"مختار الجندي" بطل معركة "البرلس البحرية".. استشهد قبل رؤية مولودته

02:43 م | الجمعة 06 نوفمبر 2020

أحد من أبطال مصر، رسم تاريخه بأحرف من نور بعد استشهاده في معركة "البرلس البحرية" تاركًا خلفه طفلته الرضيعة التي لم تر والدها البطل، دون أن يتردد لحظة في التضحية بروحه فداءًا للوطن.

سعيد محمد فهيم، شقيق الشهيد "مختار" روى تفاصيل استشهاده لـ"الوطن" مشيرًا إلى أن شقيقه أصر على التطوع فى البحرية لحبه الشديد لبلاده والثأر من العدو لينتهي بها الأمر شهيدا في ريعان شبابه.

ويضيف: "في عمر 23 عامًا قرر الشهيد التطوع في البحرية، وجرى تدريبه على لانشات التوربينى السوفيتية فى الخمسينات من القرن الماضى وشارك فى المعركة البحرية الشهيرة حيث كان يقود أحد اللنشات الثلاثة المشاركة فى المعركة وحينها انطلقت اللنشات لضرب السفينة الفرنسية وكان مختار مهندس اللنش الثالث الذى استشهد كافة أفراد طاقمه".

وتابع: "خلال المعركة تمكنت قواتنا من ضرب المدمرة (جان دارك) وكان مختار يقود اللنش وأمر القائد كل من هو متزوج بالقفز ولم يسمع شقيقي بتعليمات القائد وزاد السرعة واصطدم بالبارجة لتغرق ويستشهد عقب ذلك ويعثروا على حافظته الشخصية والساعة وبعض المتعلقات دون العثور على الجثة" .

وكانت معركة "البرلس البحرية" وقعت أمام شاطئ بحيرة البرلس، حيث هاجمت بوارج فرنسية ومدمرة بريطانية مدعومة بطائرات حربية الشواطئ المصرية وشاركت في المعركة بارجة فرنسية مزودة بردار، وحينما ظهرت سفن العدو أمام شاطئ البرلس، كانت زوارق الطوربيد المصرية ترصد حركاتها، ولم يكن هناك مجال للتردد في الاشتباك مع السفن نهارا وحينها أصدر قائد الزوارق أمرًا لقواته بعمل ستار دخان ودار حولها لينضم لباقي السرب الذى خرج من وسط هذا الستار ليدخل في منطقة من الجحيم أمام فوهات مدفعية أسطول الأعداء وأطلقت زوارقنا قذائفها فأصابت إحدى البوارج الفرنسية ومدمرة بريطانية وعادت الزوارق تدور حول هذه السفن لتواصل الغارة عليها حتى انتهت حمولتها من الطوربيد.

وقاتل المصريون بدون غطاء جوى حتى آخر طوربيد وحتى آخر زورق قاده مختار الجندى بعد استشهاد غالبية زملاءه فطلب من آخرين القفز ثم إختراق المدمرة بسرعة هائلة ليلقى ربه شهيدًا برفقة زملائه.