«هدى».. الخال أفقدها عذريتها وهى فى «6 ابتدائى» فأصبحت نزيلة «مركز التأهيل»
![«هدى».. الخال أفقدها عذريتها وهى فى «6 ابتدائى» فأصبحت نزيلة «مركز التأهيل»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/242560_Large_20140613082546_11.jpg)
بوجه شاحب اللون، وعينين أصابهما اليأس، وملابس غلب عليها اللون الأسود، وصوت خافت يرتجف من هول ما تحكيه، تروى «هدى» لماذا هربت من أسرتها، وكيف لفتاة لم يتجاوز عمرها الـ18 عاماً أن تمر بتجارب عدة بدأت بالتحرش وانتهت بالاغتصاب، مصير واحد ينتظرها هناك فى بلدتها فى محافظة كفر الشيخ، هو القتل لا محالة، وفقاً لروايتها، أن تتحول طالبة جاءت إلى القاهرة بحثاً عن العلم وهرباً من البطش والمعاملة السيئة لأشقائها، إلى حكاية فى دفتر مركز تأهيل أمهات الشارع.
بدأت مأساة «هدى» قبل 6 سنوات تقريباً، عندما كانت طفلة فى الصف السادس الابتدائى، وتحكى الفتاة قصتها بخجل شديد: «ذات يوم سافرت والدتى إلى القاهرة لزيارة خالتى، وخرج أشقائى خارج البيت مع والدى، وتركونى بمفردى وكنت فى الصف السادس الابتدائى، وفجأة طرق خالى باب البيت وفتحت له ثم طلب منى الذهاب معه إلى بيت عائلة أمى بحجة عدم وجود أحد بالبيت هنا، وذهبت معه إلى هناك، قبل أن يشترى لى كيس شيبسى وزجاجة بيبسى وشيكولاته، وبعد أن وصلنا اكتشفت أن البيت خالٍ، فسألته عن جدتى، وباقى أشقائه، فرد علىَّ، بأنهم خرجوا، ثم طلب منى الصعود إلى شقته فى الطابق الثالث، تعجبت فى البداية من طلبه، لكنه أقنعنى بضرورة الصعود لمشاهدة التليفزيون، ثم أعطانى كأساً من البيبسى بعدها فقدت الوعى تماماً، وبعدما أفقت شعرت بالتعب والإجهاد، جسمى كله كان متكسر، وقتها مكنتش أعرف حاجة ولا حسيت إنه سلب منى أعز ما أملك، على الرغم من أنه كرر الموضوع أكتر من مرة بنفس الأسلوب، كنت عيلة صغيرة معرفش حاجة، ومنذ هذا الوقت أصبحت عصيبة جداً وجسمى مش متظبط وبيحصلى تشنجات عصبية».
تصمت الفتاة عن الكلام قليلاً، ثم تكمل حكايتها: «لما خلصت الإعدادى كان نفسى أدخل ثانوية عامة عشان أدخل كلية آثار، ولما أتخرج أشتغل مرشدة سياحية، وألفّ بلاد العالم، لكن أمى أصرت على أنها تدخلنى معهد تمريض، وفعلاً توجهت إلى القاهرة للدراسة، وكنت عندما أعود إلى كفر الشيخ، فى الإجازات، كانت دايماً بتشتمنى هى وإخواتى الصبيان، ومرة واحد منهم كسر دراعى، من 6 شهور تقريباً كان المفروض أنزل إجازة وأنا كنت زهقانة من البيت ومش عاوزة أروح فكلمت واحد صديقى اسمه أحمد، واتفقنا هلى أننا نخرج يوم الجمعة وأرجع تانى سكن الطالبات، ولما اتصلت بيه تانى يوم كان لسّه نايم، فقلت له هقرب المسافة وأتحرك باتجاه منزلك، وأنا فى السكة كان يسير خلفى رجل يبلغ من العمر 40 سنة، وقف أمامى مرة واحدة، وقال كفاية كده انتى لازم تيجى معايا، أنا تاجر وسياسى وعندى مكتب استيراد وتصدير، هذا الطريق ملىء بالبلطجية، قال لى لو مستنية حد تعالى أنا عندى مكتب الحزب، فى حدائق القبة أفضل، من المشى فى الشارع، وعندما وجدت إنه يشير إلى مكتب بالفعل عليه لافتة لحزب ما، اطمأنيت وذهبت معه لأنتظر وصول صديقى، لكن المكان كان خالياً تماماً، فحاول الرجل اغتصابى، فقلت له أنا عذراء حرام عليك ما تضيعش مستقبلى، لم يستمع إلى توسلاتى ثم اغتصبنى بالقوة، وبعدها قال لى: انتى مش بنت، صدمت وقتها وبدأت أتذكر كيف فقدت عذريتى فلم أجد سوى ما كان يفعله خالى معى وأنا فى غياب تام عن الوعى».
تعتدل «هدى» فى جلستها بعد أن روت الجزء الأكبر من قصتها وتقول: «رجعت للشارع مرة تانية، هربت من الدراسة ومن بيتى، لم أقوَ على مواجهة صديقاتى بما حدث لى أو الرجوع إلى أسرتى فى كفر الشيخ لأن مصيرى معروف الموت، ولن يصدقنى أحد عندما أقول لهم إن خالى أفقدنى عذريتى، وجهتنى إحدى البنات إلى أن هناك مركزاً لتأهيل حالات مماثلة لى فذهبت إلى هناك على الفور».
تنظر «هدى» إلى الجرح الغائر فى يدها وتروى سببه: «قبل 3 أيام، حاولت أنا وزميلة لى فى المركز الانتحار، وقطع شرايين أيدينا لكن الموظفين لحقونا، على الرغم من أن الموظفين بيفسحونا، وبيلبوا طلباتنا وبيعاملونا كويس، لكن نفسى أكون على حريتى وأرجع أشوف الشارع، أنا ممكن أهرب من هنا، بس مش عارفة هروح على فين، أنا حزينة على نفسى، وساعات أكره نفسى جداً حتى لو مليش ذنب فى كل اللى حصل لى، أما أهلى فى كفر الشيخ فما عملوش معايا حاجة كويسة أفتكرهم بيها وطبعاً لو نزلت ليهم بعد غياب 6 شهور هيكون مصيرى القتل، إحنا من الأرياف وطبعهم صعب مهما حصل مش هيسمعوا لى أصلاً، لكن نفسى فى حاجة واحدة بس، أشوف أخويا الصغير لأنى أنا اللى مربياه لدرجة إنى بفكر أتخفى فى نقاب أنا وصاحبتى ونروح البلد نعدى بس من قدام البيت ممكن يكون قاعد وأشوفه من بعيد».