الأحد، 13 من شهر هاتور لعام 1737 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم سنة 1027 ميلادي، توفي البابا زكريا أو البابا زخارياس البابا الرابع والستين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

 وبحسب السنكسار، فإن هذا البابا من مواليد الإسكندرية وكان اسمه قبل البطريركية "زخارياس"، ورسم قسا قبل اختياره لتجليسه على الكرسي البابوي بعد وفاة البابا فيلوثاؤس البطريرك الثالث والستين للكنيسة، واختاره أساقفة الكنيسة ليكون بطريركا بعد أن رفضوا قرار الخليفة بتعيين أحد أعيان الإسكندرية يدعى إبراهيم بن بشر والذي حصل على مرسوم بتعيينه بطريركا بالرشوة.

يذكر السنكسار قصة اختيار هذا البطريرك، بأنه في حين كان الأساقفة مجتمعين يبحثون عن بطريرك لهم كان ينزل "الأب زخارياس" من على سلم الكنيسة وفي يده "جرة" فزلت قدمه وسقط يتدحرج إلى الأرض، ولكن ظلت الجرة بيده سالمة، وسألوا عنه أهل الإسكندرية، فأجمع الكل على تقواه وعلمه، فاتفق رأيهم مع الأساقفة على تقدمته بطريركا.

تم تجليس هذا البطريرك على الكرسي البابوي في 16 يناير 1004 ميلادي، وتوفي في 4 يناير 1032 ميلادي، بعد أن ظل على الكرسي البابوي لمدة 27 سنة و11 شهرا و12 يوما، وكان يتخذ من كنيسة أبوسيفين ووادي النطورن ودير شهران ودمرو محل لإقامته، في حين دفن في كنيسة السيدة العذراء بالدرج.

ويحكي السنكسار، أن هذا البطريرك قاسي شدائد كثيرة، منها إن راهبا رفع عده شكاوي ضده إلى الحاكم بأمر الله الذي تولي الخلافة سنة 989 ميلادية فاعتقله ثلاثة أشهر، قبل أن يطلق سبيله بوساطة أحد الأمراء، فذهب إلى وادي هبب وأقام هناك تسع سنين، قبل أن يعود الوصال للوالي من جديد ويعود البابا لكرسيه ويظل اثني عشر عامًا، كان فيها مهتما ببناء الكنائس وترميم ما هدم منها، وبقي في البطريركية ثمانية وعشرون عاما.

ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.

و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.


مواضيع متعلقة