جو بايدن.. أكبر رئيس منتخب في تاريخ أمريكا

كتب: محمد علي حسن

جو بايدن.. أكبر رئيس منتخب في تاريخ أمريكا

جو بايدن.. أكبر رئيس منتخب في تاريخ أمريكا

فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لينهي بذلك طموح منافسه دونالد ترامب في البقاء على رأس الولايات المتحدة لولاية ثانية.

واختار الناخبون الأمريكيون في السباق الرئاسي أنَّ يطووا صفحة دونالد ترامب في الحكم، بتصويتهم لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن البالغ من العمر 77 عامًا، حيث حصل على أصوات أكثر من 270 من كبار الناخبين، وهو الرقم الضروري للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية حسب ما نشرته وسائل إعلام أمريكية.

وبهذا الفوز، يكون بايدن أكبر رئيس يتمّ انتخابه على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة، بعد محاولتين لنيل السباق الرئاسي في 1988 و2008.

فهل سيكون بايدن فعلًا الحل الأمثل لطي صفحة ترامب عقب أربعة أعوام من "التهريج" في البيت الأبيض؟ السيناتور السابق لولاية ديلاوير مؤمن بذلك، فهو يلقي بثقل خبرته في واشنطن لمحاولة استعادة كرامة السلطة التنفيذية التي انتزعها نجم تلفزيون الواقع سابقا والذي يُعرّف عن نفسه كملياردير. 

وإن كان هناك عدد من القواسم المشتركة تجمع بين بايدن وترامب، إذ إن كلا منهما يجسد الرجل الأبيض الذي تجاوز السبعين من عمره، إلا أن الرئيس الجديد يفضل أن يرى نفسه "مضادا" لترامب: "سياسي متمرس، قادر على الانفتاح على الخصم، وقبل كل شيء الاعتراف بأخطائه".

والاسم الكامل لـ جو بايدن هو جوزيف روبينيت بايدن، ولد وسط أسرة كاثوليكية من أصول إيرلندية في 20 نوفمبر عام 1942، بمدينة سكرانتون العمالية الواقعة بشمال شرق بنسلفانيا.

في الثالثة عشرة من عمره، انتقلت أسرته للعيش في ولاية ديلاوير، وفي عام 1968، حصل بايدن على شهادة في المحاماة ليصبح بسرعة محاميًا أمام المحاكم في وقت شهدت فيه الولاية سلسلة من أعمال الشغب والاعتقالات على خلفية مقتل مارتن لوثر كينج.

وعندما كان في الـ29، قرر أن يتخذ من السياسة دربًا له واستطاع، بشكل مفاجئ، التغلب على السيناتور الجمهوري المنتهية ولايته آنذاك عام 1972 ليصبح بايدن خامس أصغر سيناتور أمريكي في التاريخ.

ولكن فرحته بهذا الفوز لم تدم طويلًا، فبعد مرور بضعة أسابيع، وبالتحديد قبل أيام من حلول عيد الميلاد، توفيت زوجته نايليا وابنته ناعومي في حادث سيارة، كما أُصيب ابناه صغيرا السن بو وهانتر بجروح. وبعد هذا الحادث المأساوي كاد بايدن يتخلى عن مقعده للعناية بابنيه المصابين، لكن زملاءه أقنعوه بإكمال عهدته، وبالفعل أدى بايدن القسم بجوار سرير ابنيه في المستشفى، بحسب قناة "فرانس 24".

وبسبب الحادث، اضطر بايدن أن يعود يوميا بالقطار إلى منزله في مدينة ويلمنغتون بولاية ديلاوير بعد إنهاء دوامه في واشنطن. وحافظ بايدن على هذه العادة طوال مسيرته المهنية في مجلس الشيوخ، مما أكسبه لقبا آخر وهو "أمتراك جو" (نسبة لشركة الخطوط الحديدية الأمريكية).

ورغم قسوة الفاجعة، إلا أنَّها لم تكن المأساة الأخيرة في حياة بايدن فخلال ولايته الثانية كنائب للرئيس توفي ابنه بو الذي كان مدعيا عاما في ديلاوير، عام 2015 عن عمر 46 عامًا بعد صراع مع سرطان الدماغ.

كانت الانتخابات الرئاسية بالنسبة لجو بايدن "معركة من أجل روح الأمة"، عبارة كررها في عدة مناسبات. وعندما سئل عبر شبكة "سي إن إن" في سبتمبر الماضي عما إذا كان يعتبر نفسه "نقيض دونالد ترامب تمامًا"، لم يسعه سوى الابتسام قائلا: "آمل ذلك".

وفي "مثيولوجية" جو بايدن، يظل عام 1988 هو الأحلك في تاريخه، إذ كاد هذا العام ينهي مسيرته السياسية، فمن ناحية، نالت اتهامات السرقة الفكرية وتزوير شهاداته من فرص فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي. ومن ناحية أخرى، تمّ إدخاله إلى المستشفى بسبب تمزق في ورم دموي، واضطر لأخذ نقاهة مدتها سبعة أشهر للتعافي قبل العودة إلى الكونجرس.

وترشح مرة أخرة عام 2008، لكن حصوله على المركز الخامس في المؤتمر الحزبي لولاية أيوا أجبره على الانسحاب من السابق، ليجعله أوباما نائبا له في العام نفسه.

وتمكن بايدن من التعافي من تهاوي شعبيته بعد البداية الضعيفة في السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، حين حصل على المركز الخامس في الانتخابات التمهيدية لولاية نيو هامبشاير، الأمر الذي كان من الممكن أن يجهض فرصه في الفوز.


مواضيع متعلقة