الكنيسيت الإسرائيلي ينتخب الرئيس العاشر للدولة

الكنيسيت الإسرائيلي ينتخب الرئيس العاشر للدولة
ينتخب البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" اليوم الرئيس العاشر للدولة العبرية خلفا لشمعون بيريز في تصويت سري يشارك فيه النواب الـ120.
وسيبدأ التصويت في تمام الساعة الحادية عشرة. وسينتقل المرشحان اللذان حصلا على أكبر عدد من الأصوات إلى جولة ثانية قد لا تكون خالية من المفاجآت مثل ما حدث في انتخابات رئاسية سابقة.
ويتنافس 5 من أصل 6 مرشحين تقدموا للمنصب وذلك بعد انسحاب المرشح بنيامين بن اليعازر، السبت الماضي من هذه الانتخابات قبل 3 أيام من إجرائها وذلك إثر استجوابه حول مزاعم فساد.
والمرشح الأوفر حظا بحسب الاستطلاعات هو رئوبين ريفلين، الرئيس السابق للبرلمان والعضو في حزب الليكود اليميني. ويحظى "ريفلين" بدعم حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي اضطر إلى دعمه في نهاية المطاف على الرغم من العداوة الشخصية والايديولوجية بينهما.
وحاول "نتانياهو" اقناع الحائز على جائزة نوبل للسلام والناجي من المحرقة اليهودية إيلي فايزل، بالترشح ضد "ريفلين" ولكنه رفض ذلك.
ويسعى الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2011 دان شاختمان، والقادم من خارج الحلبة السياسية في الوصول إلى الجولة الثانية ولكن وسائل الإعلام الإسرائيلية استبعدت ذلك.
ويتنافس أيضا النائب الوسطي مئير شيطريت من حزب "الحركة" الذي تتزعمه وزيرة العدل تسيبي ليفني، ورئيسة الكنيست السابقة داليا ايتزيك، بالإضافة إلى القاضية السابقة في المحكمة العليا داليا دورنير والتي تبدو فرصها في الانتقال إلى الجولة الثانية "شبه معدومة".
ومنصب الرئيس في إسرائيل فخري فيما السلطات التنفيذية في يدي رئيس الوزراء. لكن الرئيس يسمي بعد الانتخابات التشريعية الشخصية المكلفة تشكيل ائتلاف حكومي.
ويبدو المرشحون كلهم أقل حضورا بالمقارنة مع "بيريز" الذي سمحت له مكانته الدولية بالترويج لفكرة السلام مع الفلسطينيين.
ويعد "بيريز" آخر من بقي من جيل "الأباء المؤسسين" للدولة العبرية ولم يتردد في تجاوز الطابع الفخري لمنصبه وبدا أحيانا المعارض الوحيد لـ"نتانياهو".
ولم يتردد "بيريز" في التعبير عن رأيه في موضوعات حساسة مثل عملية السلام والعلاقات الاستراتيجية مع الحليف الأمريكي أو البرنامج النووي الإيراني. والشهر الماضي اتهم نتانياهو بتعطيل التوصل إلى اتفاق سلام العام 2011 تم التفاوض في شأنه سرا مع الفلسطينيين.
كما أعلن أنه التقى في العام نفسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي وصفه "بشريك سلام".
ويعد شمعون بيريز أاحد المهندسين الرئيسيين لاتفاقيات أوسلو للحكم الذاتي الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية العام 1993 والتي أدت إلى فوزه بجائزة نوبل للسلام بعدها بعام.
في ضوء مواقفه هذه، اكتسب "بيريز" صفة "الرجل الحكيم" وسمعة عالمية ميزته عن "نتانياهو"، الذي يعاني عزلة دولية متزايدة.
وينهي "بيريز" ولايته في آواخر يوليو المقبل قبل بلوغه 91 عاما.
وقالت صحيفة هآرتس اليسارية أن "انتخاب الرئيس العاشر لإسرائيل يعلن تغييرا في الاتجاه في الرئاسة: سيتم الانتقال من السياسة الدولية إلى المسائل المحلية".
وأكد المعلق ناحوم بارنيا "يجب علينا أن ندرك أن الرئيس القادم لن يكون مثل "بيريز" وستستعيد الرئاسة وظيفتها الطبيعية" الفخرية.