"تاجر الأمل للمرضى".. "يل" إسباني انتصر على كورونا مصابا وطبيبا

كتب: عبدالله مجدي

"تاجر الأمل للمرضى".. "يل" إسباني انتصر على كورونا مصابا وطبيبا

"تاجر الأمل للمرضى".. "يل" إسباني انتصر على كورونا مصابا وطبيبا

يقف كالجندي يحارب في معركته الخاصة، يتعرض لإصابة بالغة، فيتعافى منها، ويعود مرة آخرى ليمسك سلاحه، ليستمر في طريقه ضد العدو، لدرء الخطر المتمثل في فيروس كورونا، فهو أحد أفرد الجيش الأبيض، الذي لا يعرف النوم أو التعب والإجهاد أمام عدو لا يجب الغفلة أمامه.

الطبيب الإسباني في الصفوف الأولى محاربا ضد الفيروس الخطير، ليصاب به ويخضع للعزل الصحي، الذي غادره فور أن تعافى من الفيروس، ويعود مرة أخرى كجندي شجاع يحمل سلاحه إلى مكانه في الصفوف الأمامية مستكملا الحرب ضد العدو الأخطر للبشرية في الوقت الحالي.

إصابة الطبيب يل تشين خلال عمله في مستشفى لاباز الجامعي، الذي يقع في العاصمة الإسبانية مدريد، جاءت في قبل أكثر من شهر، بعدما انتقل الفيروس له من طبيب زميله يعمل في المستشفى نفسها حيث جاء العدوى الأولي للأطباء خلال علاج أحد المرضى المصابين خلال تلقيهم العلاج بالمستشفى.

قبل شهر، شعر بارتفاع في درجة الحرارة وصداع شديد، وأصر اصدقائه على إجرائه لفحوصات الكشف عن كورونا.. وفي لحظات تحول "يل"، من طبيب يساعد زملائه لمكافحة كوفيد- 19، إلى أحد المرضى على أسرة المستشفى، ويتلقى على أيدى زملائه العلاج، بحسب روايته لـ"الوطن".

رحلة علاج "يل" استمرت 21 يوما، عمل فيها اصدقائه مساعدته باقصي طاقتهم ليتعافي من الفيروس، "إصابتي كانت صدمة.. من الصعب أن تتحول من طبيب إلى مريض"، لم يختلف البرنامج العلاجي الذي تلقاه عن الذي كان يمنحه لمرضاه وهو بعض العقاقير الكلوروكين والهيدروكسى، ومتابعة قياس درجة الحرارة بصفة مستمرة، على أمل أن تتحسن.

طول فترة علاج الطبيب الإسباني، لم تكن صورة زوجته تفارقه والتي تنتظر عودته بفارغ الصبر، "في مكالمة هاتفية كانت تعمل على تحفيزي، إلا أنني كنت أشعر في صوتها بنبرة الحزن والقلق"، ويرد "يل" عليها أنه سوف يعود لها قريبا عقب القضاء على الفيروس في جسده.

تجربة "يل"، الصعبة مع فيروس كورونا لم تمنعه من عقب تعافيه من عودته للعمل مرة آخرى، بعدما إجازة يومين فقط إطمئن فيها على زوجته التي اشتاق لها، ليقرر العودة مرة آخرى في ذات المستشفى يساند زملائه في علاج المرضي بعد الزيادات المستمرة في أعداد المصابين بالفيروس.

لم يتحمل الطبيب البالغ من العمر 35 عاما، أن ينسي واجبه الإنساني في علاج المرضي، وأن يبتعد بعد شفائه كما نصحه عددا من اصدقائه، هو يري أن أعداد المرضي في ازدياد حتى تجاوزت حاجز المليون إصابة مؤكدة، "كيف يمكن أن أجلس في منزلي خوفا من الخطر واترك المرضي يعانون في المستشفيات، من يترك المرضي في الأوقات الصعبة لا يستحق أن يحصل على لقب طبيب، ولا يعي عظمة وقيمة المهنة التي يعمل بها".

تجربة "يل"، في التعافي من فيروس كورونا صارت قصة يرويها الأطباء للمرضي لمنحهم الأمل في التعافي، فاصبح مثالا حيا للتعافي يتحرك أمامهم ويتحدث إليها، بل والأكثر من ذلك أنه يعالجهم من مرضهم، "يقول لي المرضي عند رؤيتهم لي أن تجبرتي تمنحهم الأمل في الشفاء والخروج قريبا من المستشفى"، وهو ما يعد إيجابيا، فالأمل عنصر أساسي في تعافي المرضي وبدونه الشفاء مستحيل.

رغم سوء اوضاع كورونا في العالم بأكلمه وفي إسبانيا بعدما تجاوزت أعداد الوفيات  35 ألفا و878 حالة، إلا أنه على ثقة أن الطب في النهاية سينتصر على هذا الفيروس، "وساجرى احتفلا كبيرا مع زملائي بالمستشفى احتفلا بهذا الانتصار".


مواضيع متعلقة