حسن عابدين "المضحك المبكي".. هرب من الإعدام وأمتعنا بمسلسلاته الخالدة

حسن عابدين "المضحك المبكي".. هرب من الإعدام وأمتعنا بمسلسلاته الخالدة
برع في أداء دور الأب والموظف المطحون والباشا والضابط، وبرزت موهبته الفنية في الكوميديا مثلما تميز في لعب الأدوار التراجيدية، فهو قادر على إضحاكك وجر الدموع من عينيك في مشهد واحد، ليشق الفنان حسن عابدين ابن بني سويف، بسلاسته في التمثيل الطريق بقوة إلى قلوب الجماهير، قبل أن يرحل عن عالمنا منذ 31 عاما، إذ توفى في 5 نوفمبر 1989.
ولد حسن عابدين في 21 أكتوبر 1931، وهو ممثل مصري مخضرم له جذور سورية، قدم أدوارا مميزة في السينما والمسرح حتى أصبح ممثلا تليفزيونيا، وبطلا لعشرات المسلسلات التليفزيونية الناجحة في وقتها، من بينها مسلسله الشهير "أهلا بالسكان"، بالإضافة إلى عمله في سهرات تليفزيونية وأدوار عديدة ومتميزة في مسرحيات رائعة مثل "عش المجانين" و"علي الرصيف" مع الفنانة سهير البابلي.
لم يشتهر عابدين، سوى في سن كبير، ويعد واحدا من أبرز فناني مصر المميزين، على الرغم من أن موهبته الفنية بدأت في الظهور منذ طفولته، حين كانت مدرسته في الابتدائية تطلب منه أن يقرأ قصص القراءة بصوته ويجسد جميع الشخصيات التي تتحدث فيها، ثم بدأ التمثيل في مسرح المدرسة وهو في العاشرة من عمره، لكنهم أعطوه دور الأب الذي التصق به من يومها، قبل أن يلتحق بفرقة المسرح العسكري محققًا حلمه في التمثيل، ويعيش فترة كبيرة تحت سطح الشهرة، قبل سطوع نجمه الفني وانطلاقه للبطولة التليفزيونية والمسرحية.
ورغم قصر مشواره الفني، إلا أنه تألق في فترة الثمانينات بأداء أدوار مميزة في البرامج والمسلسلات الإذاعية لا تُنسى حتى الآن، منها "فرصة العمر" مع محمد صبحي الشهير بـ"علي بيه مظهر"، و"أنا وإنت وبابا في المشمش"، و"نهاية العالم ليست غدًا"، و"أهلا بالسكان"، وفي المسرح قدم "نرجس" و"عش المجانين"، و"افرض"، و"على الرصيف".
لم يكتف حسن عابدين بالسينما والمسرح والتليفزيون، وإنما استغل موهبته وصوته المميز ليقتحم عالم الإذاعة ويقدم العديد من الأعمال المميزة التي اتسمت بموضوعاتها الهادفة وعلاجها لسلبيات المجتمع، فقدم مع يوسف عوف حلقات إذاعية شاركتها فيها خيرية أحمد بعنوان "عجبي"، وقدم أيضا مع يوسف عوف وخيرية أحمد حلقات إذاعية أخرى بعنوان "مش معقول".
أتحف حسن عابدين الإذاعة بالعديد من التمثيليات، منها "المليونير الفقير، الأستاذ عفيفي، إجازة سعيدة جدا، عفاريت يحبون التسالي، ألو في خدمتك"، والعديد من الأعمال الإذاعية النادرة.
تطوع حسن عابدين، في حرب فلسطين عام 1948، تحت البطل أحمد عبد العزيز، وتم أسره وحكم عليه بالإعدام مع الممثل إبراهيم الشامي، لكن زملائهم نجحوا في تحريرهما.