خبراء عن دعوة "أردوغان" لتقسيم قبرص لدولتين: فكر استعماري

خبراء عن دعوة "أردوغان" لتقسيم قبرص لدولتين: فكر استعماري
ندد خبراء سياسيون بدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانفصالية؛ حيث طالب بتقسيم قبرص إلى دولتين، مؤكدين أن "أردوغان" يسعى لإحياء الصراعات بين البلدان مثلما فعل في أزمة أرمنيا وأذربيجان، أو كما يفعل في ليبيا، أو حسبما يسعى لفصل "قبرص" إلى دولتين.
مشروع تركيا "توسعي"
"متى حل أردوغان في دولة، ترى الفوضى والانقسام والضعف والوهن يحلوا عليها"، بتلك الكلمات بدأ الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، تصريحاته لـ"الوطن"، موضحاً أن مشروع أردوغان التوسعي يهزم بفضل التحرك المصري الواعي للرئيس عبدالفتاح السيسي، مضيفاً: "أردوغان بيقول أنا لسه موجود".
أردوغان يلعب دورا "أكبر من حجمه"
ويشير أستاذ علم الاجتماع السياسي، إلى أن فكرة تقسيم قبرص إلى دولتين، هي "فكرة استعمارية"، موضحاً أن كل ما يحلم بتقسيم وتفتيت دولة، يعمل على زرع الفوضى، والخلافات الداخلية، وحدوث نزاعات، وحروب أهلية، وبيع سلاح، ثم التقسيم، وفي النهاية القوة الداخلية المتدخلة هي المستفيد، وفي تلك الأزمة هي تركيا، مشيراً إلى أن تحرك أردوغان هو "لعب دور أكبر من حجمه"، خصوصاً أنه يحتل قبرص الشمالية، وأن بلاده ليست دولة عظمى مثل أمريكا أو روسيا ليتحدث عن مصائر بلدان، ويتدخل فيها بشكل مباشر، كما يحدث في ليبيا وقبرص وسوريا وأرمنيا وأذربيجان وغيرها.
"فوضى خلاقة"
وتابع: "أردوغان كلما يتدخل في منطقة مستقرة أو شبه مستقرة يخلق نوعا من الفوضى"، مشيراً إلى أن "الفوضى الخلاقة"، الذي يعمل عليه أردوغان سيجعله يستفيد؛ حيث سيستفيد من هذا التدخل، مشدداً على أن الفكر الانفصالي والتقسيم لا يفيد الدول، بل بالعكس يضرها، ويفيد الطرف الخارجي الذي يزكي هذا الاتجاه.
وشدد على أن التقسيم في الأزمة القبرصية لا يصب في النهاية لمصلحة الشعب القبرصي، بل على النقيض.
إضعاف دول الجوار
وافقه في الرأي، الدكتور سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، والذي أكد أن أردوغان يحاول إضعاف تماسك دول جواره، حتي يكون هو "العنصر الأقوى"، موضحاً أن "قبرص" و"اليونان"، كان بينهم مشروع اتحاد في دولة واحدة، قبل أن تُخلق حالة انقسام داخل قبرص، لأنها أصبحت منقسمة.
قبرص الشمالية
وقال "راغب"، في تصريح لـ"الوطن"، إن "قبرص الشمالية"، وهي الدولة التي يدعمها أردوغان، ويحتل شمال قبرص عبرها، ليست معترف بها على مستوى العالم إلا من "أنقرة"، وأنه يسعى لحصد مزيد من الاعترافات بها، دون جدوى.
ولفت رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، إلى أن أردوغان عمل على إحياء الصراع بين أرمنيا وأذربيجان، لأن الحرب ستضعف الدولتين، وتصبح تركيا الأقوى فيما يتعلق بالدول في اتجاه بحر قزوين، ويسعى للتواجد في القوفاز والبحر المتوسط.
وأوضح أن بداية أزمة "قبرص الشمالية"، كانت قبل أن يتولى "أرودغان" مقاليد حكم تركيا، ولكن يوجد أنظمة موالية له مثلما يحدث في قبرص الشمالية، وليبيا، وأذربيجيان، وغيرها.
المجتمع الدولي "مشغول"
وشدد على أن المجتمع الدولي منشغل حالياً؛ فمثلاً أمريكا مشغولة في الانتخابات الرئاسية وأزماتها الداخلية، والروس يحصدون مكاسب أحياناً من التدخلات التركية حتى لو ظهر أنها مضادة لها، ومن ثم هناك تنسيق بين البلدين، كما أن الاتحاد الأوروبي منقسم بشأن التحركات التركية، ومن ثم تخرج تصريحاته كلها كلامية، ولكن لم يتخذ أي قرار ضدها.
وأكد أنه حينما ينشغل الاتحاد الأوروبي وأمريكا في شئون مهمة لهم؛ فإن تركيا تتحرك بشكل أكبر، وحينما يظهر تنديد لهم، يراوغون، ويتحدثون عن "المفاوضات" و"المباحثات" لحلول الأزمات المختلفة.