قانوني: يمكن لـ حكماء المسلمين مقاضاة شارلي إيبدو في المحكمة الأوروبية

كتب: دينا عبدالخالق

قانوني: يمكن لـ حكماء المسلمين مقاضاة شارلي إيبدو في المحكمة الأوروبية

قانوني: يمكن لـ حكماء المسلمين مقاضاة شارلي إيبدو في المحكمة الأوروبية

بعد الانتهاكات الجسيمة والمتعددة التي أقدمت عليها مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، من نشر رسومات كاريكاتورية مسيئة سياسيا ودينيا، لاسيما للإسلام، قرر مجلس حكماء المسلمين، تشكيل لجنة دولية لمواجهة تلك الإساءات من خلال القضاء وبالطرق القانونية، إيمانا بأهمية مقاومة خطاب الكراهية والفتنة بالطرق السلمية والعقلانية والقانونية.

وخلال اجتماع مجلس حكماء المسلمين، الذي ترأسه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عبر تقنية الفيديو كونفرنس، ندد المجلس بالحملة الممنهجة التي تسعى للنيل من نبي الإسلام والاستهزاء بالمقدسات الإسلامية تحت شعار "حرية التعبير"، مؤكدًا استنكاره الشديد أيضًا لحادثة مقتل المدرس الفرنسي، وكذلك الاعتداء بالطعن والشروع في قتل سيدتين مسلمتين قرب برج إيفل، مشددًا على أن كل هذه الحوادث هي إرهاب بغيض أيًا كان مرتكبها وكيفما كانت دوافعها.

مجلس حكماء المسلمين يندد بالحملة الممنهجة للنيل من الرسول الكريم

وأعرب مجلس حكماء المسلمين، عن رفضه الشديد لاستخدام لافتة حرية التعبير في الإساءة لنبي الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- ومقدسات الدين الإسلامي، مشددًا على أن حرية التعبير لابد أن تأتي في إطار من المسؤولية الاجتماعية التي تحفظ حقوق الآخرين ولا تسمح بالمتاجرة بالأديان في أسواق السياسة والدعاية الانتخابية.

وطالب المجلس المسلمين أيضًا بمواجهة خطاب الكراهية عبر المطالبة بسن تشريعات دولية تجرم التحريض على الكراهية والتمييز ومعاداة الإسلام، مطالبا عقلاء الغرب ومفكريه بالتصدي للحملة الممنهجة على الإسلام ومعاداته والزج به في ساحات الصراعات الانتخابية والسياسية وتهيئة البيئة الصحية للتعايش والأخوة الإنسانية.

أستاذ قانون دولي: يمكن للمجلس اللجوء إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان

وفيما يخص الجهات القانونية التي يمكن للمجلس اللجوء إليها، قال الدكتور نبيل حلمي، أستاذ القانون الدولي وعميد كلية الحقوق الأسبق بجامعة الزقازيق، إن تلك اللجنة الدولية يمكن أن تتقدم إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والتي تتخذ من مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقرا لها، بشأن تلك الإساءات للإسلام والرسول الكريم.

وأضاف "حلمي"، لـ"الوطن"، أن المحكمة الأوروبية منوطة بحماية حقوق الإنسان الأساسية، ومن بينها احترام العقائد والأديان، لذلك يمكنها أن تصدر قرارتها لمن ينتهك تلك المبادئ لحقوق الإنسان، ويمكن أن تكون قرارتها ملزمة أو غير ملزمة، إلا أنها تتمتع بثقل دولي ضخم.

وأشار إلى أنه في الوقت نفسه يمكن أن يلجأ مجلس حكماء المسلمين إلى المحاكم العادية في فرنسا، ببلاغات وشكاوى لرفض تلك الانتهاكات الجسيمة باعتبار أنها تتعارض مع حقوق الإنسان وتسبب ضررا للمسلمين في هذا الشأن، ومن ثم يمكن مساءلة مسئول التحرير الذي وافق على تلك الانتهاكات.

"شارلي إيبدو" تاريخ من السخرية ضد الأديان

واعتادت مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، التي تأسست عام 1970، على نشر رسومات كاريكاتورية مسيئة سياسيا ودينيا، باعتبار أنها ساخرة من وجهة نظرها، حيث إنها في نوفمبر 1977 نشرت رسوما ساخرة تسيئ للرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعد زيارته إلى إسرائيل، وفي 2006، نشرت رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد، وكررت الأمر نفسه في نوفمبر 2011، ثم في سبتمبر 2020.

كما نشرت أيضا رسومات مسيئة للمسيح والعذراء، ووصل بها الأمر لنشر رسومات مسيئة لله عز وجل، مما عرضها لهجوم وتهديدات بشكل دائم، حيث أضرمت النار في مقر هيئة تحريرها من قبل، واخترق موقعها الإلكتروني في 2011، وتعرضت لهجوم سابق في يناير 2015، جراء نشرها هذه الرسومات الكاريكاتورية، حيث اقتحم الملثمان "سعيد وشريف كواشي"، مقر المجلة مما تسبب في مقتل 12 شخصا وإصابة 11 جراء إطلاق النار، من بينهم بعض أشهر رسامي شارل إيبدو.

وفي عام 2016، أصدرت المجلة عددا خاصا بمناسبة الذكرى السنوية لهذا الاعتداء، نشرت فيه غلافا يسيئ لله عز وجل.


مواضيع متعلقة