تصاعد أزمة آمنة نصير ومطالب بإبعادها عن الأزهر ومجلس الشؤون الإسلامية

تصاعد أزمة آمنة نصير ومطالب بإبعادها عن الأزهر ومجلس الشؤون الإسلامية
- آمنة نصير
- الأزهر الشريف
- المجلس الأعلي للشئون الإسلامية
- زواج المسلم بغير المسلمة
- آمنة نصير
- الأزهر الشريف
- المجلس الأعلي للشئون الإسلامية
- زواج المسلم بغير المسلمة
شهدت صفحات الأزهريين على مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الغضب الشديد ضد الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، مطالبين بإقالتها من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وإعفائها من التواجد في جامعة الأزهر.
وقال الشيخ عبدالناصر بليح إمام بوزارة الأوقاف: "نطالب بإعفاء الدكتورة آمنة السيد نصير، من عضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع للأوقاف، لأنها تقوم بازدراء الدين الإسلامي بتصريحاتها، فهي خذلت وأهانت الدين الإسلامي".
ووجه بليح، رسالة لشيخ الأزهر، قائلا: "لماذا يجلس هؤلاء في جامعة الأزهر، لتسميم أفكار الصفوة من الطلاب؟ ولما لا يتم إحالتهم لمحاكمات تأديبية لأن من أمن العقاب أساء الأدب".
وتفاعل الأزهريون وأبناء وزارة الأوقاف، مع تلك المطالب، حيث قال عسر إبراهيم إمام بالأوقاف: "سياستها قائمة على تشويه صورة الدين وهدم ثوابته".
فيما قال الشيخ عصام أبو جودة أحد ابناء الأزهر: "حسبنا الله ونعم الوكيل، محسوبين على الإسلام علماء، قال الله تعالى إن تنصروا الله ينصركم".
نصير تنتقد حالة الجدل حول تصريحاتها: حديثي ليس في العموم
وانتقدت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، حالة الجدل التي أثيرت حول تصريحاتها، مؤكدة أنها غير مهتمة بمن يسيؤون، وأن تصريحاتها جاءت واضحة حول موقف محدد وليس بشكل عام.
وأوضحت نصير لـ"الوطن"، حقيقة تصريحاتها التي انتشرت خلال الساعات الماضية، حول إباحتها زواج المسلمة من غير المسلم.
وقالت إن إجابتها على السؤال كانت رداً على واقعة حقيقة موجودة في أمريكا، حيث تزوجت مسلمة من غير مسلم من أهل الكتاب، حيث يباح الأمر عند الضرورة وليس بوجه عام.
أضافت: "يجب أن نفرق بين الكافر الوثني وبين أهل الكتاب، فتلك تفرقة عقائدية، فالمسيحي واليهودي من أهل الكتاب وليسوا وثنيين، وهذا ما قلته في ردي على واقعة المسلمة الأمريكية التي تزوجت من المسيحي هناك، فهي لم تتزوج وثني بل تزوجت شخص من أهل الكتاب، فتلك واقعة موجودة ويجب الرد عليها".
تابعت: "هذا زواج وليس زنا كما يردد البعض، فالزواج من أهل الكتاب مباح عند الضرورة، وليس إنكار ولا أؤيده، وردي كان على واقعة موجودة بالفعل".
شيخ الأزهر: المودة مفقودة في زواج المسلمة من غير المسلم
ونشرت صفحات أزهرية فيديو للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال لقائه مع أعضاء البرلمان الألماني، في شهر مارس لعام 2016، تحدث خلاله حول حكم زواج المسلمة من غير المسلم، وذلك تعليقاً علي أسئلة أعضاء البرلمان الألماني.
وأكد الإمام الأكبر، أن زواج المسلمة من غير المسلم غير جائز شرعاً، قائلا لأعضاء النواب الألماني: "الزواج في الإسلام ليس عقدًا مدنيًا كما هو الحال عندكم، بل هو رباط ديني يقوم على المودة بين طرفيه، والمسلم يتزوج من غير المسلمة كالمسيحية مثلا؛ لأنه يؤمن بعيسى عليه السلام، فهو شرط لاكتمال إيمانه، كما أن ديننا يأمر المسلم بتمكين زوجته غير المسلمة من أداء شعائر دينها، وليس له منعها من الذهاب إلى كنيستها للعبادة، ويمنع الزوج من إهانة مقدساتها؛ لأنه يؤمن بها".
