"الوطن" تكشف مصير المرتجع من حلاوة المولد بالأسواق

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

"الوطن" تكشف مصير المرتجع من حلاوة المولد بالأسواق

"الوطن" تكشف مصير المرتجع من حلاوة المولد بالأسواق

لا يوجد أحد لا يعرف أصناف حلاوة المولد، الجميع يعرف الحمصية ويذوب عشقا في السمسمية، ويهوي الفولية، ولكن من يعرف أين تذهب تلك المنتجات حال عدم بيعها، وهنا يجيب أحمد حمدي، من محافظة الدقهلية، أحد موزعي حلاوة المولد، والمسئول عن عدد كبير من مصانع الإنتاج.

منذ 5 أعوام بدأت علاقته بهذا المنتج الذي لا يخلو بيت مصري منه في المناسبات، وجد فيه شغفه الذي بحث عنه كثيرا، حيث أراد أن يعمل في مجال يكون توزيعه بشكل موسمي حتي يتسني له التفرغ لحياته العائلية: "شغل المواسم حلو، ومكسبه كويس جدا، وأنا عن نفسي من وقت ما اشتغلت في المجال ده وأنا مبفكرش أسيبه".

استعدات تسبق المولد

قبل المولد النبوي بشهر يبدأ "حمدي" في التجهيز لعرض البضاعة علي أصحاب المحلات التجارية ومعارض الحلويات التي تحرص علي شراء الحلاوة، لزيادة الإقبال عليها في المولد النبوي والرجبية بحسب تعبيره:"شغالين مع مجموعة مصانع هي اللي بتنتج لمصر كلها، ومنهم مصنع يعتبر الأفضل والأكبر من حيث الإنتاج والتوزيع، بننزل نشوف السوق محتاج كام طن، والأنواع إيه، وكل منطقة بيختلف الإقبال فيها، يعني فيه مناطق متعرفش الفسدقية، ولا اللوزية، ودي بيكون التركيز فيها علي الشغل المشهور، والحاجات اللي الكل عارفها"، ويضيف:"بعد مانجمع كل المعلومات عن احتياجات السوق، حجم المطلوب، بنروح للمصانع دي علشان تعمل الكميات المطلوبة، وشغلنا بيبقي طلبيات، علي حسب قدرة التوزيع بتاعة المحل نفسه".

تراجعت كمية المرتجع خلال العامين الماضيين 

في خلال العامين الماضيين قل الطلب علي منتجات الموالد، ما أدى إلي قلة الكميات المصنعة، ما أدي إلي تراجع كمية المرتجع:"بنزل أوزع علي المحلات الشغل الجديد بتاع الموسم، وبحدد معاهم الميعاد بتاع المرتجع، وقتها طبعا بننزل نجمع كل الكميات المتبقية دي، وبنفس السعر اللي صاحب المحل اشتري بيه، وبعد كده بنخزنها لحد ما نوصل لكمية معينة، في الأول بنحاول نسوقها علي المحلات اللي خلصت شغلها، وده بيكون من غير عروض خصم، طالما لسه الموسم شغال، وفيه إقبال وشغل، وعرض وطلب، وغالبا بتكون منتجات سهل تسويقها طالما لسه فيه إقبال علي المنتج"

شرط قبول المرتجع 

يحدد المصنع المسئول عن الإنتاج وقتا معينا لقبول المرتجع، وهنا يحرص جميع التجار علي عدم تجاوز الفترة التي حددها المصنع لقبول المرتجع أثناء التعاقد علي الكميات المطلوبة:"المصنع نفسه بقي يحدد وقت معين علشان يأخد المرتجع، وزمان مكنش فيه مصنع بيحدد وقت معين، علشان كان فيه سحب، لكن دلوقتي بقي يحط وقت معين للمرتجع ده علشان يقدر يتصرف فيه".

يتم دراسة احتياج السوق

في الموسم يقوم "حمدي" ورفاقه بزيارة أصحاب المحلات التجارية للتعرف علي الأصناف التي يقل الإقبال عليها، ويقوم باستبدالها بأخرى تلقي قبول من المواطنين:"طبعا فيه حاجات مستحيل يكون لها مرتجع، لأن مفيش بيت مصري مبيحبهاش، زي السمسمية والفولية والحمصية، لكن اللي بيكون منه مرتجع فده بيكون في الغالب الملبن".

وهنا يقف"حمدي" قليلا ليوضح أن الملبن نوعان "سادة" و"ملون" ،المرتجع من النوع الأول يذهب لمحلات الكعك، وهنا يصل الخصم إلي 50% من ثمن المنتج، لأنه من المنتجات التي لا تتحمل أن تبقي مدة طويلة: "بيبوظ بسرعة علشان كده المصانع بتبقي عايزة تخلص منه، تبيعه بتمنه، من غير مكسب".

النوع الثاني وهو الملبن الملون، وهنا يحرص أصحاب المصانع علي التعاقد مع موزعين القري من أجل الوصول إلي المحلات التجارية في القرى، وبها يزداد الطلب علي الملبن الملون، لما له من مظهر يجذب الأطفال: "لو تمن الكيلو 10 في الموسم مثلا، بنعمل عليه عرض كيلو وعليه كيلو هدية، وهنا بيزيد الطلب عليه، أو لو المكسب 10 جنيه في العلبة مثلا، عادي المصنع ممكن ميحطش مكسب المهم يجيب تمن الإنتاج قبل ما الملبن يفقد طمعه الطازج".

وفي حالة المرتجع من المنتجات الأخري بخلاف الملبن يقوم المصنع بعمل معرض دائم لتلك المنتجات داخل المقر، ويعلم الموزعين بأن هناك خصومات كبيرة عليها، وبعد مرور 5 أشهر من تاريخ الإنتاج، تكون نهاية تلك المنتجات بأن يتم إعدامها: "المصنع مستحيل يخسر، لأنه بيحط هامش ربح إلي جانب المرتجع والتالف، حتي لو تم إعدام كميات كبيرة من المنتجات دي، برضه هيكون كسب، علشان كده مفيش مصنع محتاج يبيع منتج تالف" 

يمسك بطرف الحديث محمود عبدالحي، صاحب محل بمنطقة شبرا، ويقول إن أشهر الأصناف التي يقل الإقبال عليها في الموسم هو الملبن، مشيرا إلي ضرورة وجوده حيث لا يمكن العمل بدونه علي الرغم من كونه لا يحقق جدوى حقيقية من وجوده: "الموزع بيلف علينا ياخد المرتجع كله وبنتحاسب، وبعد كده بيرجعه المصنع، ولو عدي تاريخ الإنتاج بتاع المنتجات دي خلاص بتتعدم، لأنها مصنوعة من الحمص والفول السوداني والبندق واللوز والسكر وكل الحاجات دي مع الوقت بتلين، ومستحيل تستخدم تاني في الإنتاج، لأنها هتكون خسارة علي المصنع لأنها أولاً هتتأثر علي سمعته، ثانيا هتبوظ باقي المنتجات اللي هيحطها في ماكينات الإنتاج".


مواضيع متعلقة