تأثيرات فيروس كورونا المستجد: يدفع الأطفال إلى إيذاء أنفسهم

تأثيرات فيروس كورونا المستجد: يدفع الأطفال إلى إيذاء أنفسهم
كان لفيروس كورونا المستجد تأثير كبير على جميع مناحي الحياة، ولا شك أنها أثرت بشكل خاص على الحالة النفسية للكبار والأطفال، وحسب ما نشرته صحيفة "جارديان"، اليوم، فكان لكورونا تأثير كبير على الحالة النفسية لـ"إيلي"، طفلة من أطفال متلازمة داون.
وبحلول عيد ميلادها الثالث عشر هذا العام، الذي كان من المفترض أن يتم الاحتفال به، فأصبح يوما يشوبه الحزن لأهلها، حيث إنها لم تطلب أي هدايا احتفالا بهذا اليوم، موضحة أنها لا تعتقد أنها ستعيش عاما آخر.
وأوضحت والدتها أن الطفلة تعاني من اكتئاب من قبل الغلق الذي سببته الجائحة، ولكن هذا الغلق زاد الموقف صعوبة، فقد تركهم الوباء يحاربون مع طفلة لديها ميول انتحارية، ووصفت الأم الموقف بأنه: "مرهق بشكل لا يعقل".
وأضافت أن الأمر ازداد سوءًا بالاستجابة البطيئة من خدمات الدعم للصحة النفسية التابع لمركز الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS).
وبعدما أعربت "إيلي" عن ميولها الانتحارية، استطاعت عائلتها أن تحصل على تقييم أولي عبر الهاتف من خلال خدمات الصحة النفسية للأطفال، وتم إخبارها أنها سوف تحصل على مساعدة عاجلة، وتم ترتيب موعد عبر الهاتف في سبتمبر الماضي.
ووصفوا لها علاجات مضادة للاكتئاب، وأوضحوا أن هناك انتظار 6 أشهر للعلاج السلوكي الذي تحتاجه، وكان قد تم تقليل خدمات الدعم للصحة النفسية للأطفال والمراهقين، مع تقديم بعض الدعم من خلال الهاتف أو الإنترنت.
وفي غضون ذلك عانى الأطفال من مشاكل كثيرة. وأشارت نتائج تحقيق أجرته "جاريان" إلى ارتفاع نسبة إيذاء النفس في الأشهر القليلة من بداية الدراسة إلى 77% مما كانت عليه العام الماضي، كما ارتفعت أيضا الوصفات الطبية بالأدوية المنومة والمهدئة لمن هم دون 18 عاما، في الفترة بين مارس ويونيو هذا العام، بنسبة 30% مما كانت عليه منذ عامين.
وأوضحت والدة إيلي أن التأخير الكبير في الحصول على الدعم أدى إلى استمرار اعتقاد الطفلة الاكتئابي بأن "لا شيء سوف يتحسن ولن يتغير أي شيء".
وأضافت الأم أنهم عندما تواصلوا مع ما يسمى "أرقام الأزمة" تلقوا معلومات متضاربة ومربكة، وتم توجيههم لمواقع ويب غير موجودة، وأنهم اتصدموا بنصائح "جوجل" الخاصة بالآثار الجانبية للأدوية المضادة للاكتئاب، بعدما لاحظت أن حالة طفلتها ساءت بشكل كبير منذ تناولها الأدوية.
وأوضحت الأم أنها كانت تعتقد أن خدمات الدعم النفسي للأطفال والمراهقين أفضل مكان مناسب الذهاب إليه للحصول على مساعدة، لكن "الحال ليس كذلك"، وأضافت أنها لا تريد سوى تقديم أفضل مساعدة لابنتها.
وقال معالج نفسي للأطفال والمراهقين يعمل في إحدى المدارس، حسبما ذكرت "جارديان" إن الوضع تغير بشكل ملحوظ الفترة الأخيرة، حيث إنه في البداية كان يعتقد بعض الأطفال أن الحظر كان أفضل لأن حياتهم تباطأت.
وأضاف المعالج النفسي أن الأطفال تعرضوا لضغط كبير فيما يتعلق بالامتحانات والاضطرار إلى اتباع التباعد الاجتماعي، وقال إن الشباب يقلق من إمكانية العودة إلى المستوى الأكاديمي الصحيح، والانتقال إلى الجامعة والأشياء المماثلة لذلك.
وقالت تينا روين، مديرة إحدى المدارس في مانشيستر الكبرى إنه بعد الفحوصات التي قاموا بها لتحديد من لديهم قلق وخوف، لاحظوا أن عددا كبيرا من الشباب كانوا بخير قبل فترة الإغلاق، ولكنهم واجهوا مشكلات كثيرة منذ ذلك الحين.
وأضافت أن هناك عددًا كبيرًا يطلبون الاستشارات في الحالات النفسية، وأن إجراءات العزل كان لها تأثير كبير عليهم.