وقال شيخ الأزهر، إن زواج المسلمة من غير المسلم، يختلف عن زواج المسلم من الكتابية، فالكتابي لا يؤمن بالرسول محمد، ودينه لا يأمره بتمكين زوجته المسلمة، إن تزوجها، من أداء شعائر الإسلام أو احترام مقدساتها؛ لأن الإسلام لاحق على المسيحية؛ ولذا فهو يؤذيها بعدم احترام دينها والتعرض لرسولها ومقدساتها.
وأضاف: "المودة غير مفقودة في زواج المسلم من غير المسلمة، بخلاف زواج المسلمة من غير المسلم، فهو لا يؤمن برسولنا محمد، ودينه لا يأمره بتمكين زوجته المسلمة- إن تزوجها- من أداء شعائر الإسلام أو احترام مقدساتها؛ لأن الإسلام لاحق على المسيحية؛ ولذا فهو يؤذيها بعدم احترام دينها والتعرض لرسولها ومقدساتها، ولذا فإن المودة مفقودة في زواج المسلمة من غير المسلم؛ ولذا منعها الإسلام".
"الإفتاء": لا يجوز شرعا زواج المسلمة من الكتابي
أصدرت دار الإفتاء المصرية، بيانا رسميا مقتضبا، للرد على ما أثارته الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، حول إباحة زواج المسلمة بغير المسلم، حيث قالت الدار إن ذلك لا يجوز شرعا.
وقالت الدار في بيانها المقتضب عبر صفحتها منذ قليل، إنه "لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم وهذا الحكم الشرعي "قطعي" ويشكل جزءًا من هوية الإسلام والعلة الأساس في هذه المسألة تعبدية؛ بمعنى عدم معقولية المعنى، فإن تجلّى بعد ذلك شيءٌ من أسباب هذا التحريم فهي حِكَمٌ لا عِلَل. فالأصل في الزواج أنه أمرٌ إلهي وسرٌّ مقدس، وصفه ربنا تبارك وتعالى بالميثاق الغليظ؛ فقال تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 21].
آمنة نصير تتراجع: زواج المسلمة بالكتابي حرام وتصريحاتي اجتزأت من سياقها
وأصدر مكتب الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، بيانا بشأن الجدل الدائر حول ما وصفه البيان بـ"ما اقتطعه البعض من حديثها على قناة الحدث، عن زواج المسلمة من أهل الكتاب، واجتزائه من سياقه، ووضعه كأنه تصريح منها وموافقة منها عليه".
وتابع البيان: "جاء أحد أسئلة الحلقة عن وجود نص قرآني يُحرم زواج المرأة المسلمة من رجل من أهل الكتاب، وكان رد الدكتورة آمنة نصير، أنه لا يوجد نص قرآني صريح في ذلك الشأن بالتحديد، ولكن التحريم جاء من إجماع الفقهاء كي لا يتسرب الأبناء إلى دين الأب غير المسلم؛ وعليه فهي تؤكد قاطعة تأييدها لما جاء من رأي جمهور الفقهاء من تحريم كي لا يتسرب الأبناء أو يتشتت إيمانهم بين الأم المسلمة والأب المنتمي لأهل الكتاب؛ أما الزواج من مشرك أو مشركة فهو محرم تحريماً قطعياً لوجود النص القرآني الصريح بتحريمه، ولا يجوز فيه ثمة اجتهاد من أي نوع".
وتابع: "وتؤكد الدكتورة آمنة نصير، أهمية التجديد في الدين وخطابه وضرورة الاجتهاد في القضايا الفقهية المستجدة دون القضايا التي نزل فيها النص القرآني، وهو ما عاشت تقوم به طيلة مسيرتها العلمية، وتهيب بالكافة الالتزام بأمانة الكلمة، وصدق النقل، وعدم الاقتطاع من السياق لتحقيق سبق أو إثارة قضايا جدلية في وسائل الإعلام وووسائط التواصل الاجتماعي.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل".