"النزلة" مهد صناعة الفخار وقبلة الفنانين والفنانات بالفيوم

كتب: أسماء أبو السعود

"النزلة" مهد صناعة الفخار وقبلة الفنانين والفنانات بالفيوم

"النزلة" مهد صناعة الفخار وقبلة الفنانين والفنانات بالفيوم

"دعاء الكروان"، و"البوسطجي"، و"كابتن جودة"، ومسلسل "سر الأرض"، وأخيرًا كليب "بنت أكابر" للفنانة أصالة.. أعمال فنية متنوعة حققت نجاحًا وشهرة واسعة، رغم تصويرها في قرية نائية بمحافظة الفيوم، إلا أنّها امتلكت كافة المقومات التي تؤهلها لأن تكون مقصد لصُنّاع السينما والدراما والكليبات.

قرية "النزلة" بمحافظة الفيوم تمتلك موقعصا متميزًا لكونها منخفضة عن باقي القرية ويحيط بها وادي النزلة، وتكسو أراضيها الورود والزهور التي تنبعث منها الروائح العطرة لتميز القرية بصناعة النباتات العطرية، إلا أنّها أيضًا معقلا لصناعة الفخار  ذاع صيتها في جميع أنحاء العالم، خصوصًا بعدما تصوير كليب "بنت أكابر" للفنانة أصالة الذي جعل المسؤولون يطورون تلك الصنّعة، واستبدلوا الورش القديمة بأخرى حديثة من الفخار، بالإضافة لإنشاء مركزًا للفنون وسط ورش تصنيع الفخار يضم لقطات من الأعمال الفنية التي تم تصويرها في القرية.

وتقع النزلة على بُعد 35 كيلو متر من مدينة الفيوم، وتنخفض عن مستوى باقي القرى بحوالي 30 مترًا وهو ما جعل سكانها يطلقون عليها اسم "النزلة" بعدما كانت تُسمى بأم القرى واشتهرت منذ أكثر من 500 عامًا بصناعة الأواني الفخارية الضخمة مثل "الزير" و"البوكلة"، ويفتخر أبنائها بقيام أجدادهم بالمشاركة في بناء هرم سنوسرت الثالث أحد أعظم ملوك الفراعنة بالطوب اللبن في منطقة اللاهون، ثم كسوه بالحجر الجيري.

وعلى ضفاف مصرف "الوادي" الذي ينقل مياه الصرف الزراعي إلى بحيرة قارون، تنتشر أكواخ تصنيع الفخار والتي تم تجديدها وبُنيت مؤخرًا بالأواني الفخارية بشكل جمالي يسحر العيون، بينما تنتشر آلاف القطع الفخارية المختلفة الأحجام والأشكال في المساحات الشاسعة التي تقع بين كل ورشة وأخرى.

بفخر واعتزاز يقول "محمد صلاح" إنّ قريتهم يُطلق عليها "قرية الفن" نظرًا لتكرار تصوير أعمال سينمائية ودرامية مختلفة بها، كما أنّهم متميزون في صناعة الفخار الذي يتم تصديره لعدة دول، مؤكدًا أنّ أغنية "بنت أكابر" كانت نقطة تحول في حياة القرية، حيث تم تطويرها بعد تصوير الأغنية بالإضافة إلى إنشاء مركز الفنون، وأخيرًا باتت مقصدًا للسياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة موقع تصوير الكليب.

ويُشير "صلاح" إلى أنّ أبناء القرية يعملون في صناعة الفخار، منهم من يعمل في خلط الطمي الذي يحضروه من قاع البحار بنسب معينة مع "التبن" وهي أعواد القمح والأرز بعد استخلاص المحصول منها ثم طحنها، وآخرون يعملون في تشكيل الطين حسب القطعة الفخارية المطلوبة، ثم يأتي دور الشباب الذين يحفرون حفر في الأرض ويضعون فيها الفخار ليجف في الهواء الطلق، وآخرون يحرقون القطع المطلوبة، حتى يتم بيعها.

وكشف أنّ أشهر صناعاتهم هي "الدفاية" توضع بداخلها الأخشاب وتُشعل فيها النيران بهدف التدفئة، و"الزلعة" التي تستخدم كوحدة للإضاءة والديكور وفي بناء أبراج الحمام، و"الشواية التي تُستخدم لشوي "اللحوم والدواجن" على النيران بداخلها، و"الزير" الذي يستخدم لحفظ المياه وتبريدها كما أنّه يستخدم للديكور وكحاويات للقمامة أو لزراعة الأشجار والورود بداخله في الفنادق والمنتجعات السياحية الكبرى التي تُشيد على الطراز البيئي القديم، و"البوكلة" التي تستخدم لتخزين منتجات الألبان.

وبينّ أنهم يصدرون الفخار لعدة دول بمختلف أنحاء العالم منها سويسرا وألمانيا  وإيطاليا وأسبانيا وهولندا، ومن الدول العربية البحرين والسعودية وليبيا واليمن، موضحًا أنّ تلك الحرفة ورثوها أبًا عن جد فكل شخص بالقرية يعلم أبنائه وأحفاده.

 

ولفت إلى أنّ أسعار الفخار تتراوح بين 15 جنيهًا وتصل أغلى قطعة إلى 100 جنيه حسب الحجم والشكل، وبالرغم من أنها لا تدر ربحًا كبيرًا عليهم إلا أنهم يحافظون عليها من الإندثار لأنهم يعشقونها خصوصًا أنهم يفتحون أعينهم على تعلمها.

ويؤكد أنّه منذ تصوير كليب "بنت أكابر" أصبح هناك سياحة بالقرية حيث يتوافد الكثير من السياح سواء المصريين أو الأجانب على القرية ويأخذون العديد من الصور التذكارية به.


مواضيع متعلقة