تكنولوجيا الدروس الخصوصية!
«حينما نتفاعل ونتعامل مع مراكز الدروس الخصوصية نجد المفاجأة الكبرى التى تُبين وتؤكد أن هذه المراكز وهؤلاء المتميزين من المدرسين القائمين عليها يسبقون وزارة التربية والتعليم بمراحل، فقد قاموا بعمل نموذج للتعليم عن بُعد بشكل متحضر ومتقدم من خلال برمجة الحصص بأسلوب احترافى ووضع كود لكل طالب يُتيح له حضور المحاضرة «أون لاين» ويسمع ويشاهد المدرس وهو يشرح الدرس وكأنه فى قاعة محاضرات، لدرجة أن الطلاب يخافون من المدرس وهو فقط صورة على الشاشة، والغريب والمثير فى الأمر أن الكود صالح لمدة زمنية بسيطة 48 ساعة فقط منذ بدء سماع ومشاهدة الحصة، كما أنه يتم تحصيل الأموال إلكترونياً ما يدل على أن هذا المدرس العبقرى قد استعان بمجموعة من الشباب المتميز فى التكنولوجيا استطاع تصميم وبرمجة الحصص بهذا الشكل، كما أن هناك كوداً للواجبات، التى تتم «أون لاين» أيضاً ويتم تصحيحها، ويعلم الطالب مستواه أولاً بأول، وتأثير المدرس على الطلاب «أون لاين» لا يختلف إطلاقاً عن تأثيره فى الحضور الفعلى وجهاً لوجه. سناتر الدروس الخصوصية تسبق الوزارة وأقترح على وزير التربية والتعليم الاستعانة بهؤلاء العباقرة لقيادة العملية التعليمية والنهوض بها». السطور السابقة هى رسالة وصلتنى من أحد أولياء الأمور وهو يعمل فى هيئة بحثية مهمة ويتولى منصباً كبيراً فى الدولة، البعض قد يختلف مع طرحه ولكنى اتفق معه أن القائمين على منظومة الدروس الخصوصية يسبقون الوزارة بمراحل، بدليل أن جميع طلاب مصر يحصلون على دروس خصوصية من رياض الأطفال حتى الجامعة، ونسبة الحضور فيها 100% عكس المدارس تماماً، كما أن تأثير مدرس فى السنتر على الطالب أكبر من تأثير مدرس المدرسة. أما فكرة الاستعانة بمدرسى السناتر لإدارة العملية التعليمية أعلم أنها سوف تلقى استجهان الكثيرين رغم أنها عبقرية وغير تقليدية، وأنا مؤمن تماماً بأن بلدنا لن يتقدم بالتفكير التقليدى، الذى ننتهجه منذ عشرات السنين ويجب ابتكار أفكار جديدة ومبدعة ومن خارج الصندوق، ومنها الاستفادة بهؤلاء الشباب المتميز من أصحاب السناتر فى تصميم منظومة للتعليم عن بُعد توفر للدولة مليارات الجنيهات التى تنفقها على الإنشاءات وأيضاً تنقذ جيوب المواطنين من الاستنزاف المستمر، فى مقابل حصولهم على أجور عالية والعمل فى النور. مؤكد أن الفكرة سوف تجد معارضة شديدة من أصحاب السناتر، لأنهم يربحون الملايين ولكن الدولة بما لديها من قوة وآليات تستطيع منعهم من العمل نهائياً بل وملاحقتهم أمنياً، كما أن ولى الأمر الذى يدفع للمدرس الخصوصى 200 جنيه فى الحصة «أون لاين» سوف يكون سعيداً لو دفع 20% منها للدولة ووفر 80% لأسرته، كذلك يمكن الاستعانة بهؤلاء الشباب المتميز فى إدارة القنوات والإذاعات التعليمية حتى تحقق الهدف منها والاستفادة من الأموال الطائلة التى تُنفق عليها من ميزانية الدولة، مجرد فكرة قد تكون صحيحة أو خاطئة والله الموفق والمستعان.