«العشائر» يقصفون مطار بغداد بـ«الهاون».. والجيش الإيرانى: مستعدون لدخول العراق

«العشائر» يقصفون مطار بغداد بـ«الهاون».. والجيش الإيرانى: مستعدون لدخول العراق
وقعت اشتباكات عنيفة، أمس، بين القوات المناهضة للحكومة العراقية التى تحاصر العاصمة بغداد، وقوات تابعة للحكومة عند مطار بغداد بعد قصفه بصواريخ، فى وقت أعلن فيه الجيش الإيرانى استعداده دخول العراق، بينما بدأ عدد من السفراء الغربيين مغادرة بغداد.
وأعلن الناطق الرسمى باسم ثوار العشائر العراقية، أبوعبدالنعيمى، فى اتصال مع قناة «العربية» الإخبارية، بدء تقدم ثوار العشائر باتجاه بغداد، عقب اجتماع عقده القادة العسكريون للثوار على مشارف بغداد. وقال «النعيمى» إن «أقضية ومحافظات صلاح الدين والحويجة والرشاد وديالى كلها باتت تحت سيطرة ثوار العشائر باستثناء مدينة بعقوبة التى لا يزال القتال متواصلاً للسيطرة عليها».
وقالت مصادر لـ«العربية» إن «المنطقة الواقعة شمال مطار بغداد الدولى شهدت اشتباكات عنيفة، فيما استهدف عدد من قذائف الهاون المبنى الرئيسى للمطار»، دون أن يتم التأكد من حجم الأضرار. ولفتت المصادر إلى أن المطار يشهد إجراءات أمنية مشددة مع أنباء عن إلغاء رحلات جوية.
فى السياق ذاته، سيطرت القوات المناهضة للحكومة، التى تقول وسائل الإعلام الرسمية إنها تتبع تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، على قضاء تلعفر الذى يعد أكبر أقضية العراق، ويتبع محافظة نينوى شمال البلاد. وهاجم مسلحون، مساء أمس الأول، تلعفر بقوة، ما دفع قوات الأمن إلى الفرار، وفر معهم عدد من المواطنين خوفاً من القتال. من جهته، قال على الحاتم، شيخ عشائر الأنبار: «إن العشائر على استعداد لتطهير المحافظة من داعش بالكامل إذا سحب المالكى قواته».
وفى اتصال مع «الوطن» قال مسئول لجنة العلاقات الخارجية فى المجلس السياسى العام لثوار العراق، محمود مسافر: «إن الثوار تقدموا نحو بغداد فى أكثر من موقع، وقصفوا مطار بغداد وتوجهوا نحوه ضمن خطة دخول العاصمة لمنع المسئولين من الفرار خارج العراق، ثم سنتوجه نحو المنطقة الخضراء وسنقبض على كل المسئولين ونعرضهم على المحاكمة».
وأضاف: «وزير الكهرباء كريم عفتان هرب إلى أوكرانيا، وتأكد لدينا وصول عدد من البرلمانيين إلى الأردن، وهناك من يخطط للمغادرة إلى الدانمارك وبريطانيا، وغيرهما». وقال «مسافر» إن «مطار بغداد هو امتداد للعاصمة ويبعد عن محيطها 8 كيلومترات، والثوار بعدها سيتوجهون نحو المنطقة الخضراء ورئاسة الوزراء لقطع رأس الأفعى نورى المالكى، معركة بغداد بدأت بدليل بدء السفارات الأجنبية مغادرة البلاد، وخلال 48 ساعة لن يكون هناك أى سفراء فى بغداد».
وقال «مسافر»: «أتوقع أن معركة بغداد لن تكون فيها اشتباكات عنيفة، وأن الميليشيات الموجودة فى العاصمة مثل عصائب أهل الحق وغيرها ستفر، مثلما فرت فى المحافظات الأخرى، وبغداد ستنتفض وتثور مثلما انتفضت باقى المحافظات».
