مدرب الأهلى السابق يخرج عن صمته فى حوار مع «الوطن»: القلعة الحمراء تدار بطريقة جديدة

تحمّل مسئولية الرجل الأول للأهلى فى ظروف صعبة، حمَل على عاتقه أحلام جماهير القلعة الحمراء فى وقت هرب فيه الجميع.. إنه محمد يوسف، الذى سبح ضد التيار لوضع الأهلى على قمة أندية العالم من حيث الحصول على البطولات القارية، ووسط تلك التحديات فوجئ بقرار من مجلس إدارة الأهلى برحيله عن النادى، التزم الصمت لفترات طويلة، لكن «الوطن» حرصت على فتح خزائن أسراره، ليقص لنا تفاصيل قرار إقالته، ووجهته المقبلة فى الحوار التالى.. ■ كيف تفسر رحيلك عن النادى الأهلى بصورة مفاجئة؟ - هذه هى سُنّة الحياة؛ فلا يوجد لاعب يستمر فى الملاعب مدى الحياة، وكذلك لا يوجد مدرب يستمر فى تدريب فريق مدى الحياة، ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك، وأتمنى التوفيق لمسئولى الأهلى والجهاز الفنى بقيادة فتحى مبروك واللاعبين، فمهما حدث سيظل الأهلى هو بيتنا وصاحب الفضل الأكبر فيما وصلنا إليه. ■ مسئولو الأهلى أكدوا أن رحيلك عن الفريق استقالة، فى حين تشير جميع الدلائل إلى أنها إقالة.. أين الحقيقة؟ - رحيلى عن الفريق ومعى هادى خشبة وسيد عبدالحفيظ إقالة وليست استقالة، صحيح أننا تقدمنا جميعاً باستقالاتنا لمجلس الإدارة الجديد برئاسة المهندس محمود طاهر فور انتخابه لرفع الحرج عنه، لكنه رفضها مؤكداً أنه داعم لنا، لكن أن تتم إقالتنا بعدها بشهرين وتقول إنك قبلت استقالتنا فهو أمر غير طبيعى.[ThirdQuote] ■ ومن وجهة نظرك.. ما سبب إقالتك؟ - سبب إقالتى هو المداخلة الهاتفية التى أجريتها مع أحمد شوبير فى قناة «سى بى سى» بعد خبر تجديد عقد عماد متعب التى أكدت خلالها أن ما يحدث حالياً فى النادى، لاسيما فيما يتعلق بفريق الكرة، أمر جديد فكيف يتم التجديد للاعب دون علم الجهاز الفنى ونعلم بالأمر من وسائل الإعلام. ■ وهل لم تكن لديك الرغبة فى التجديد لعماد متعب؟ - أى مدرب لديه لاعب بحجم عماد متعب ولا يريد التجديد له يكون مجنوناً، ولكن بالعكس كنت متمسكاً بالتجديد لمتعب، لكننى أتحدث عن المبدأ كان الأجدر أن يتم إخطارنا بالأمر قبل التحدث مع اللاعب، لكن أن نعلم به من وسائل الإعلام فهو أمر لا يليق بالأهلى ولا بنا كجهاز فنى. ■ وكيف علمت بقرار الإقالة؟ - أبلغنى به المهندس محمود طاهر بنفسه فى النادى وقال لى إنه بسبب المداخلة الهاتفية، فقلت له وهل سمعت المكالمة فقال «لا، بس هما قالوا لى»، إذن هو اتخذ قرار إقالتى بسبب مكالمة لم يسمعها، لاسيما أننى لم أتخطّ حدودى خلال تلك المكالمة بل طالبت فقط بحقى كمدير فنى وأن يكون هناك نقطة نظام. ■ ولماذا لم تناقشه فى الأمر ما دام لم يستمع للمداخلة بنفسه؟ - لم يكن هناك مزيد من الوقت لاسيما أنه جاء ليبلغنى بالقرار وليس ليتناقش معى فى الأمر، وأنا لم أكن لأحزن فى حالة إقالتى عقب تولى هذا المجلس المسئولية مباشرة بعد الانتخابات. ■ ماذا تعنى بأنه أمر غير منطقى وأن مداخلتك كانت رد فعل وليست فعلاً؟ - رد فعل، لأنها لم تكن المرة الأولى، فسبق لعضو مجلس إدارة أن قام بإفشاء سر جميع الصفقات التى نرغب فى ضمها على الملأ وهو أمر غريب وجديد على الأهلى، وليس هذا فحسب بل قال إن الأهلى بحاجة إلى مدير فنى أجنبى لأن المدرب الأجنبى شخصيته قوية واللاعبون يخافون منه فهل هذا طبيعى؟.. ربما أتقبل حديثه عن المدرب الأجنبى لو قال إن الفريق فى هذه المرحلة بحاجة لمدرب أجنبى لبناء فريق جديد أو لأن المرحلة المقبلة تتطلب ذلك، لكن أن تقول إن شخصيته قوية وإن اللاعبين يخافون منه فهو أمر غير مقبول لأنه كناية عن أن المدرب الموجود حالياً شخصيته ليست قوية. ■ وماذا كان رد فعلك فى هذه المرة؟ - تحدثت حينها مع رئيس النادى وشرحت له الأمر وأن الحديث الدائم عن وجود مدرب جديد يؤثر سلباً على اللاعبين وعلى نتائج الفريق.[SecondQuote] ■ وما السبب فى كل هذا اللغط؟ - من وجهة نظرى أن إلغاء لجنة الكرة هو العامل الأساسى فى جميع هذه المشكلات فدائما كانت لجنة الكرة هى المحرك الأساسى لكل أمور الكرة بالنادى بعيداً عن مجلس الإدارة، لكن إلغاءها مع قدوم هذا المجلس لم يكن أمراً طبيعياً، ومن وجهة نظرى هناك أمور جدية على الأهلى حدثت فى الفترة الأخيرة. ■ ماذا تقصد بأن هناك أموراً جديدة على الأهلى؟ - أقصد أن أسلوب الإدارة اختلف عن ذى قبل، فمثلاً الأزمة الدائرة بين الأهلى حالياً ولجنة الأندية أمر جديد، فعلى مر العصور كان الأهلى يحتضن جميع الأندية ويقود ويقرر وما يحدث الآن عكس ذلك. ■ كيف تقيّم تجربتك مع الأهلى؟ - بالورقة والقلم تجربتى مع الأهلى ناجحة مائة بالمائة، فلقد أُلغيت بطولة الدورى ثم شاركت فى بطولة دورى أبطال أفريقيا الموسم الماضى وحققت اللقب وشاركنا للمرة الخامسة فى مونديال الأندية ثم فزنا بلقب السوبر الأفريقى وشرفت أن أكون مديراً فنياً للأهلى فى الوقت الذى تربع فيه النادى على عرش أندية العالم بالحصول على 19 لقباً قارياً وهذا الموسم كنا نسير بشكل جيد نحو صدارة مجموعتنا بالدورى ورغم خروجنا من دورى أبطال أفريقيا فإننا تأهلنا لبطولة أخرى لا تقل أهمية وهى الكونفيدرالية وصعدنا بها لدورى المجموعات، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه الإنجازات تحققت فى ضوء صعوبات كبيرة أبرزها لعب المباريات بدون جمهور وخارج القاهرة بجانب اعتزال العديد من اللاعبين وأصابة آخرين. ■ بمناسبة اعتزال اللاعبين.. هل تدخلت لإقناع أبوتريكة وبركات وجمعة بالتراجع عن الاعتزال؟ - من الصعب جدا أن تجد جيلاً يضم بين صفوفه ثلاثياً مثل أبوتريكة وبركات وجمعة، وأنا شخصياً تحدثت مع الثلاثى بشأن قرار الاعتزال لكنه فى النهاية قرار شخصى ونابع من داخل كل لاعب، لكن الأهلى دائماً غنى بأبنائه وأتصور أنه قادر على إفراز لاعبين من عينة هذا الثلاثى مستقبلاً. ■ اعتزال أبوتريكة بالتحديد كان صادماً لجماهير الأهلى.. - ربما لأنه كان أكثر ارتباطاً بالجماهير خاصة أنه اتخذ قرار الاعتزال فى قمة المجد وفى قمة النضج الكروى. وللأمانة فهو له الدور الأكبر فى فوزنا ببطولة أفريقيا فكانت لمساته مؤثرة فى صناعة الأهداف لزملائه بجانب أهدافه فى المباريات الحساسة فلقد اعتزل فى الوقت الذى وصل فيه للقدرة على الإبداع فى كل لمسة.[FirstQuote] ■ وماذا عن أحمد عبدالظاهر.. هل طلبت تخفيف العقوبة عنه بعد إشارة رابعة؟ - عبدالظاهر من اللاعبين المميزين سواء كان على المستوى الفنى أو السلوكى، وأنا شخصياً كنت مع توقيع عقوبة مادية مغلظة على اللاعب وحرمانه من اللعب فى مونديال الأندية بالمغرب على ألا يتم عرضه للبيع، وهذه وجهة نظر فنية، لكن مجلس الإدارة كان له أبعاد أخرى ونظرة شاملة لذلك اتخذ قرار عرض اللاعب للبيع، وبالمناسبة هناك لاعبون فى الدورى المصرى أقبلوا على رفع إشارات سياسية ولم يتعرضوا للهجوم الإعلامى أو العقوبات مثلما تعرض لها أحمد عبدالظاهر. ■ وماذا عن وجهتك المقبلة؟ - لدى عروض من أندية سعودية وليبية وسودانية وتونسية، فضلاً عن عروض بعض الأندية المصرية، لكننى أدرس العرض الأمثل من ناحية الاستقرار والطموح والجانب المادى، وسأحسم قرارى خلال أيام.