وتابع «مسافر» قائلاً: «أطالب الدول العربية بتحمل المسئولية التاريخية تجاه الثورة فى العراق، خاصة أن كل المواقف تثبت أن النظام الحاكم فى العراق هو نظام إيرانى بامتياز. لدينا الأمل فى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى القائد المحنك ليقود الدول العربية نحو الاتجاه الصحيح فيما يخص العراق».
من جهة أخرى، قالت وكالة أنباء «أسوشييتدبرس» إن «بعض العراقيين بدأوا العودة إلى مدينة الموصل، التى يسيطر عليها مسلحون، بعد أن أغراهم ما يقدمه المتمردون من وقود وغذاء بتكلفة بخسة، وبعد عودة الكهرباء ومياه الشرب وإزالة الحواجز المرورية». وأضافت أن «أمارات الفرح والإثارة تبدت على وجوه الكثيرين لعودتهم لديارهم، ونظروا إلى مقاتلى المتمردين وكأنهم أبطال التحرير».
من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، إن «قانون السلامة الوطنية نافذ ولا نحتاج إلى إعلان الطوارئ»، متوعداً فى الوقت ذاته بمحاسبة كل من ألقى سلاحه فى الموصل بعقوبة عسكرية تصل إلى الإعدام.
وأعلن الجيش الإيرانى، أمس الأول، أنه على استعداد تام، وينتظر أوامر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية للقيام بعمل عسكرى فى العراق. ووفقاً لموقع «انتخاب» الإيرانى، فإن العميد كيومرث حيدرى، نائب قائد القوات البرية فى الجيش الإيرانى، قال فى مؤتمر صحفى: «إن القوات البرية فى الجيش الإيرانى تراقب كل التطورات فى العراق ولديها الاستعداد التام للقيام بالعمل العسكرى، عندما يأذن لنا القائد العام للقوات المسلحة وقادة الجيش القيام بواجبنا القانونى».
وأضاف «حيدرى»: «الجيش الإيرانى كثف انتشاره على الحدود الغربية للبلاد، بهدف السيطرة الكاملة على الوضع فى العراق، وإنه مستعد للتدخل العسكرى فى حال واجهنا أية تهديدات».
على جانب آخر، شددت الإدارة الأمريكية من الإجراءات الأمنية داخل وخارج سفارتها فى بغداد، وأجلت بعض الموظفين خارج العاصمة العراقية، حيث يواجهون تهديداً بتقدم مقاتلى داعش، وفق المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جين بساكى، أمس الأول. وأضافت المتحدثة، فى بيان، أن «معظم موظفى السفارة الأمريكية سيبقون داخل السفارة رغم حالة عدم الاستقرار وأعمال العنف المندلعة فى أجزاء أخرى من البلاد».
وأعلنت الولايات المتحدة، أمس الأول، أنها سترسل تعزيزات أمنية إلى محيط سفارتها فى بغداد وستنقل بعضاً من موظفيها إلى مواقع أخرى، رداً على تقدم المسلحين الجهاديين فى العراق.
وأعرب وزير الخارجية المصرية نبيل فهمى، عن «إدانته الشديدة لأعمال الإرهاب والقتل العشوائى فى العراق ورفض مصر لهذه الأعمال البربرية التى تستهدف المدنيين»، مشدداً على أن «ما يجرى فى العراق ينبئ بمخاطر جسيمة تهدد وحدة واستقرار هذا البلد».
ونقلت وكالة أنباء «رويترز» عن مسئول أمريكى كبير قوله إن «إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تدرس إجراء محادثات مع إيران بشأن الأزمة المتصاعدة فى العراق»، فى خطوة نادرة للتعاون بين دولتين تشهد العلاقات بينهما توتراً. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أمس الأول، أن «المباحثات ربما تعقد على هامش المفاوضات التى تنطلق فى فيينا بشأن الملف النووى الإيرانى، التى يشارك فيها مساعد وزير الخارجية الأمريكى بيل بيرنز»، التى كان من المقرر لها أمس. إلا أن مسئولاً أمريكياً نفى المعلومات التى أوردتها الصحيفة. وقال لوكالة «فرانس برس»: «لم نبدأ أى محادثات مع إيران بشأن العراق ولا نعتزم فعل ذلك».